دائماً ما يقودنا جهلنا نحو الـ[ هُم ] السفلى مبعداً إيانا كلَّ الإبعاد عن الـ[ هُم ] العليا في معظم النواحي والمجالات ، فلو لاحظنا وأعدنا النظر قليلاً ، سنشاهد بأننا ننظر إلى الأسفل دائماً ونبحث عنه ، إياًّ كان ، فعلى سبيل المثال : أدخل أحد المنتديات العربية ثم انطق باسم أحد الممثلين أو الممثلات أو حتى لاعبي تلك القطعة الجلدية الممتلئة بالهواء ، من الغرب ، وابدأ بمراقبة الهتافات والامتداح عن بعد يا عزيزي ، وحينئذٍ لك أن تضحك على السذاجات والتناقضات التي ملئت رؤوسنا كتلك القطعة الجلدية المذكورة ؛ ومن ناحيةٍ أخرى أيها الفرد العربي الكريم : لك أن تنطق - بتلميحٍ فقط - عن أحد مسمّيات الفكر الغربي ، وأن ترى الشتائم التي ستكال إليك حينذاك ، فستجد بأنّا كذلك لا ننظر إلا لحثالة العقول ذات الضحالة الثقافية هناك ، التي لا تزيد الجاهل إلا جهالةً وعدوانا ، وذلك بحسب نظرتنا السطحية التي تمنعنا إلا من رؤية الـ[ هُم ] السفلى بالتأكيد ؛ حسناً يا عزيزي الفرد ، سآخذك على قدر ما وصل إليه عقلك من التفكير ، إعتبر أنّهم يطلقون تلك الشعارات والدعوات المعادية - على حدِّ ما تقول - لكي ننشغل عمّا هو جيّدٌ لديهم ، وسأسمح لك بأن تنظر من منظورٍ دينيٍّ هذه اللحظة أيضاً ، فابحث عمّا قادهم إلى التقدم الصعب إنكاره ، لتجعله يخدم الدين والأمة كما تقول ، ودعك من البحث والتصيّد لما لا ينفعك من الدعوات والشعارات ، وحاول دائماً أن تنظر إلى العمق لا إلى السطح ، فحتى إن الإلحاد نفسه متنوّع بطبيعة الحال ، منه السلبي ومنه الإيجابي ، فعلى هذا أيضاً حاول أن تنظر إلى كلِّ ما هو إيجابي ، وأن تبتعد قدر المستطاع عمّا هو سلبي ، أو لا تلتفت إليه مطلقاً إن استطعت .
محمد الفديغي - الجبيل الصناعية
التعليقات (0)