هيئة الغذاء باختصار
يعد سوق الغذاء والدواء من اكبر الأسواق الاستهلاكية وأشدها خطراً إذ لم تكن تحت نظر الرقابة , فالاستهلاك ثقافة وعادة للمجتمعات النامية والغذاء والدواء اخذ النصيب الأكبر من تلك العادة وبالتالي فإن الطامعين في الربح الوفير على حساب الصحة والاقتصاد استفادوا من اثنتين الأولى ثقافة الاستهلاك والثانية ضبابية الجهات الرقابية والضبابية هنا مردها لضعف الإمكانات البشرية المتخصصة , فأمطروا الأسواق ببضائع مغشوشة ومسرطنة وبأدوية ذات تأثير طبي وقاتلة في بعض الأحيان والمستهلك والاقتصاد الوطني هما الضحية فلا نواح ولا بكاء عليهم .
هيئة الغذاء والدواء ورثت تركه كبيرة من البيروقراطية والخلل الرقابي كغيرها من الأجهزة المماثلة فاستلمت تلك التركة ولسان حال القائمين عليها يردد بلاني ببلواه فأمامها ملفات ساخنة وعلى عاتقها تقع مسؤولية حماية المستهلك من الأضرار الصحية التي قد تنتج عن مواد استهلاكية تسربت إلى الداخل بجواز سفر عنوانه ألا أمانه , ولكي تقوم الهيئة بواجبها عليها ان تفتح أروقتها للمواطن ليتعرف على دورها وليسهم في إيصال ثقافة الحق لبقية المواطنين والمقيمين وعليها أن تسلك مسلك التعاون مع الجهات الأخرى كمصلحة الجمارك التي تصارع الأخطار وتصد أشياء لو دخلت إلى العمق الوطني لحلت بنا بكارثة كبرى.
العجيب أن المواطن لا يعي ولا يدرك فداحة الضرر من شراء سلع مقلدة ومضرة بالصحة فيضر نفسه ويضر اقتصاد الوطن, هناك آمرين توعوي ورقابي على الهيئة بث رسائلها للمستهلك وعليها منع مثل تلك المنتجات من الدخول قبل أن تقع الفأس في الرأس ولن يتم المنع إلا إذا أصبحت الهيئة ذات كادر مؤهل ومتواجدة بكوادرها بمنافذ ومؤاني الوطن فليس من المعقول ترك هيئة تواجه هجمات مٌسرطنة بإمكانات ضعيفة ومتواضعه .
هيئة الغذاء والدواء يلومها البعض ونسي قبل لومها أن يلوم نفسه فهو الذي سهل لضعاف النفوس مهمتهم فلولا وجود مستهلك لما وجد ضعيف نفس .
اسأل الله أن يصلح الحال والى الله المشتكى .
التعليقات (0)