هيئة الإعلام الشبابي ...... ضرورة حتمية

أن الناظر والمتابع للعديد من نشاطات المؤسسات الشبابية والتي أما أن تكون عاملة مع الشباب أو مهتمة في العمل الشبابي وأهمية هذا القطاع الذي أصبح يشكل نسبة الثلثين من أبناء المجتمع الأردني يجد أن هذه المؤسسات وان تعددت دوائرها الإعلامية تعيش حالة من الركود وعدم الترويج للمبادرات والنشاطات التي تقيمها أو تتبناها بالشكل الصحيح .

فأصبح العديد من الشباب الأردني والمشهود لهم بقوة حضورهم على الساحة الشبابية ومختلف فعاليات هذا القطاع ينادون بصوت عالي إلى ضرورة وجود هيئة إعلامية شبابية تؤمن بدور الإعلام في التفاعل مع قضايا الشباب بشكل علمي ومهني وإيصال الرسالة الوطنية الشبابية لشريحة واسعة من الشباب الأردني من خلال تصميم برامج إعلامية تبث عبر العديد من الوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة منها سوا أكانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة الفكر الوطني الحقيقي وتعمل على تجذير أساس الحوار البناء والتفاهم المتبادل وتقبل الرأي والرأي الأخر إضافة إلى أهمية العمل التطوعي ومدى الفائدة المنعكسة على شقي المعادلة ألا وهي الوطن والشباب أنفسهم بحيث يجعل من الشباب أكثر فعالية في المجتمع ولهم فكر ومنهج عمل وطني مواكب للرؤية الملكية السامية في أن الشباب فرسان للتغيير ومعاول بناء لحداثة الوطن ومؤسساته وسط جو ديمقراطي بهوية أردنية حقيقة تعمل على تعميم فكرة فلسفة المؤسسات الشبابية وبرامجها والتي يجب أن تكون بنيت على أساس الشباب ومصلحة الوطن في أن واحد قبل أي اعتبار .

وأن الدور الرئيسي الكامن في هذه الهيئة هو تعزيز الثقافة الإعلامية الشبابية والتنشئة الإعلامية المتوازنة وتشجيع تنمية وسائل الإعلام المجتمعية، إضافة إلى رفد عملية تنمية صناعة إعلامية متطورة يكون عمادها الشباب الأردني من خلال الانتقال من الدور التقليدي الإعلامي إلى نهج إعلامي متخصص تحت سقف واحد لتفعيل الإعلام الشبابي المقروء والمرئي والمسموع والترويج لبرامج يعدها الشباب ويقدمها الشباب أنفسهم تكون خارجة من رحم العمل الشبابي وتغطية النشاطات والتي تهم الشباب والعاملين معهم .

ولابد أن يتم مساعدة الشباب على أن يكونوا على دراية أكبر بكيفية عمل وسائل الإعلام ، وكيفية التفاعل الإيجابي معها خصوصا وما تشهد الساحة من تطورات سياسية يحتاج الشباب إلى الخوض في غمارها بالشكل الصحيح ،إضافة إلى إكساب الشباب مهارات الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل وكيفية تفعيلها من منظور شبابي، و أهمية امتلاك الشباب لمهارات الاتصال والإعلام المتخصص للتمكن من التحليل والقراءة المعمقة من جانب ، في حين تكمن الأهمية في تثقيف الشباب الأردني حول كيفية الحديث عبر القنوات الفضائية والتي باتت تستهدف الشباب الأردني خصيصا للحديث عن تيارات سياسية ومن خلالها توقع الشباب في شرك ونوع من عدم الإدراك لما يحيط به وهذا في حد ذاته أهم ما يمس الشباب ويشوه صورتهم التي يعرفها الجميع والتي تتصف بأفضل الصفات الحميدة والخلاقة .

ومن هنا فأنني أرى بان وجود هيئة إعلامية شبابية هي ضرورة حتمية لتحيق العديد من البرامج التي تهم شباب الوطن أينما حلوا أو ارتحلوا إضافة إلى صياغة خطاب فكري إعلامي شبابي يحقق الرؤى الملكية بإحداث التغيير المأمول في بيئة الشباب وصولا إلى نموذج شبابي أردني مميز يحمل هوية واضحة المعالم.

إسلام العياصرة