هو إجهاد شديد يأخذ بنفسى ويهز أنفاسى , حاولت أن اخلد إلى الراحة وأكفى نفسى معاناة الكتابة , ومشقة البحث عن الحروف,والاضطراب بين الجمل والعبارات , ولكنى وجدتنى بالبعد عن الكتابة أشد إرهاقا , وأكثر معاناة مع الوقت وعراكا مع دقائقه وثوانيه . كانت لى على مدونتى صولات وجولات قبل أن تخضع لهذا التغييير الذى حجبها عنى فترة طالت , حدثت أثناءها متغيرات تاريخية على الساحة المصرية : متغيرات زلزلت ثوابت كان البعض يظنها فى رسوخ الجبال , وأثبتت أن الشعب المصرى يحمل فى جيناته هذا التراث الإنسانى غير القابل للتشويه , والمتأبى على الأدلجة المنافية لطبيعته السمحة التى يلهمها إياه تاريخ فجر الضمير الإنسانى الذى أشرق على أرضه ومنها نشر أشعته على ربا العالم . خلال هذه الفترة الماضية افتقدت مدونتى , وفى ذات الوقت اخذت الطاقة تتراجع , كما اعترى الفكرَ شىء من الاستسلام والهدوء والإيمان بأننى بعدم التدوين لن تخسر قضاياى التى أومن بها شيئا , كما أن الكتابة لن تضيف إليها أو تدعم من خطوتها على طريق التواجد , فهذا هو عصر زحام الكلمات مكتوبة ومنطوقة وصارخة فى وسائل الإعلام فماذا ستجدى كلماتى المتواضعة المنزوية فى هذه المساحة ؟ ولكن كلماتى تلك هى تعبير عن رأيى , هى صدى لمعاناة عمر طويل من الأفكار والرؤى والاحاسيس , كلماتى حاضنة قضيتى , وقضيتى هى الحرية , الحرية لى ولكل بنى الإنسان دون قيد أو حجر أو استعلاء أو تقديس أو إطار إلا إطار عدم الإضرار بالآخرين , أو الاتقاص من حقهم فى الاختيار تحت أى مسمى , ولست أزعم هنا أننى امتلك الحقيقة المطلقة , ولكنى ازعم أن ما يجرى على كوكب الأرض يدعم موقفى , فكل الشعوب التى استطاعت أن تحرر الإنسان من القيود والأغلال وتترك لعقله وفكره حرية الإبداع دون حدود هى الشعوب الأقوى والأرقى والاكثر إسهاما فى تقدم الحياة الإنسانية . أعود للكتابة فأقول إننى ورغم الإرهاق وربما اليأس لم أستطع مقاومة إغراء ارتعاشة إصبعى على الحروف والإفضاء بفكرى سواء قرأه الآخرون أم لم يقرأه أحد , سواء أحدث تأثيرا فى قناعات الغير أم لم يكن له أى أثر أو عائد , الكتابة بالنسبة لى هوى غلاب وعشق لم أستطع الإقلاع عنه منذ عقود , إنها حالة تشبه التصوف والحب العابر لحدود الغايات والأهداف , كما ان الكتابة بالنسبة لى كانت دائما الدواء الأنجع والمهدئ الأنفع لمقاومة أسباب الاكتئاب وعوامل اليأس , كانت ظل هجير رحلتى وترياق آلامها , واليد الحانية التى ساندتنى وعززت خطاى على طريق الرحلة الطويلة المجهدة , إنها واحة الإفضاء والفضفضة ,واستراحة المحارب الذى لم يحمل سلاحا ولم يحقد على عدو لأنه يؤمن بإنسانية الإنسان
التعليقات (3)
1 - إنسانية انتقائية
باسم - 2013-09-26 01:13:23
انسانيتك انتقائية للأسف الشديد
2 - فاروق الاول
زرزرو - 2013-09-26 06:06:28
لعنة الله عليك وعلى فاروق الزبالة الخول في يوم واحد
3 - لغة جديدة
احمد قيقى - 2013-09-29 15:55:24
لغتك هذه المرة راقية , وفكرتك عنى قابلة للنقاش