هواسيك مذكراتي في الروصيرص

هواسيك

ذهبت ولن تعود
أن تكسر ألف لوحة ممكن أما أن تصنع لوحة واحده فانك تحتاج لجهد ألف رجل ......كل شئ ممكن أن تكسر أي شئ وتدلق ما تريد أو ترسل سهما أو تقتل نفسا ومثلها كثر .... أما أن تعيد واحدة منها فانه أمر يحتاج إلي قوة وتفضيل من الله العلي القدير
25/10/2006
الكلاكله

راس الخور
18/1/2006

كم مره فكرت في أن اعبر ضفة الجدول ولكن ما ظلت تحتفظ به الذاكرة عن سكني العفاريت والجان التي يخافها عقل البشر ....تمنعني
فالشجيرات التي تصدر اصواتا وتهتز كأنها ترفض قاعدة الثبات .... كأنها لا تقف علي جذور ..وكأنها تسعي في حفل صاخب ... والحيوانات الصغيرة ذات الشرر التي تسكن ضفة الجدول التي كنا نهابها....
مامن شئ مستساغ هنا ..فكل شئ يوحي بالخوف والرهبة .....
حتى ذلك الذي عددناه شجاع كان يهابها فقد اتفق ذات مره أن سخرنا منه ونلنا من عنفوانه الطائش وصحنا
((هوي انته كان راجل امشي راس الخور و اقيف هناك جيب معاك فرع من شدرة الخور )) صاح بقوه ((امشي هسع رأيكم شنو ... والراجل اليبقي بعدي ...أنا ماشي رأيكم شنو ..))
تهامسنا بسخط وصحنا بهدوء ((أكان راجل امش )) وغاب عنا في مشواره الرجولي الحزين
... وما أن بلغ راس الخور حتى عاد يجري وهو يصرخ ونحن قمنا من خلفة صوف دون معرفة السبب إلي إن أدركنا طرف القرية ونحن نصيح ((عوووووك ..شيطان ...عوووووووك)) فخرج أهل القرية كلهم ...
ووجدونا نجري وخلفنا كيس اسود تسوقة الريح
الروصيرص الحي الغربي
18/1/2006م

الطريق إلي قيسان
12/5/2006م
أه قيسان موعدنا .....درة النيل الأزرق
دارت في مخيلتي وأنا أصافح الطريق الطويل الوعر الذي يحاذي النيل وتقطعه الخيران والحفر و الأشجار الكبيرة انه منظر جميل ، ظلت العربة تجري لأكثر من أربعه ساعات ونحن نتأمل القرى والوجوه والتاريخ والمكان ، إنها بدايات الخريف الجميل خرجنا صباحا
خرجنا بطريق الرقيبة الذي يجاري بحيرة الخزان ومررنا بقري كبيرة منها (الخرابه) (الياس) (بكوري) (سنجة نبق) (ابوراس) (مرمز الجبل) (مرمز الحلة) (كشنكرو) إنها مجموعة قري كبيرة وكثير فيها نازحي الكرمك وهذه المناطق لأول مره يصلها وفد حكومي عقب توقيع اتفاق السلام وإنهاء الحرب .....
أبدع ما رأيت هو وداي قيسان انه نهر كبير ممتلئ بالرمال يقولون انه عنيف في فترة فيضان هوانه ابتلع عدد من العربات أخرها احدي شاحنات القوات المسلحة اختفت الشاحنة بالكامل ؟؟؟؟؟ثم وداي أو خور تمد انه الأجمل الذي يذكرك بوداي ازووم في الغرب انه خور رائع وذائع الصيت وهو رافد مهم للنيل الأزرق الذي تحفة أشجار المانجو الكبيرة الخضراء وتجلس علي شرقة مجموعة من الجبال في منظر تجده أكثر من رائع رمال هذا الوداي تضم حبات الذهب إضافة إلي انه مصدر مهم للزراعة ومصدر مهم للحياة في هذه الجهات .
أحزنني منظر الغابات مساحات منها قطعها تجار الفحم والحطب وطول الطريق تصادفك اللواري محملة بالفحم والحطب والقنا ..... أنهم مجرمون فمنظر المساحات المقطوعة يحز القلب ....أوقفوا هذا العبث .
جبل كشنكرو ظله في المساء يلامس الحبش وهو جبل ضخم سوداني أصيل يلف عمه خضراء كأنه درويش في حلقة ذكر وتبدو الصخور الضخمة كأنها مجموعات وأمواج بشريه متلاطمة ويرسم أسمة في الأرض ويجبرك علي أن تركز فيه فهو من يحدد نشاط الخيران التي يغذيها بالماء الكثير الوفير انه ضخم ولكنه ليس الأضخم انه يذكرني بسلسلة جبال العرشكول في النيل الأبيض
سؤال برئ جدا
من يطلق هذه الأسماء العجيبة علي الجبال ؟عرشكول؟ كشنكرو ؟؟؟؟؟؛؛؛؛؛؛؛

الروصيرص الحي الغربي
الجمعة 12/5/2006م

تجارة خاسر
22/6/2006م
صديقي لم تحن عليه أيدي القدر فأسعدته بالخوازيق فلاطمته حينا بالفراق المر وعلقم الوداد اشتكي وتصبر فقلنا له تجلد فليس من شيم الكرام النعيق علي أهداب الماضي والتسول في معاطف الشتاء ....
أرخ ستائر حزنك وانتعش أو أقول لك استمع إلي نانسي عجرم
الخرطوم 22/6/2006م

دمعة أولي لباو الجميلة
7/8/2006م
هذا هو معبد الحسن ومرقي الصفاء هنا تتدثر الشمس عظمة وجمال وتهدي الجبال الراسيات هدوئها إلي الغيم والضباب والندي ...هنا باو من أجمل مدن النيل الأزرق فالمدينة علي شهرتها لا تحس بها أو صخبها بل يمكن أن تقول إنها قرية كبيرة تقع في وسط جبال الانقسنا التي ترتدي حلة الخريف الزاهية وتتسلق الشجيرات الجبال فتكاد لا تري الصخور من الزهو الالق الذي بلفه حولها وتعانق الضباب والسحاب أما المناخ فحدث ولا حرج فاليم سيد الأجواء ويمنحك عبيرا سرمديا من دعاش المطر وشئ من شذي الياسمين والقرنفل..
الجبال رصت بحذق شديد وانتظمت في شكل دائري مهوسك سبحان الله أحسن الخالقين ..
الماء والخضرة هنا منبعهم أما الوجه الحسن فلأرض تقله هنا ولا سماء. تستحق باو نفس حار ودمعة سخين لكونها منبع السحر الحلال ولكن قلة تعليم السكان واتساع دائرة ألامية مع قلة حيلة السكان التي تستغلها الحركات والجماعات من العسكر والسياسيين..
لخور الدوم نفس حار:-
وأنت تعبر خور الدوم تنابك أشياء من الفرح والنشوة فالخور عميق نحت في الأرض اسمه وترك علي الميدان رسمة وحكم الطريق وترك لأشجار الدوم المعني والمحتوي والذكري . تتمايل السيارة لترقص مع اهتزازات الحجارة ومنحدرات الخور .يسحرك كل شئ ويشرد بصرك في آلا شئ ..تكسب صفاء الذهن والاسترخاء.......
جام الطريق والقصة:-
خرجنا من باو بعد أن تسامرنا في خزانها الجميل ونحن نظن إننا قد بلغنا مراقي الكمال والجمال والالفه وشاهدنا أجمل ما يمكن أن نشاهد وخرجنا نقصد مناجم شركة أعمال التعدين ألمتقدمه (مناجم الانقسنا) التي يعدن منها التالك وخام الحديد(الكروم) ...
طريقنا تقطعه أوديه وحجارة مدببه متناثرة وطين احمر وتلازمنا الخضرة ملازمة الظل أما الغيوم فأنها تهدينا مناخا ساحرا فلا الشمس تبدو ولا تختف بل تمنح الأرض السحر الحلال ...الضباب والغيوم تمركزتا علي قمم الجبال فتري القمة يلفها الثلج (كأنه عمامة في راس مخبول بدون طاقية ) .... نحن نتقدم في صمت إلي أن أشرفنا علي مدينه يلفها الجبل مدخلها عبارة عن وادي كبير رصت علي اجنابه الحجارة فصار طريق مخارج هذه المدينة ثلاث هي منخفضات في القمم ليس إلا....إنها قرية صغيرة تدعي جام بل قل مدينة صغيرة تتوفر فيها خدمات المياه والكهرباء والطاحونة ومكاتب الشركة والشفخانه والمدرسة والكنتين كل شئ هادئ ومرتب ويسوده النظام العامل يقبض 40 جنينه اجرة الطن الواحد وينتج العامل حوالي 2-3 طن من خام الكروم الذي يقوم بفرزه من الصخور وتكويمه فقط ..حتى العمال تكونت لديهم نوعا من ثقافة العمل لا تكاد تقول انك في وسط جبال الانقسنا التي كان سكانها يهربون من صوت الماكينة وأنفاسهم تنقطع من رؤية السلاح او الحديث عن الحرب طيبون لدرجة كبيرة بسطاء للغاية
ألان وبعد توقيع اتفاق السلام الشامل ظهرت طائفة من شبابهم تدافع عن أفكار الحركة الشعبية وتقوم بكل ماهو يمكن أن يحسبهم مخلصين في الحركة ظهرت هنا سيماء التمرد بعد السلام.....

