هذه حكاية واقعية لأحد أقاربي وقعت منذ حوالي ٢٧ سنة ،
أرويها لكم ، فهو كان كثير الهواجس والخوف
من حوادث الطريق ،
وحوادث الكهرباء وغيرها ،
هو ورث ذاك الخوف من شقيقه الذي يكبره ،
حيث أن قريبي هذا كان يشتغل مهندس في مدينة بعيدة
عن مدينته الأصلية ،
لذا عندما يريد زيارة الأهل في مدينته فإنه يتلفن لشقيقه بأنه ،
اتجه الآن على سيارته وبدأ رحلته نحو مدينته ،
التي تتطلب أكثر من أربع ساعات في الطريق ،
فعند قرب الوصول يخرج شقيقه الكبير للطريق العام
على مشارف المدينة ويبقى في انتظاره
وكله خوف عليه من حوادث الطريق ،،،
وقتها لم يكن هناك الطريق السيار الحالي
الذي أنهى الحوادث بصفة كبيرة والحمد لله ،
نشأ قريبي إذن مهووسا بالخوف من الحوادث
رغم إيمانه العميق بقضاء الله وقدره ،
ثم كبر وتزوج وأصبح له بنتان وولد صغير ،
يخاف عليه كثيرا من النسيم ذاته ،
فمنذ حوالي سبعة وعشرين سنة ،
عزم عدد من أشقائه الآخرين وزوجاتهم السفر لأداء عمرة ،
ودعوه للسفر معهم ، لكنه رفض بدعوى الخوف
من ركوب الطائرة و في الأخير وافق ،
وفي الآن نفسه اصرّ على اصطحاب طفله الصغير
الذي عمره آنذاك ٣ سنوات فقط صحبة أمه طبعا ،
رغم أن أخواته اقترحن عليه أن يبقي الطفل لديهن
في رعاية تامة ولا خوف عليه، ولا لزوم لاصطحابه ،
إلا أنه أصرّ ولم يطمئن لأحد ،،،،
في يوم السفر ،
وفي المطار عند الركوب في الطائرة الضخمة
التي تقل ٢٥٠ مسافر ،
وعند صعوده السلم بقي يتفحص محرك الطائرة
الذي فيه مراوح ضخمة كما هو معروف ،
لاحظ وأن إحدى الدواليب المروحية
أو إحدى الزعانف إن صح التعبير ليست ثابتة
في مكانها كما بقية الوحدات الأخرى ،
فتوجّس منها خيفة، وعند الإستقرار في أماكنهم في الطائرة ،
اتجه لأحد المضيفين وحكى له عن الخلل الذي شاهده ،
علما وأن أشقاءه الآخرين ضحكوا منه ومن هواجسه
قائلين هل أنت تعرف أكثر من القبطان الخ،،،
فطلب منه المضيف الخروج معه
قبل إغلاق الباب ليريه العطب ،
فرآه ، وقال له حسنا عد لمكانك ،
يحكي قريبي وأشقاؤه ،
أنه بعد حوالي ٥ دقائق جاءت الأوامر لتحويل الركاب ،
بمغادرة تلك الطائرة ،
وأركبوهم في طائرة أخرى ،
ثم سافروا وأدوا عمرتهم وعادوا سالمين والحمد لله ،
هو يقول أنه السبب في إنقاذ نفسه ومن معه ،
وفي نفس الوقت يقول ربما حتى لو لم ألفت نظرهم لذاك ،
فالمراقبون الميكانيكيون سيتفطنون للعطب
إذ قبل أي رحلة لا بد من فحص شامل للطائرة
قبل الإقلاع سيما وأنه هو لأول مرة يشاهد طائرة على الأرض
و مع ذلك تفطن للعطب ولو أن المضيف المعني
أسر له بعد ذلك بأن سبب تغيير الطائرة
هو ذاك العطب نفسه في ـ الدوامة ـ، ،
والله أعلم هل هو السبب في الإنقاذ أم لا
سيما وأنه لم يقع شكره من أحد ، ،
هناك عديد الناس للآن يخافون من ركوب الطائرة ،
لكن ها هو ثابت أنها أضمن بكثير من السفر عن طريق البر ،
وكم ركبت أنا في الطائرات ،
وكنت أقرأ سورة الكرسي عديد المرات ،
وأبقى مندهشا من بعض المسافرين الآخرين من المسلمين
كيف يشربون الخمر في الطائرة ،
التي تكون أوروبية ولا يخافون ،
إذ لو قدر الله السقوط سيموتون وهم سكارى
والعياذ بالله ....
ودمتم سالمين .....
أخوكم رضا التّونسي
التعليقات (0)