مواضيع اليوم

هوة اللغة بين المواطن الكوردي والعربي في كردستان

راميار فارس الهركي

2010-10-07 12:20:44

0

 


كثيراً مايواجه المواطن العربي سواء من العراق او من الدول العربية القادم الى اقليم كوردستان مشاكل عدة في اللغة فهو لايتقن اللغة الكوردية ونظرائه من مواطني الاقليم لايتقنون اللغة العربية وهذا يولد بعض المشاكل والعقبات التي تحول دون الاتصال او ايصال فكرة ما الى من هو موجود في الاقليم كما يؤكد بعض خبراء اللغة في كوردستان . ولعل هناك اسبابا رئيسية جعلت المواطن الكوردي يعزف عن تعلم وممارسة اللغة العربية على رأس تلك الاسباب السنوات العجاف التي حكم بها النظام الاستبدادي كوردستان والظلم الذي الحقه بهذا الشعب من جرائم ضد الانسانية ومقابر جماعية وتهجير قسري ومحاولة هذا النظام خلق حواجز بين المواطن الكوردي و العربي . اضافة الى تلك الاسباب محاولة النظام البائد اتباع سياسات الانظمة السابقة التي حكمت العراق التي كانت وحسب رأي الصحفي والاعلامي( برور صديق )كانت تحاول وبشتى الطرق والوسائل التغطية على التراث والادب الكوردي بما في ذلك اللغة الكوردية مما خلق دافعا وطنيا عند المواطن الكوردي بترك اللغة العربية وتعلم اللغة الكوردية الاصيلة . وهذه الاسباب وغيرها اوجدت جيلاً جديدا في كوردستان لايتقن اللغة العربية ويجد صعوبة بالغة في دراستها او الخوض بها كلغة عامة للاستخدام فهو يجد تعلم اللغة الانكليزية او اي لغة اخرى عدا العربية افضل واسهل بكثير من تعلم العربية نفسها وهذا مايشكل عقبة كبيرة وفجوة من الصعب ردمها بين المواطن الكوردي والمواطن العربي حسب رأي( عبد الرحيم الاديب ) صاحب مجموعة شركات للاستثمار اذ انه يرى ان صعوبة التعامل باللغة العربية في كوردستان تخلق حاجزاً بين مواطن اربيل ومواطن البصرة فالاول لايتقن العربية والثاني لايتقن الكوردية مع العلم انهما من بلد واحد . ويجد ايضاً ان المواطنين العرب القادمين الى كوردستان من رجال اعمال واصحاب شركات يلاقون الصعوبة نفسها مما يدفعهم الى اصطحاب مترجمين معتمدين لتسهيل العمل هناك . الوكالة الوطنية للانباء العراقية للانباء / نينا/ استطلعت بعض الاراء للوقوف على بعض الاسباب والمسببات في الموضوع . الصحفي والاعلامي (برور صديق) حدثنا قائلاً :" الانظمة العراقية التي حكمت العراق وعلى رأسها النظام البائد حاولت وبشتى الطرق والوسائل تعتيم كل ماهو متعلق بالتراث والادب الكوردي واولها اللغة الكوردية مما ولد ردة فعل قوية لدى المواطن الكوردي بالعزوف عن تعلم العربية والاهتمام باللغة الكوردية كونها اللغة الام بدوافع وطنية وقومية " . واضاف: " النظام البائد لم يترك اثراً طيباً في نفوس الكورد حتى وصل الظن لدى البعض من غير المتعلمين الى ان اللغة العربية هي لغة صدام حسين ورفاقة ، لذلك نرى ان جيل اليوم لايلقي ذاك الاهتمام باللغة العربية بينما نجده يصب الاهتمام الكامل والجاد لتعلم الانكليزية والفرنسية والالمانية وغيرها ، وهذا شيء مؤسف حقاً فاللغة العربية هي لغة القرأن وهي لغة كبيرة حالها حال لغات العالم الكبرى كالانكليزية والصينية " . الكاتب (جمال عبد الله ئاكر ه يي ) يجد:" ان انحسار استخدام اللغة العربية من قبل مواطني الاقليم هو لتفضيل اللغة الكوردية في