شاعر فلسطينى أشعاره الوطنية كثيرة ومتنوعة, لديه قدرة فائقة على إستثارة وإلهاب الحماس
يحمل هموم وقضايا بلده المغتصب ويمتزج شعره بين السخرية من حال وأحوال مجتمعنا العربى الغارق بحور الذل والهوان مع الأمل فى غد أفضل
هذا هو الوجه المشرق لهذا الشاعر وبه نبدأ
فمن أشعاره الوطنية :
سجِّل
أنا عربي
ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
وأطفالي ثمانيةٌ
وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ
فهلْ تغضبْ؟
سجِّلْ
أنا عربي
وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
وأطفالي ثمانيةٌ
أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
والأثوابَ والدفترْ
من الصخرِ
ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
ولا أصغرْ
أمامَ بلاطِ أعتابكْ
فهل تغضب؟
سجل
أنا عربي
أنا إسمٌ بلا لقبِ
صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
يعيشُ بفورةِ الغضبِ
جذوري
قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
وقبلَ السّروِ والزيتونِ
.. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
أبي.. من أسرةِ المحراثِ
لا من سادةٍ نجبِ
وجدّي كانَ فلاحاً
بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
وبيتي كوخُ ناطورٍ
منَ الأعوادِ والقصبِ
فهل ترضيكَ منزلتي؟
أنا إسمٌ بلا لقبِ
سجلْ
أنا عربي
ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
ولونُ العينِ.. بنيٌّ
وميزاتي:
على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
تخمشُ من يلامسَها
وعنواني:
أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
شوارعُها بلا أسماء
وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
فهل تغضبْ؟
سجِّل!
أنا عربي
سلبتَ كرومَ أجدادي
وأرضاً كنتُ أفلحُها
أنا وجميعُ أولادي
ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
سوى هذي الصخورِ
فهل ستأخذُها
حكومتكمْ.. كما قيلا؟
إذنْ
سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
أنا لا أكرهُ الناسَ
ولا أسطو على أحدٍ
ولكنّي.. إذا ما جعتُ
آكلُ لحمَ مغتصبي
حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
ومن غضبي!!
ولكن الوجه الآخر لهذا الشاعر لمن لا يعلم
فقد كان عضوا فى الحزب الشيوعى الفلسطينى
لذلك نجده على النقيض تماما عندما يظهر لنا وجهه الآخر الذى يقطر شركا وينطبق عليه قوله تعالى " الشعراء يتبعهم الغاوون"
فمن أشعاره الكفرية:
كل قاض كان جزارا تدرج فى النبوءة والخطيئة...
وقوله : نامى فعين الله نائمة ... عنا وأسراب الشحارير
ويقول فى قصيدته " مديح الظل العالى ":
ياخالقى فى هذه الساعات من عدم تجلَ ... لعلَ لى ربا لأعبده لعلً
ويقول فى قصيدته " المطر الأول " :
فى رذاذ المطر الناعم كانت شفتاها
وردة تنمو على جلدى .. وكانت مقلتاها
أفقا يمتد من أمسى إلى مستقبلى
كانت الحلوة لى
كانت الحلوة تعويضا عن القبر الذى ضم إلهًا
وأنا جئت إليها من وميض المنجل
والأهازيج التى تطلع من لحم أبى نارا وآها
ويقول فى قصيدة " أهديها غزالا " :
وفى ليل رمادى رأينا الكوكب الفضى
ينقط ضوءه العسلى فوق نوافذ البيت
وقالت وهى حين تقول تدفعنى إلى الصمت
تعال غدا لنزرعه مكان الشوك فى الأرض
أبى من أجلها صلى وصام
وجاب أرض الهند والإغريق
إلها راكعا لغبار رجليها
وجاع لأجلها فى البيد
أجيالا يشد النوق
وأقسم تحت عينيها يمين قناعة الخالق بالمخلوق
فدائى الربيع أنا
وعبدُ نعاسِ عينيها
وصوفىُ الحصى والرمل والحجر
سأعبدهم لتلعب كالملاكِ
وظل رجليها على الدنيا
صلاة الأرض للمطرِ
لمن يفتتن بهذا الشاعر ... كانت هذه الأبيات
التعليقات (0)