مواضيع اليوم

هنا القاهرة: صوت المعضلة الكردية الهادر

حسين جلبي

2011-11-22 18:41:10

0

 
ثمة إشكالية متجددة تعيد طرح نفسها خلال هذه اللحظات الهامة في القاهرة، ألا و هي إشكالية شرعية التمثيل الكردي، العقدة الكردية المستحيلة الحل، دائماً و أبداً.
فما إن وجهت جامعة الدول العربية الدعوة للمعارضة السورية للحوار، بهدف الخروج برؤية موحدة للمرحلة الإنتقالية في سوريا، حتى أعتبر الكُل الكردي،المنتشر على مساحات الإختلاف الكبيرة، إعتبر نفسه معنياً بالدعوة و بشكلٍ شخصي، فحزم حقائبه، و حجز في أول طائرة متوجهة إلى القاهرة، التي يتقاطر عليها اليوم حتى الشبيحة، لعرض جانب من أخلاقهم.
هرع الجميع إلى القاهرة، و قد أثارت سرعة الإستجابة العجب و الإعجاب، إذا لو توفر ربع هذه الإستعداد للحوار الداخلي لما كان هذا حال الأمة، و لما مر علينا مؤتمر نصف ناجح أو حزبٌ منشق.
ربما نسي من ذهب وهو في غمرة الإستعجال، أن يأخذ معه تصوره للمرحلة الإنتقالية، لكنه حمل في ذهنه بلا شك صورته الوردية في المرحلة الإنتقالية، التي يتصور أن تكلفة الوصول إليها لا تتجاوز ثمن تذكرة طيران.
في القاهرة، فوجئ القوم بأبو الهول يسألهم: من أنتم؟
سؤال الشرعية هذا أصاب الرؤوس الحامية بالصقيع، شعر الجميع معه بأن ظهورههم مكشوفة، و لذلك راحوا يبحثون لأنفسهم عن مظلة الشرعية، أية منظمة تقبل طلب إنتسابهم على عجل، يستطيعون أن يخاطبوا من خلالها الجامعة العربية و شركاء الوطن من المعارضة السورية، لأن لقب مستقل وسط زحام القاهرة أكثر الألقاب مدعاة للنفور. و هنا تشير الأخبار الواردة من القاهرة بأنه حتى أشد المعادين للمؤتمر الوطني الكردي مثلاً، أصبح يبحث لديه عن ورقة تزكية، خاصة بعد أن تمكن المؤتمر من إخراج عشرات الآلاف من الكرد في مظاهرة جمعة المؤتمر الكردي يمثلي، فأثبت بأنه يمثل شريحة كبيرة من الشارع الكردي، و بأنه قادر على تحريك هذا الشارع إذا شاء ذلك، و بأنه بالتالي الأكثر قبولاً من المكونات السورية الأخرى.
شخصياً، كنت أعتقد بأن الأتصالات بين الهيئات الكردية المختلفة ستتم قبل التوجه للقاهرة، و كنت آمل بأن تبادر هيئة التنفيذ للمؤتمر الوطني الكردي بإعتبار المؤتمر الكتلة الأكبر إلى الإتصال بالشخصيات و المنظمات و الهيئات الأخرى، و تدعوها إلى عقد إجتماع موسع للخروج بموقف موحد، تسمي على أساسه وفداً مشتركاً يمثل أغلبية الحراك. و كان الأمل بأن يتم دعم الأعضاء الكرد في المجلس الوطني السوري بمجموعة من ذوي الخبرة يتفق عليها. لكن الذي حصل للأسف هو أن ذلك لم يتم، فلقد سارع المجلس الوطني الكردي مثله مثل غيره إلى تشكيل وفده، ليتوجه منفرداً كالآخرين إلى القاهرة، متنازلاً عن مسؤولياته بأعتباره المظلة التي تضم أغلب أحزاب الحراك الكردي، لينضم هناك إلى حلبة المماحكات و الصراعات اللفظية التي يتوقع لها أن تظهر المكون الكردي بصورة غير لائقة.
و في الواقع يبقى سؤال الشرعية دون إجابة، حقيقةً من يمثل الشارع الكردي اليوم؟ هل هم المتواجدون في القاهرة الآن؟ أم المتغيبون عن الحضور؟ أم ليسوا هؤلاء جميعاً؟ هل هم من يخرج للتظاهر أم أحزاب الحركة الكردية؟ و قبل ذلك ماذا يريد الشارع الكردي حقاً؟ و لماذا هذا الغموض الذي يلف الموضوع برمته؟ لماذ لا تكون هناك شفافية و يعرف المتواجدون في القاهرة أنفسهم للجمهور الكردي؟ لماذا لا يقومون بتقديم سيرتهم الذاتية، و من يمثلون؟ و من طلب منهم التوجه إلى مصر؟ أو فيما إذا كانوا قد تنطعوا للمهمة من تلقاء ذواتهم؟ و ما هي برامجهم؟ و على ماذا يتفاوضون؟ و ما هو سقف مطالبهم؟
ربما بإستثناء بيان وحيد لأحد الأحزاب، عرفنا من خلاله بتوجه هذا الحزب إلى القاهرة، لم نطلع على أي شئ آخر عن طبيعة المكون الكردي و عما يقوم به في القاهرة.
قد يكون مفيداً الآن، و قد حصل ما حصل، و وجدنا أنفسنا أمام واقعة تواجد مكون كردي لدى الجامعة العربية، سواءٌ أكان ذلك برضانا أو رغماً عنا، إنشاء هيئة إعلامية موحدة لهذا المكون تنقل أخبار هذه المجموعة و ما تقوم به من نشاطات، و ما تتخذه من مواقف، عسانا نخرج من القاهرة، و خلافاً للعادة، بأقل ما يمكن من الروايات، و لنعرف، على الأقل نعرف، ليس أكثر.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !