سعت حكوماتنا العربية منذ القدم ، ومنذ ان ورثت التركة العثمانية الباهضة الثمن التثقيلة على كاهلهم ،وبعد ان بانبت عن القوى الاستعمارية بادارة شوؤن البلاد والعباد بما يخدم تلك القوى بصور مختلفة ، سعت الى اقناعنا ونحن الامة العربية المجيدة ، صاحبة الرسالة الخالدة ، سعت الى اقناعنا باننا أمة تعيش في منطقة من العالم غنية بكل مقومات الزراعة ، وان تنميتنا يجب ان تركز على الزراعة بالدرجة الاولى ، وان الزراعة هي سبيل خلاصنا من ربقة الاستعمار والحاجة اليه ، وصولا الى الاكتفاء الذاتي. على الصعيد النباتي والحيواني وما يلحق بهما من منتجات ومقومات الانتاج والبنية التحتية والعمالة المدربة المهارة والمعاهد والمختبرات الخاصة ذات العلاقة .
ثم يعد حين نجدهم وقد تخلوا عن هذه الفكرة لان الدول الغربية على اتم الاستعداد ان تقدم لنا المنتجات الزراعية بأبخس الاثمان ودون الحاجة الى التعب في الزراعة ودفع التكاليف التي تزيد من قيمة المنتج الزرالعي مقارنة بالمستورد ( طبعا هذا على المدى القصير)ولكن لم ينظروا الى تناقص التكلفة على المدى البعيد .
نعم تخلوا عن الفكرة لندخل الى عالم الصناعة .. لان العالم المتقدم عنوانه التقدم الصناعي وليس الزراعي .. فالتكنولوجيا والصناعة والتطور هما من سمات العصر الذي نعيش فيه .. لذا يتوجب علينا ان نلحق بالركب الصناعي .. وان نسعى الى ذلك بكل ما اوتينا من قوة .. وهذا يتطلب ان نوفر الخبرة والمال والمصانع والمواد الخام المستوردة ( طبعا ) وكل ذلك خدمة للمواطن الذي تسعى الحكومات العربية ليعيش في رفاه اجتماعي عال اسوة بالدول المتقدمة في العالم لما حبا الله هذه الارض من خيرات ومعادن .
ثم نكتشف اننا لن نكون دول صناعية .. كما فشلنا سابقا ان نكون دول زراعية .. وسنعيش حياتنا هكذا بلا هوية .
التعليقات (0)