هواة جمع القمامة

مما جاء في المقطع من كلام الشيخ محمد بن اسماعيل المقدم مؤسس الدعوة السلفية في مصر  حفظه الله : "" هذا هو الخيط الرفيع الذي يوقع الناس في الهلكة ، انصح و أنكر المنكر و رد على المخطئ لكن إياك أن تحتقر مسلما ، و هذا هو ما أدبنا به النبي صلى الله عليه و سلم حينما قال : ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و لا يخذله و يحقره ، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) ، نلاحظ في الاختلافات في الساحة الإسلامية و الغسيل طبعا ينشر في المنتديات الحوارية بصورة مؤذية جدا ، في ناس تبقى سعيدة جدا لما تمسك خطأ على واحد ، تحس إنه إنسان في منتهى السعادة ، لا ، يجب أن يكون الدافع للرد هو أنك مشفق على هذا الشخص أنه أخطأ و تقوم بواجب النصيحة و في نفس الوقت لا تتشفى في أخيك المسلم و لا تفرح بأنه زل و أخطأ فهذا الذي ينبغي اعتباره و الالتفات إليه ، في كثير من المقالات و كثير من الردود و كثير من التفاعلات تنم على شيء من الاحتقار ،  بالاخص بين الجماعات المختلفة في المناهج و الأساليب ،  و كل واحد عملوا له ملفا ، كلما يقع في غلطة أو قضية مختلف فيها يضموها للملف ، فيصبح هذا الشخص لا يساوي إلا هذا الشيء فقط ، حقيقة و نحن صغار للأسف الشديد أحيانا كنا نقع في مثل هذا ، إن الشيخ الفلاني ، إحنا ما بندورش خالص غير على الأخطاء بس ، و يصبح هذا الشيخ يساوي هذا الخطأ ، فهذا غلو و انحراف شديد عن المنهج السلفي ، أن فلانا يساوي هذا الخطأ ... إلى آخر ما جاء في المقطع ""
التعليق :

أظن هذا الوصف الذي جاء به الشيخ ينطبق على كثير من الأعضاء ( قل أو كثر ) ... و من كلام الشيخ تدرك مدى تأثر كثير من من الناس ومنهم السلفيين ( شعروا أو لم يشعروا ، علموا أو لم يعلموا ) بمنهج المداخلة ، صار عند كثير منهم هذه المشكله ، و هو أن فلانا لا يساوي و لا يعدل إلا بضعة أخطاء .. حتى إذا ما جاؤوا يعرفون به سردوا أخطاءه ، و لا شيء سوى أخطائه ، فيكون مبلغ علمهم فيه هذه الأخطاء ويكون عندهم هذا المسلم محض شر لأنهم ما عرفوا عنه إلا بضعة أخطاء و ما عرفوا تاريخه الذي قد تغمر فيه هذه الأخطاء و قد يتجاوز عنها !! ... و تعجب من وصف الشيخ الدقيق لهؤلاء ( هواة جمع القمامة = كما سماهم الشيخ ) كيف يجعلون لكل واحد يخالفونه ملفا يعرضونه له عند كل تعريف و عند كل موضوع عنه ، أي أن هذا الرجل لا يساوي إلا هذا الخطأ ، و إن أحسن غضوا الطرف عن إحسانه إلا قليلا منهم ممن لم يستفحل فيه أصل المداخلة ...
و قد بين الشيخ حفظه الله أن هذا الأمر في دعوة أي سلفي هو في حقيقته غلو و انحراف شديد عن المنهج السلفي .. و ليسمه أصحاب هذا الأصل ما يسمونه من الذب عن المنهج و المنهج الصافي و التحذير من أهل الباطل و البدع و بيان شر الداعية فلان و أنه خطر على الدعوة ، فمهما اختلفت مسميات هذا الأصل إلا أن له صورة واحدة لا تتغير عند الممارسة = فلان يعادل مجموعة من الأخطاء و لا تاريخ له إلا هذه الأخطاء و هو محض خطأ !! ... فكل يؤخذ منه ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزى الله الشيخ محمد اسماعيل المقدم خير الجزاء ... ليت جميع السلفيين يعرفوا قدرك و علمك و ينتفعوا منك خير انتفاع انتفع غيرهم ...