رحله في الخاطر
20/11/2006م
وصلت أخيرا لمدينة الغمام قادما من كرش الفيل اتابط أحزاني التي حزمتها في لحظات الفرح المخبئ في أعماقي ...
ودخلت طارحا السلام أرجو أجابه وابحث عن صديق توقفت في سوقها المرعد المدمدم بضجيج السابلة وخطي العطاله المتكاسلة اشق أصناف منوعة من البشر تختلف في سحنتها وأطوالها والسنتها ...
عبرت الشوارع المبرقة بأصناف المطبات والحفر وعربات الكارو المستعربة (عربيات) في شكل السيارات وآخرون من ممن يصنفون مستخدمي الطريق الذين يقطعونه بأرجل بطيئة وخطواتهم كأنها مرخصة ...
وصلت مدينة الغمام لأجد المطر وأعشاب الخريف وهوام المطر ..كل شئ يوحي بأنها بلاد الخريف التي الذي يحتاج إلي اليد لتسلك المياه سبل ربها فجاجا وتنمو خضرة ورفاء ولكن هيهات ...
ستظل رحلتي لبلاد الغمام ذكري لا تأخذها الأيام والصفحات ولا تحتويها رحلة السرد الجميل بل تبقي جزء من حياتي
حزين
الروصيرص قادما من الخرطوم
20/11/2007م

عصبة الجزارين وقانون الكلاب الضالة
@ تستمتع بالطوق فهو يعني انك كلب منتمي إلي كينونة ولك التزام بنهجها الفكري وعكسها شعار الكلاب الضالة ((الطوق شر والانتماء مصيبة))
تستمتع بكل عظم مخصص لك من أصحاب الموائد فيبحث عنك إذا غبت وينادي عليك @ وتسترجي لتأكل فهذا يعني انك كلب يتبع لعصبة الجزارين وعكسهم الكلاب الضالة لديهم قاعدة ((حصل عذائك بنفسك))
@ تستمتع بنعمة الأمن والدفء في القفص ولا تهاب المعارك ولا تخوض غمارها فتكون مسرور الخاطر فالكلاب الضالة لها قانون ((نعليك علي رجليك)) ((حارب لكي تعيش وفاوض لكي تموت)) أي كن مستعد طالما اخترت التسكع والرحيل في الجزارات والمطاعم
فالانتماء مصيبة والتصنيف كإرثه والتقرب والتزلف نفاق وما الشرف إلا حرية الاختيار وقتما تشاء ومتي ما تشاء
وما احلي التسكع في المطارات تختار الوجهة التي تريد طالما ملكت زمام أمرك ومالك فإما أن تنام علي رصيف الذاكرة وتتدثر بالهموم من برد النفاق والتقرب إلي الأسياد
وأنا في هذه المدينة اكبر كلب ضال ومتسكع في أرصفتها المجنونة
25/11/2006

شوراع الثلج الرهيب
الشوراع خالية من الضجيج..... الشوراع التي الفت السكون والهدوء وشئ من الحذر تتفقد ألان نفسها وناسها وجرابها وذخيرتها وشئ اسمه الهلع .....
كل الشوارع تتزين للصدام ؟للحراك والهرولة التي تجيدها سيدات هذا العصر الموشح بالبارود.....
كيف الولوج الشوارع التي يعصرها النفط المكهرب في البراميل والمعبئ في السلوك الحديدية... كيف ...وكيف.....؟؟؟؟؟؟كيف تتزيا هذه الطرقات باللعنات وأسلحة الوهم.....
تقودك الشوارع إلي ما تريد من ثلج وإسفلت ودماء وحرير.....
الشوارع الخالية من الضجيج تفتح في مدن البرد والصابون وتحولك إلي شئ من بقايا الروح والخشب الذي تسرح فيه السوس والأرضة
أصلحوا النفوس لكي تفتح في الشوراع كل روح زهرة بدلا من زراعة الدم في العروق النابضات ... أصلحوا الإنسان تتلاشي صور الزيف والسلاح الرهيب هي فقط دعوة للذين يدركون شيئا من أناشيد الوئام ويجيدون العزف في فرق المحبة جمعا وقصرا لا انفردا أو عزف في الظلام وفي أركان الغرف التي تمرغ أوتار الجماعة ....عذرا

الخرطوم الكلاكله10/12/2006م
في أعقاب أحداث عنف بين أبناء الوطن الواحد في الخرطوم راح فيها أبرياء

اطرح للبحر عقدا من ذكريات
اطرح إلي الفضاءات كل الشكوك التي أنبتت في الدواخل سدرا من غير ثمار وظلت أشواكها تأكل الذكريات والفرح المعلب في الحنايا تذكارا ممن هجرهم الزمان
قال صديقي ذات يوم (اطرح ما في جوفك للبحر) دع دواخل تفكير بيضاء من سوء نقية من غير سواد .