ماهر حسين.
ولقد أشـــاد هنيه بدور قطر في دعم شعب فلسطين وفي مواجهة المؤامرات على غزة .
لا يوجد ما يمنع من زيارة هنيه لقطر ولكن قطر لن تتعامل مع هنيه باعتباره رئيس وزراء فلسطين فالموقف القطري ومهما بلغت العلاقات الحمساويه مع قطر لن يتجاوز الإجمــــاع العربي ولن يتجاوز التمثيل الفلسطيني وخاصة بظل التنسيق الدائم بين الشرعية الفلسطينية الممثلة بالأخ الرئيس أبو مازن وبين قطر باعتبارها واحده من أكثر الدول العربية الفاعلة بإطار جامعة الدول العربية وقطر بالطبع تترأس لجنة المتابعة العربية .
ما لفت نظري هو أن هذه المكالمة والزيارة الموعودة تأتي بعد اللغط الذي إثارته قطر بعرضها خريطة (الدولة الفلسطينية ) حيث أشارت خريطة فلسطين التي تم عرضها في قطر إلى الأراضي المحتلة عام 1967 ولقد أثارت هذه الخريطة استياء الكثير من أبناء شعبنا وبغض النظر عن موقفي الذي أوضحته كاملا" في مقـــال سابق فلقد أشرت فيه إلى ضرورة التمييز بين خريطة فلسطين وخريطة الدولة الفلسطينية وأكدت على أن خريطة الدولة الفلسطينية (المحتلة ) والتي عرضتها قطر هي تعبير عن البرنامج السياسي للشعب الفلسطيني والمدعوم بالمبادرة العربية والمتوافق مع الشرعية الدولية والذي أكد عليه الرئيس الفلسطيني أبو مازن بخطابه التاريخي بالأمم المتحدة .
حدث نقاش كبير وأشرنا إلى أن خريطة الدولة لم تتعرض لأي انتقـــاد رسمي من حمـــــاس ولا من قبل حكومة حمــــاس المقالة ولا من أي من قيادات حماس وبل أن خريطة فلسطين المعروضة لم يتم انتقادها من قبل الشيخ القرضاوي وهذا تأكيد على وجود موافقة بشكل أو بأخر من قبل حمــــاس على أن هذه هي الدولة الفلسطينية ومن هنـــا أشرنا إلى أن حماس تخلت نهائيا" عن شعاراتها السابقة التي اعتبرت فلسطين أرض وقف واعتبرت بأنه لا يوجد أي وسيلة للتعامل مع الاحتلال إلا عبر الجهــــاد الفرض على كل مسلم ...ولكن وبنفس الوقت وبهدف التضليل على الموقف قامت حمـــاس وعلى عادتهـــا باستغلال ذكرى انطلاقتها بغزة وحاولت من جديد استعادة شعاراتهـــا التي تخلت عنها ولكن هذا التضليل والخداع لم يعد ينطلي على أبناء شعبنا الذي خبٍروا حماس وعرفٍوا حقيقة موقٍفهــــا ،هذا الموقف الذي أشار له خالد مشعل رئيس حماس ويبدو انه الآن مرشدها الأعلى حيث اعتبر بان حماس تريد دولة على الضفة وغزة والقدس (وهذا يتطابق مع الخريطة التي عرضتها قطر ) ولاحقا" لذلك أشار السيد مشعل إلى أن حماس بدأت تؤمن بجدوى المقاومة الشعبية ...بهذا المنطق الذي تحدث به السيد مشعل وبهذا الموقف الصامت لحماس اتجاه الخريطة التي عرضتها قطر وبهذا الاتصال من هنيه وبهذا الدعم الحمساوي للدور القطري يجب علينا أن نتخلى عن أوهام الموقف الحمساوي وان نعلم جميعا" بان القادم حمساويا" وبل القادم من الإخوان المسلمين هو ( التواؤم مع الشرعية الدولية)!!!! وقد يكون القــــادم (أن جنحوا للسلم ) !!!!!!! وعلى حمــــاس أن تتخلى عن محاولتها للاستمرار بخداع شعبنا والجماهير العربية بشعارات من الواضح بأنها أصبحت لا تمثل لحماس سوى وسيلة لحشد الجماهير التي فهمت حقيقة سياسة حماس وعاشتها واقعا" بغزة .
حماس تلاعبت بالشعارات ولكنها لم تعد قادرة على الاستمرار بالتلاعب بمشاعر شعبنا وعلى حماس أن تعترف بتوافقها السياسي مع فتح وعليها أن تعترف ببعد نظرة فتح وعليها أن تقف بكل احترام إلى جانب القيادة الفلسطينية التي حملت الهم الفلسطيني للعالم لتقول بأننا بألم وافقنا على الحل السياسي وما زلنا ننتظر العدل النسبي .
طبعا" يجب التأكيد على أن مشكلتنا ألان ليست باعتراف حمــــاس بالبرنامج السياسي الفلسطيني فحماس تحكم غزة بالقوة وحماس مهادنه حتى الموت وتطبق البرنامج السياسي بالفعل ...المشكلة الآن بالتعنت الإسرائيلي وبأفعال عصابات المستوطنين وبضعف صوت قوى السلام المؤيدة للحل السياسي في إسرائيل وبالطبع لا ننسى الانتخابات في الولايات المتحدة الأمريكية وأزمة منطقة اليورو وربيع الإخوان العربي .
أخيرا" فإن محاولات الزهار لإخفاء موقف حمـــاس والهتافات العالية بذكرى انطلاقة حماس لدعم الجهـــاد لن تُخفي المكالمة ...الزيارة الموعودة ..الصمت الحمساوي ..وستبقى كلمات مشعل هي الأساس للموقف الحقيقي لحماس .
التعليقات (0)