الحياة غريبة ولكل إنسان نصيب لا بد أن يأخذه رضي أم لم يرضى وعالمنا غريب وعجيب وكلما تحدث المرء عن شيء وجد ما هو أغرب منه وبما أنني قد وقفت فترة ليست بالقليلة عن الكتابة لظروف خارجية أضطررت فيها إلى التوقف عن الكتابة إلا أنني قد بدأت أستعيد عافيتي شيئا فشيا والأفكار في داخلي تغلي كما يغلي الماء على النار ولا أرعرف فيما أتحدث وماذا أترك وكما يقال أبدأ بالذي هو خير فمنذ أيام قلائل أتحدث مع بعض الأصدقاء فإذا بالحديث يأخذ منحنى آخر وقد تنقلنا من حديث لآخر حتى رست سفينة الحديث على إقتناء الحيوانات الأليفة فإذ بأحدهم يخبرنا قائلا أنه أقتنى حيوانا أليفا قبل بضعة أيام وقد أشتراه بثلاثين ألف ريال وأن عمر هذا الحيوان شهرين وقد أستغربت كيف يشتري رجلا عاقلا حيوانا أليفا بثلاثين ألف ريال بينما أنا لا أشتريه بمئة ريال وسألته عن هذا الحيوان الأليف؟ ويا ليتني لم أسأله فقد دهشت من الأجابة وكدت أن أموت جزعا أتصدقون أنه أقتنى فهد بثلاثون ألف ريال بينما رجل كحيان فقران عدمان مثلي لايتعدى دخله عشرين ألف ريال بينما رجل بطران مثل صديقي هذا يشتري فهدا حيوان متوحشا شرسا بالمبلغ الفلاني ولا يستحي أن يسمي حيوانه الشرس المتوحش أليفا وسيقول عني كثيرون بأنني جاهل وعبيط وليس لي في المدنية وخلاف ذلك ولكنني سأقول لكم بكل صراحة نعم أنا جاهل وعبيط و خلافه إذا عنى الأمر أن أقتنى حيوانا متوحشا أو أليفا بالشيء الفلاني بينما في أفريقيا وما شابهها لا يملكون كسرة خبز يسدون بهم جوعهم أو ملابس تستر عريهم نعم اللهم لا أعتراض والقناعة كنز لا تفنى وأنا إنسان قنوع وقانع ومقتنع ( بكل صيغها الحاضر والمستقبل والماضي والحالي وفيما بعد وفيما قبل وأشباهها ) ولكن الأمر لم يقف عند هذا الحد فتجد أحدهم يعرض فهدا بأربعين ألف ريال ولا اعلم فيما أعلم ما فائدة إقتناء حيوانا متوحشا كالفهد والنمر والأسد ولوا بخمسين هللة وليس ريالا ولكنني عرفت أن للحيوانات الأليفة قيمة كبرى عندما قرأت أن هناك حيوانات تملك الملايين ( سيظن الكثيرون بأنني حاسد وكاره لهم الخير معاذ الله ) ولكن كما يقال أهل العقول في راحة وسأخبركم ببعض ما قرأت كي تستطيعوا أن تفهموا وضعي المزري فقد قرأت فيما قرأت أن هناك كلب يسمى جانثر الرابع والذي يملك ثروة تقدر ب224 مليون دولار أمريكي و الست ( عذرا على هذه الكلمة الجارحة ) اوبرا وينفري تملك كلبا ذا ثروة تقدر ب 30 مليون دولار أمريكي ( هذا المرأة السمراء صاحبة الملايين والبلايين وست الخير اليس من المفترض أن توزع هذه الملايين على فقراء أفريقيا وتعطيني كم ألف بأعتبار أنني صاحب هذه الفكرة النبيلة والتي لم تطرأ على بال أحد من قبل ) وأخيرا وليس آخر وهي ما تثير الضحك أن الدجاجة جيجو تبلغ ثروتها 10 ملايين دولار أتصدقون ذلك أغلى دجاجة أشتريها مثلجة ب 12 ريال أي ما يعادل ثلاث دولارات وإذا ضربت الحمة وطلبت دجاجة مطبوخة جاهزة من كنتاكي ب15 ريال يعني أربع دولارات وهو صحيح الدنيا أرزاق لكن من العاقل الذي يقول أنه يحق لدجاجة ما تسوى خمس دولارات أن تمتلك 10 ملايين أي عقل وأي دين بينما رجل كحيان ودمان مثلي يعمل ستة عشر ساعة في اليوم لايزيد دخله السنوي عن 5333 دولار وأين العدالة في ذلك يبدوا أن قيمة الحيوان في هذه الأيام أغلى من بني آدم وصدق من قال ناس لها حظوظ وناس لها .... والله بلاش منها .
التعليقات (0)