مواضيع اليوم

هنا الشهارين

زكي السالم

2008-10-02 03:28:20

0

لن أستطيع مهما أوتيت من بلاغة ومن قوة تعبير وسلاسة لفظ ورقة عبارة أن أفي قريتي الحبيبة وأمي الرؤوم بني معن حقها فهي من تلقت يدي مولودا واحتضنتني صغيرا حتى أينع عودي ورقت زهوري ..
بعد أن شربتُ حب بني معن وعشقتُ نميرها كانت لي وقفات هنا وهناك وعبر محطات كثيرة وقرىً ومدن استضافتني إلا أن هناك قرية أخرى درجتُ فيها مرحلة من صباي وأسهمت في تشكيل الرقيق من مشاعري والمرهف من حسي .. وها أنا الآن بعد أن كرت سبحات عمري الأربعون جئت أزجيها بعضاً من رد جميل هي قرية الشهارين بالأحساء :

***
أتيتُ نحوك بالزيتون والتين
يا دوحة الحسن يا أرض الشهارين

أتيت نحوك زحاف الخطى ثقلتْ
بي المودة في دنيا الموازين

أتيتُ أحملُ أشواقاً مبعثرةً
لم يستطع حملها أعوان قارون

أتيتُ أستنشقُ الأطيابَ من زهرٍ
ما زال يُفتقُ عن أشهى الرياحين

جذوعُهُ السُمر كانت نبضَ أوردتي
وماؤه العذب يجري في شراييني

ورحتُ أحتضنُ التياهَ من سعفِ
النخل المسافر في أبهى البساتين

حتى إذا انتفضَ العُمرُ الذي انتثرتْ
سنينُه العشرُ من بعدِ الثلاثينِ

واحدودبَ الظهرُ واصطكتْ مغاضبةً
أسنانُ عمريَ تغلي كالبراكينِ

عدوتُ نحوكِ كالمجنونِ مرتعداً
ورحتُ أصرخُ يا أماه خبيني

لولا بني معن بالروحِ عالقةٌ
تخطُ من أزلٍ في اللوح تكويني

لكنتِ أنتِ ولا أحدٌ سواكِ رعى
صلصالة الخلق من مائي ومن طيني

ففلككِ اليومَ مشحونٌ بيونسِهِ
لا تدحضي آبقَ الرحمنِ ذا النون

واستقبلي جسداً عادَ الشبابُ بهِ
وأنبتِي فوقهُ أشجارَ يَقطينِ

تقاسمَ الحبُ أعضائي مناصفةً
نصفٌ ( لمعنٍ ) ونصفٌ ( للشهارينِ )



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات