هنيئاً للعٌشاق بالغزل والحنين
يحوي باب الغزل في الشعر العربي قديماً على عدداً من النصوص التي تحلق بالقاري علياً في سماء الجمال والخيال والتصوير الذي قل أن يجده القاري في أبواب أدبية أخرى , أسماء لامعة قديمة وحديثة فجرت مكنوناتها الشعرية فأنتجت حروفاً من ذهب تٌعبر عن مشاعر وأشواق بين أحبه وعٌشاق حنين ووصف والغرض من الوصف في الغالب التبرير لمن يسمع أو يقرأ النص فالشاعر يطرح حروفه بحضن القاري ويتبعها بأوصاف لعل وعسى أن يقتنع القاري أو المستمع ويبتعد عن جملة لماذا أنت متيم بتلك الفتاة دون غيرها .
الحٌب نعمة عظيمة يٌبتلى بها الشخص فالعٌشاق دائماً مبدعين يحلقون بسماء التأمل يغلبهم الحنان والعطف وتغشاهم السكينة والرحمة , العٌشاق كٌثر والعاشقات أيضاً والأدب العربي القديم والحديث بمدارسه المختلفة يحتوي على نصوص لعاشقات بجانب نصوص العٌشاق الذين لم يكونوا يستغربون من وجود عاشقة وهائمة وشاعرة تهيم كلماتها ببحر الحٌب والغزل والوصف , ألفاظ الغزل عند الشاعر تختلف في الغالب عن الألفاظ التي تصوغها الشاعرة وهذا طبيعي فكل جنس يميل إلى الأخر فطرةً وغريزةً ولأجل ذلك يغلب اللفظ على اللغة الشعرية , توصف الشاعرة عاشقها بأنه فارس يمتطي صهوة الجواد الذي يئن من صلابته أما الشاعر فيوصف عشيقته بمختلف الأوصاف التي لا تكاد تترك شبراً بالجسد الإ وتمر عليه في تصوير بديع في أغلب القصائد .
حديثاً يتصدر شعر الغزل المنصات والمنابر وكل مدرسة شعرية وأسلوب شعري " شعبي مثلاً " يحوي على قصائد تبوأت صدارة المشهد الشعري المتعدد في أنواعه وأغراضه , هناك ثمة اختلاف بين مدارس الشعر كاختلاف أزمنته ومجتمعاته لكن هناك قواسم تجمع وتعزز وجود الكلمة وهي دقة الوصف وروعته وجمالة , فصحى وشعبي الخ جميعها طرقت باب الغزل قديماً وحديثاً والعاشق يبحث عن نهرٍ يرتوي منه حسب ذائقته وميوله ومع ذلك يبقى الغزل الباب الذي لم يدنسه الدخلاء والسبب في ذلك صدق المشاعر وألم الشوق وروعة العاشق / العاشقة !.
ليس كل عاشق شاعر وليست كل عاشقة شاعرة وهذا ما جعل شعر الغزل والشوق والحنين مقدمٌ على بقية الأغراض فالعٌشاق يبحثون عن مركب يحملهم نحو بحر الهيام الذي لا غرق فيه أبداً ولا يوجد مركب أفضل من مركب الغزل والحنين والشوق الذي لا تكلف فيه , عٌشاق الزمن القديم والزمن الحديث يدينون لبعضهم بالولاء يستذكرون بعضهم البعض ويقدمون الحروف قرباناً للهوى والمحبة التي رغم الجفاف اللفظي والعاطفي ما تزال صامدة فهنيئاً للعٌشاق والعاشقات فهم زهرة الأرض وشمسها المشرقة بعد ظلام دامس ؟
التعليقات (0)