مواضيع اليوم

هناك القليل..أرجو سماعه

فريد دولتي

2009-08-30 01:52:29

0

انطلاقا من التعارض مع المبادئ الليبرالية ،فالسويد بصفتها رئيس مجلس الأعمال التجارية الأوروبية،وحكومات الاتحاد الأوروبي ، تشهد حاليا خلاف مع بنيامين نتنياهو وحكومته المتطرفة ،يصل أحيانا إلي معركة ضارية،وذلك بسبب ما نشرته جريدة افتونبلادت بوليفارد السويدية،بخصوص سرقة أعضاء بشرية لشهداء فلسطينيين، من قبل جنود أسرائيليين لغرض البيع.
الإسرائيليون وكالعادة ،عندما يواجهون بحقائق لا تصب في صالحهم،يتهمون خصومهم بأحد التهمتين لمناشدة العطف ،إما المعاداة للسامية،أو الصمت بشان المحرقة،وهذا ما وصفت به السويد مؤخرا،والتهمة تصل إلي حد الإدانة، نظرا لأنها رفضت الاعتذار عما ورد في الصحفية السويدية،بالاعتماد على حرية الرأي.
يصر الكاتب المستقل "دانيال بوستروم" صاحب المقال،الذي عمل لمدة ستة عشر عاما على تجميع أدلة تدين جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني على ما نشره،معتمدا على إنها الحقيقة المستندة على أدلة،ولن يكترث للمتظاهرين إمام السفارة السويدية في تل أبيب،أو على ما ينشر على صفحات النت،أو حتى "المناداة بمقاطعة الفودكا السويدية في حانات إسرائيل".
رئيس المكتب الإعلامي في إسرائيل استدعى صحافيان من جريدة افتونبلادت ،موضحا لهم بأن طلبات اعتمادهم قد تستغرق وقتا طويلا ، ربما يصل إلي ثلاثة أشهر...هذا الأمر لا يقتصر على الجريدة السويدية فقط ،فالصحفيون يتم تقييد حرية حركتهم ،ويمنع دخولهم إلي الضفة الغربية،كما أنهم يتعرضون إلي مضايقات بشأن كتبهم ونشراتهم وتسجيلاتهم ،في مطار بن غوريون ،تصل إلي حد الإرهاق نتيجة إجراءات التفتيش الدقيقة،متعللين بأمن إسرائيل والدفاع عن حريتها،التي من المؤكد أنها تتعارض الفهم الواضح للحرية .
كل الذي سبق ذكره ،في رأي الخاص،ليس هو مربط الفرس،فالأمر يأخذ بعد أخر ودلالات أخرى،وهذا ما جعل المتبجح في تطرفه "نتنياهو"يركب الطائرة مسرعا إلي أوروبا،ليطرح أوراق جديدة على طاولات قادتها،هذه الأوراق تحمل عنوانين أقل تطرفا من حكومة راهنت على الغلو في التطرف منذ البداية.
تقريبا أنها لعبة الكبار،فحكومة الصهاينة شعرت بالاهانة،على خلفية المواجهة مع وزير الخارجية السويدي "كارل بيلت"،الذي انتقد بشدة العناد والسياسة الفاشلة التي تبعها إسرائيل في الوقت الحالي،ضاربة بعارض الحائط الجهود الدولية ،لإرساء ربيع سلام في الشرق الأوسط ،مشددا على مشاركة حركة المقاومة الإسلامية"حماس" في هذا الربيع ، فربيع بدون زهور حماس ،سيكون ربيع وهمي سينقلب فجأة إلي صيف ساخن جدا.
هناك بعد أخر للمسألة ،ألا وهو الخوف من إيران،والهاجس الذي أصبح يقلق منام الصهاينة ،فحكومة نتنياهو على استعداد ألان لتقديم تنازلات من اجل الابتعاد عن فكي الكماشة ،وتأمين ظهرها،وما طلب الانتقال في المجال الجوي لبعض الدول العربية،كشرط من شروط المصالحة إلا بسبب واضح ،ظاهره رحمة وباطنه جحيم،.
العرب تعودوا على تضييع الفرص ،كما تعودوا على إهمال البعد الاستراتيجي،وهم دائما كانوا أسرع من العدو في الجلوس إلي طاولة المفاوضات ،والتي لم تسفر أبدا عن شيء...يجب عليهم ألان استغلال الخوف الإسرائيلي من إيران ،فالعوامل المشتركة مع الإيرانيون هي نقاط قوة تصب في صالح الأنظمة العربية ،فإسرائيل تسعى جاهدة وبدون هوادة على حفر خندق وتوسيعه إلي أقصى حد ،ليفصل بين الإيرانيين والعرب ،مستندة في هذا الخندق على أعمدة هي بجد واهية ..إلا عند قصار النظر،فخلاف المذاهب بين سني وشيعي ،لا يمكن الاعتماد عليه،والأحرى لبعض الحكومات العربية أن لا تعتمد عليه،فلن يصبح الذئب أبدا صديقا للحملان,ولتتذكروا "أنا وأخي على أبن عمي ،وأنا وأبن عمي على الغريب"...يبقى أن تعرفوا أيها السياسيون من هو أبن عمي، ومن هو الغريب.
هناك الكثير من احتياجات وأفعال السياسيين لا نجد له نحن العامة تبرير، لهذا وجب على الصحف أن لا تعتذر لهولا السياسيين، وهذا بحد ذاته تبرير.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !