هنا القاهرة.. هنا مصر .. هنا الفراعنة ..

وهل كانت المعجزات إلا في مصر? .. وهل كانت الأحلام إلا في مصر? .

. وهل كان التحدي إلا في مصر? .. وهل كان النيل قد روضه أحد إلا في مصر? ..

ومثلما روض الفراعنة النيل بسدهم العالي في أسوان ..

فقد روض أبناء الفراعنة الأسود والنمور والصقور والمحاربين ووحوش الغابات كلها بسدهم العالي في أنجولا..

إنها مصر .. إنها مصر .. تاج الرؤوس .. وغرة جبين الزمان ..

نعم نحن أبناء الفراعنة ولا فخر .. نحن الذين بنينا الأهرامات وأبو الهول والكرنك ..

ونحن أبناء عمرو بن العاص .. ونحن أحباب آل بيت النبي ..

نحن المتيمون بالحسين وعائشة والسيدة نفيسة والسيدة فاطمة .. وعلي زين العابدين..

ونحن العاشقون لخطى الفاروق عمر بن الخطاب والصديق أبي بكر ..

ونحن أبناء الأزهر جامعة المسلمين في العالم كله ..

ونحن شعب عبدالناصر مؤمم القناة .. ونحن شعب السادات بطل معجزة أكتوبر وممرغ أنف الصهاينة في التراب ..

ونحن شعب أم كلثوم والأطلال .. ونحن أبناء نجيب محفوظ وبين القصرين والسكرية ...

ونحن الشعب الساخر حتى من نفسه .. نحن الشعب المعاني بكل ضائقات الحياة ..

ونحن الذين تعرضنا ونتعرض للضيم والضنك والإهانة والمهانة ولمز اللئيم .. ولكننا نكبر دوماً فوق الصغائر ..

أرادوا بالأمس أن يسلبوا من بين أيدينا شهادة الإعجاز في "أكتوبر73" وقالوا أنه لم يكن نصراً بل هزيمة ..

وكأنه لم يكن عبوراً !!.. وكأنه لم يكن اكتساحاً لبارليف !!..

وكأنه لم يكن وحلاً ذلك الذي تلطخت فيه أنوف الصهاينة !!..

وها قد جاء أذنابهم من بعدهم ليشوهوا نصر أبناء الفراعنة! ..

فتارة يقولون" رشوة" .. وأخرى يقولون" الحظ " ..

وثالثة يقولون "الحكام" !!.. ورابعة يقولون اتحاد الكرة الإفريقي!!..

تسعة عشر فوزاً متتالياً بلاهزيمة ولا تعادل في بطولتين متتاليتين ويقولون "رشوة" !!

سبعة بطولات كأس أمم إفريقيا ويقولون " الحظ"!!! ..

ثلاث بطولات متتاليات ويقولون " تواطؤ" !!

أقوى خط هجوم .. وأقوى خط دفاع .. وأفضل لاعب..  وأفضل هداف..  وأفضل حارس مرمى.. 

 وأفضل لاعب بديل يحرز في كل مباراة اشترك فيها هدف الحسم ويقولون "الصدفة"!!!

نهزم جميع المنتخبات التي ستلعب في كأس العالم ويقولون "ضعفاء" !!!

نكتسحهم بثنائية وثلاثية ورباعية ويقولون "تحيز الحكام"!!

نفوز في جميع المباريات من التمهيدي حتى النهائي بلا هزيمة ولا حتى تعادل ويقولون " لستم أكفاء"!!!

حملنا الكأس وطفنا بها فرحين سعداء بينما طافوا أرجاء الكون يتباكون ويندبون ويلطمون وكأنه أهون عليهم أن تبتلعهم الأرض قبل أن يروا أحداً من أبناء مصر يتقلد الميدالية الذهبية ويحمل الكأس الأممية ...

نقول لهم ..

 لا وقت لدينا لكم . ولا مكان في قلوبنا لمباغضتكم .. ومبادلتكم سموم كراهيتكم ..

نحن الآن مشغولون .. نذوب حباً في بلادنا .. نذوب عشقاً في مصرنا .. نذوب هياماً في قاهرتنا ..

نهنئ أنفسنا .. ونهنئ أحبابنا ..

ونهنئ كل من شاركنا الفرحة من قلبه بإخلاص من إخواننا على امتداد الوطن العربي من المحيط إلى الخليج ..

أخواننا من الشعوب العربية الذين انطلقوا في الشوارع ملتحمين مع أشقائهم المصريين يشعلون الأرض فرحاً وسعادة وفخراً وتيهاً بإنجاز أبناء مصر التاريخي وغير المسبوق ..

ويا أيها المصريون المغتربون .. أيها المصريون في الخليج ..

أيها المصريون في أوربا..  أيها المصريون في المهجر ..

أذكروا مصر .. أذكروا مصر بقوة و بفخر..

ارفعوا أعلامها على سياراتكم..  وفي مقاهيكم..  وفي شرفات منازلكم .. ولا تسمحوا لأحد أن يسرق نصركم .. ويشوه انجازكم.. وتواصلوا مع شعبكم العظيم وشاركوا شعبكم الكبير فرحته ..

ويا أيها المصريون على أرض مصر ..

أيها المترامون على ضفاف النيل ..

أيها الملتحفون بأصالتكم وشهامتكم وطيبتكم وشموخكم ..

هنيئاً لكم نصر أبنائكم المؤزر ..

وإنجازهم التاريخي غير المسبوق والذي شهد به العالم كله بينما أنكره الذين في قلوبهم مرض ..

الذين يسرهم ما يسوءكم .. ويسوءهم ما يسركم ..
هنيئاً لكم ... انجاز أبناء الفراعنة ..

هنيئاً لكم إعجاز أبناء القاهرة .. هنيئاً لكم النصر على أيدي أبناء مصر...