ان محترفي السيرك يعتمدون علي ارضاء العامل النفسي لمشاهديهم من مرتادى هذا السيرك
اكثر من اعتمادهم علي ضرورة اقناعهم بحقيقة هذه الألاعيب ولنضرب مثالا بأحدى هذه الفقرات
اضاءة خافتة ومؤثرات صوتية متداخلة المقامات وساحر بملابس براقة
يستدعي فتاه غاية في الجمال ترتدى قطعاً من الملابس تخفي فقط ما تتفنن الانفس في تخيله
ويطلب منها الدخول الي ذلك التابوت الخشبي المعد خصيصاً لهذه الفقرة وهذه الفقرة فقط
وما ان تدخل الفتاة المسكينة الصندوق
حتي يبدء هذا الساحر في تقطيعها اجزاءً صغيرة يبعدها عن بعضها البعض
وهنا تتوقف عقارب الساعة وتحتبس الانفاس
وتختلج الاحاسيس ما بين الصدمة والشماتة
والرضا والحزن والكراهية وانبهار الحالمين
فالصدمة تصيب اصحاب المشاعر المرهفه الذين يكرهون كل ما هو عنيف وان كان جالباً للمتعة
اما الشماتة فتكون من نصيب اغلب السيدات الذين يشاهدون العرض لقناعتهم انها تستحق هذا المصير لما احدثته من اثارة لرجالهن
والرضا من الملتزمين دينيا لقناعتهم ان هذا مصير كل من يغضب الرب
اما الحزن فيكون من نصيب اغلب الرجال حزنا علي الجمال الذى فقدوه
وتكون الكراهية من جانب صنف من المشاهدين
حضر مكرها لهذا العرض نزولاً علي رغبة الاولاد وهو يعلم تماما سذاجة وتفاهة هذه الألاعيب
اما انبهار الحالمين فسيبقي هو الصفة الاهم لعشاق هذا النوع من الألاعيب
وهو الربح المرضي لمحترفي هذا السيرك
فالحالمين سيظلون الارض الملائمة دائما لتشيد سيركهم الكبير
وما هي الا ثواني معدودات ويقوم الساحر بتجميع هذه الاجزاء المتناثرة
وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة لأحد
ويفتح الصندوق لتخرج هذه الفاتنة بين تصفيق حاد للجميع
التعليقات (0)