هو الموت .. حدث مع أول يوم في العام الدراسي
بعد جرعات من الانباء عن اموات لا يهموك ياتي الموت ليأخذ عزيز لديك
وتحزن عليه حزنا شديدا ، وتشعر وكأنه انتزع قطعة منك لا تبرأ أبدا
وتكون هذه بمثابة اللقاح المحصن ضد أقراح الموت القادمة
ثم تتوالى ضرباته ولكن لن تكون بنفس التأثير الأول ، هو الموت يأتي على حين غرة , وأحيانا نعيشه حبة حبة مع الراحلين على مهل
ما حصل اليوم كان غير عادي ما بين هذا وذاك ...
انه اليوم الدراسي الاول للعام 2011/2012 دخلت مدرسة البيروني ألاساسية للبنين في طوباس ،لهدف تربوي محض ،وما ان دخلت كان الجرس يقرع ايذانا بانتهاء الفرصة واصطف الطلبه في طابور ،حملت الكميرا وصورت ذاك الطابور باوضاع مختلفة وذلك لعلمي المسبق ان هذه المدرسة سيكون يومها الاخير كمدرسة للذكور وقد مضى على هذا الحال اكثر من سبع عقود وهي المدرسة الاولى في طوباس حيث ستتحول غدا الى مدرسة للاناث بادارة جديدة وطالبات جدد .......
دخلت وكان كل معلم يقف امام شعبته وكان مدرس التربية الرياضية يامر بتمرينات خفيفة من رفع الايدي ومدها وخفضها ...انتهيت على عجل من التصوير اثناء مروري خلف الطابور ...وانتهت التمارين بدخولي غرفة المدير وبدأ الطلبه يدخلون فصولهم وما ان جلست على الكرسي بغرفة الاداره الا ودخل معلم ومعه عدة طلبه يحملون زميلهم الذي اغمي عليه وهو داخل للتو الى صفه ....كان اخ الطالب واحدا منهم ...قال الاخ انها ليست المره الاولى ولكنه كان يغمى عليه ويفيق من غيبوبته ...على عجل اتصل المدير بالاسعاف ولكن السياره بعيده نوعا ما وحمل الطالب خلال دقيقة الى مستوصف قريب ودقائق بعد تحويل الطالب الى المستشفى بنابلس كل الاخبار تؤكد ان قلبه توقف وانه بموت سريري وما كان يكبر للصلاة وقت الظهر الا كان هناك اعلان وفاة هذا الطالب رحمه الله
ونشر الخبر الاتي:
توفي اليوم الأحد الطالب """أمير اسعد إبراهيم الغزال """15 عاما، وذلك اثر تعرضه لوعكة صحية وهو على مقاعد الدراسة في مدرسة البيروني في مدينة طوباس.
وقالت الشرطة ان الفتى غزال اصيب بوعكة صحية وهو على مقاعد الدراسة، وتم نقله إلى مستشفى رفيديا في مدينة نابلس، وادخل الى العناية المكثفة وهو في حالة غيبوبة، الا انه ما لبث ان فارق الحياة.
وقالت ادارة العلاقات العامة والاعلام في الشرطة ان رئيس النيابة ومدير التحقيق ومدير المباحث في شرطة المحافظة، تحركوا إلى المكان للوقوف عن كثب على ملابسات الوفاة وإجراء اللازم أصولا.
من جهته، نقل مدير شرطة المحافظة المقدم حقوقي مقداد سليمان تعازي مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله لذوي الطفل الفقيد ولاسرة التربية والتعليم.
...
وباسم مديرية التربية والتعليم /طوباس ومديرها الاستاذ محمد زكارنه والاسرة التربوية في طوباس نتقدم الى ذوي الفقيد وزملائه ومعلميه في مدرسة البيروني في طوباس باحر التعازي وعظيم المواساة وانا لله وانا اليه راجعون
وبعد ... اسمحوا لي بوقفة ....ونحن مؤمنون بقضاء الله وقدره .. يقول الله تعالى في كتابه الكريم : { وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } ]الأنبياء:35[ ويقول سبحانه : { لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } ]آل عمران: 186[يقرر المولى جلَّ جلالهُ , وتقدست أسماؤهُ, أنَّ من حكمته سبحانه , أنْ يبتلى الناس في هذه الحياة , بأنواعٍ من الابتلاءات , فلا يخطرُ الموتُ على بالنا الا وقت حدوثه , وإنْ خطرَ لحظةً, ما فسرعانَ ما ننساهُ, , حتى لا يعكرَ صفو مزاجنا , ولا يكدِّر لذةَ حياتنا , وهكذا تنقضي الأعوامَ , وتمضي السنيَن , ونحن في غفلةٍ مُطبقةٍ , حتى يختطفنا الموتُ فجأةً ,نحن او من نحب ، وونحن غارقٌون في لذ اتهِا متقلبٌون, فنخسر بذلك الدنيا, والآخرةَ, ذلك هو الخسران المبين .
وفي هذه المناسبة ايضا ،ومن الواجب ومن فروض الرعاية ومن السنة والشرع والامانة ...ان نذكر وان يتذكر الاهل والاباء ان الابناء امانة في اعناقنا واعناقهم واذا حصل ولاحظنا ان الطفل او الطفلة لديه مشاكل ، كالغثيان او الغميان او اي مرض او اعراض ...ان ناخذهم الى الطبيب ونعمل بنصائحة وان نخبر مدير المدرسة والمرشد التربوي ومندوب قسم الصحة المدرسية لمتابعة حالته او حالتها ..ولنعقل ونتوكل والله من وراء القصد ودمتم سالمين
التعليقات (0)