المداولات العامة والتدريس والمخاطبات الرسمية وترك اللغة العربية جانباً وهذا مااثر سلباً بطبيعة الحال على اللغة العربية وهذا يعود لسبب رئيسي في الموضوع وهو قيام الكيان السياسي الكوردي بعد انتفاضة عام 1991 بتأسيس حكومة الاقليم والبرلمان توجب احلال الكوردية بشكل رئيسي واحلال اللغة التركمانية والسريانية وبقية لغات القوميات والمذاهب الاخرى في كوردستان محل العربية التي كانت سائدة في جميع الاستخدامات الحياتية قبل الانتفاضة" . مدرس اللغة العربية (عبد الكريم خوشناو) قال:" ان دافع احياء اللغة الكوردية بعد عقود طويلة من التهميش كان سببا رئيسيا في ازاحة العربية من المجتمع الكوردستاني فالنظام البائد مارس شتى الطرق والوسائل لمحو الوجود القومي الكوردي حتى عن طريق اللغة وهذا ولد دافعا قوميا كبيرا بأعادة اللغة الكوردية وهي اللغة الام في كوردستان الى سابق عهدها لذلك ترى ان اغلب الكورد لايتقنون العربية بل الكوردية فقط هذا من باب ، اما من باب اخر فهناك سلبيات كبيرة في الموضوع فالعزوف المقصود عن تعلم العربية كان سبباً من اسباب تراجع مستوى الوعي الثقافي لدى الجيل الجديد فهناك محامون واساتذة واطباء ومهندسون جدد لايتقنون العربية وهذا شيء غير مقبول وسيء فكيف بالمحامي لايتكلم العربية وكيف للاستاذ ان لايتكلم العربية لان الذي لايتقن العربية برأيي يعاني من نقص واضح في ثقافته مهما ارتفعت درجاته العلمية والثقافية" . عبد الرحيم الاديب مدير عام مجموعة استثمارية لبنانية يرى:" ان صعوبة التعامل بالعربية في كوردستان تخلق حاجزاً بين مواطن اربيل ومواطن البصرة فالاول لايتقن العربية والثاني لايتقن الكوردية مع العلم انهما من بلد واحد ويجب على واحد منهم ان يتقن لغة الاخر بالتمام والكمال ليستطيع التواصل مع الاخر ، وهذا مانعانية نحن رجال الاعمال فنحن نأتي الى كوردستان ونجد كل شيء جاهز للشروع باعمالنا الا اللغة ، نأتي بالمهندس المسؤول عن المشروع الفلاني ونجده لايتقن العربية نضطر حينها الى جلب مترجم وهذا يتطلب منا وقتا او تأتينا دعوة لحضور ندوة اقتصادية تبدأ وتنتهي ونحن لانفهم ماهو موضوع الندوة اصلاً لان اللقاء يكون بالكوردية وليس بالعربية" . وبعد سقوط النظام السابق وجدت حكومة اقليم كوردستان ان الاهتمام باللغة العربية بات امراً ضروريا خصوصاً في المرحلة الحالية فكوردستان لم تعد منطقة منعزلة عن العراق والعالم كما كان ذلك قبل السقوط لذلك وضعت اللغة العربية في صلب اولوياتها فعملت على ايلاء المزيد من الاهتمام على المناهج العربية الدراسية سواء في المدارس او المعاهد او الكليات وجلب الاختصاصيين اللغوين لترجمة المكاتبات الرسمية الحكومية من الكوردية الى العربية اضافة الى وضع اللغة العربية كلغة رسمية الى جانب اللغة الكوردية في اقليم كوردستان حيث نصت المادة 14 من الباب الاول من دستور اقليم كوردستان / ان اللغة الكوردية واللغة العربية لغتان رسميتان في اقليم كوردستان مع ضمان الحق الكامل لمواطني الاقليم بتعليم ابنائهم اللغتين الرسميتين المنصوص عليهما في الدستور.

نشر هذا التقرير في الوكالة الوطنية العراقية للانباء عندما كنت اعمل مراسلا لدى الوكالة بتاريخ 18/4/2007

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !