مواضيع اليوم

هموم شخصية .. ترقى إلى هموم عامة

كانسان ، يمتلك قلبا ، وكعربي منتمي ، وكمسلم مهتم ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) تصدمني حقيقة ما أطالع واسمع وارى ( والسمع قدم على البصر ، إن السمع والبصر .... اسمع به وأبصر ... ) مع أن الرؤيا اقبل للتصديق من السمع ، تصدمني حقيقة واقعنا العربي ، ليس لبلد عربي أو مسلم أو غير مسلم ، على وجه التحديد بل بشكل عام .
تصدمني صور الأطفال عراة ، حفاة ، جوعى ، تحت سقيفة صفيح أو من قش ، أو قماش ممزق ، تعصف به الريح ، وتلهبه الشمس بلهيبها ، والذباب يحوم حولهم أسرابا أسرابا ، في السودان والصومال على سبيل المثال ، وفي التجمعات الأكثر فقرا في غالبية البلاد العربية حتى الغنية بل والأكثر غنا منها .
تصدمك الصور وأنت تمر في الشوارع العربية ، بل تنتابك حالة من الإحباط والأسى وأنت تهم بدخول البلد العربية وأنت تقف في نقطة الحدود البائسة الكئيبة ، قليلة المسرة ، عديمة الخدمات ، وكأنها تخبرك مقدما عن الحالة التي ستجدها ما أن تدخل إلى العمق ..على الرغم من أن تلك البلد ربما تكون من أكثر البلاد العربية قبلة للسياحة العربية والعالمية .
تصدمك أخبار تلك البلاد وأنت ترى على الشاشات حالة البؤس والشقاء التي يفضحها الشارع عنوة ، وأنت تسمع أن قرية في بلد أو قرية أو قرى كثيرة لم تصلها الماء عبر الأنابيب ولا يزالون يشربون من مياه النهر الملوثة بلا تنقية أو تعقيم ليضاف ( الضلع الثالث إلى مثلث التخلف - المرض ) ، إلى الجهل والفقر والبؤس المقيم . وليكتمل مثلث التخلف المكون من الفقر والجهل والمرض .

كم يؤلمني وأنا أشاهد ما أشاهد ، كيف تمتد يد بالمساعدة لنا ، ونحن نمتلك القدرة في أن نكون أفضل حالا واسعد بالا وأقوى .. وأكثر منعة .. بل انه بإمكاننا أن نمد يدنا لغيرنا بالخير والطب والطيب ..
حالتنا من جوع وعطش وفقر ومرض وتخلف على كافة المستويات ، في بلدان تنعم بالخيرات ، والماء العذب بين يديه ( كالجمال يقتلها العطش والماء على ظهورها محمول )
تصدمك الأرض القاحلة على امتداد الطرق العربية ، وكأنها صحراء جرداء ، تصيب النفس بالانقباض والإحباط وتشعرك بالتقزم ، وتدفعك إلى الانحسار .

هذا يدفعك إلى السؤال :
هل المياه العربية في الأنهار والينابيع فضلا عن المياه الجوفية ، ضحلة لا يمكن استخدامها واستثمارها ، وغير كافية .. ألا يمكن استخراج المياه الجوفية .. عبر أبار ارتوازية .. لتنعم الأرض والزرع والحرث والإنسان والحيوان ..ويعم الفرح .
تصدمني دراسة عن الكيان الصهيوني البغيض : أن استهلاك الفرد عندهم مقارنة بالعربي يعادل خمسة إلى واحد لصالح الفرد الصهيوني . وفي دراسة أخرى لأفضل مئة جامعة في العالم ، لم تكن واحدة من جامعاتنا العربية من ضمنها ، بينما كان هناك ثلاثة جامعات للكيان الصهيوني من ضمن مئة جامعة في العالم .

تصدمني صورة علم الولايات المتحدة الأمريكية وهي ترسم على أكياس وصناديق المساعدات وتلك اليد التي تصافح الأخرى ، وقد كتب تحتها عبارة ( هدية من شعب الولايات المتحدة ) أو ذلك الشعار ذو النجوم الزرقاء التي تتخذ شكل الدائرة ( الاتحاد الأوروبي ) .

مساعدات غذائية وطبية وإغاثة في الكوارث وعمليات إنقاذ ، وعمليات تنمية لمنطقة من المناطق الريفية أو المدنية ، ألا يصدمكم وانتم ترون بأعينكم مدرسة ريفية بنيت بتبرع سخي من فريق إغاثة أجنبي ، ألا نشعر بالخجل ونحن نرى لافته كتب عليها : تم إنشاء هذا المركز الصحي أو هذه المدرسة أو هذا المركز المجتمعي بتبرع من الاتحاد الأوروبي .. أو الولايات المتحدة ..
أو عندما نشاهد أو نسمع على شاشات التلفاز ما نشاهد من حملات الإغاثة المنظمة المبرمجة ، وصور عشرات المتطوعين من شتى دول العالم .. باستثناء العالم العربي ..
ألا تصممنا جميعا ، الحقيقة ، ألا تصفعنا لنتذكر ؟؟
ونحن على وشك أن نوقع عقود تسلح مع الولايات المتحدة وروسيا والصين بملايين المليارات ، لنضيف خردة إلى أكوام الخردة في معسكرات الكشافة العربية ومرابض الطائرات الورقية التي سبق وان قصفت عند الفجر في مرابضها ، وكأنها قطعان ماشية بلا أصحاب .
سؤال : ماذا لو تم إنفاق تلك الأموال الطائلة التي تنعم بها الولايات المتحدة ، لتتبرع بها كمنح ومساعدات على العالم ، ماذا لو تم إنفاقها على التنمية في العالم العربي واستثمار مقدرات الوطن العربي على سبيل ( الحلم الشخصي ) وإلا فكل دولة على حدا . ما هي النتيجة المتوقعة . ماذا لو تم تنمية الفرد العربي من خلال زيادة دخل الفرد لينعم بحياة تليق بالبشر، ونحن ندرك أن معدل الدخل القومي العربي ليس بالقليل .

نعم التفتت أوروبا ألينا والتفتت أمريكا إلى ما نعاني من شظف العيش والبؤس والفقر والمرض وما يتبعه من ويلات ، لتصنفنا ( دول من دول العالم الثالث - احتراما أن تقول الدول المتخلفة ) ولم ننتبه نحن إلى ما نحن عليه ، أمر يشعرني بالخزي والتقزم إمام الذات ، واشعر بالانحسار والتراجع والانكماش والذل ..فما أقوى ظلم ذوي القربى ...

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !