همسات مشتة في ذكرى حزينة الى امي

www.youtube.com/watchالى امي الرؤوم والى كل يتيم والى كل الامهات اهمس بكلمات شتتها اشجاني على مرفئ العبرات في ذكرى رحيل امي العاشرة

..............................................واقعة  27/12/2000

زفت... نعم زفت أمي الحنون في موكب جنائزي مهيب قل نظيره في سائر الجنازات... واقسم بالله انها زفت بزغاريد النساء تدوي فضاءات ذلك المكان وتزيد الموقف رهبة وإجلالا... وتؤرخ للذاكرة نهاية ام كانت هنا... كانت هنا... تزرع فينا الأمومة الصادقة بعفوية عصامية خالصة تتشكل عبر الأيام بكل أشكال الكرم ...والنبل والحب... والحنان وفي كل محطات حياتها إلى حد هذا اليوم الحزين.

اذكر جيدا كان يوم 27 ديسمبر 2000 ممطرة سماءه واجزم بأنه كان يوم عيد-- عيد الفطر-- ومن غير ميعاد سابق سوى ميعاد الموت  إلى جنة الخلد إن شاء الله ...غادرتنا  أمي الحنون  واختار لها القدر هذا اليوم المبارك ليكون الرحيل فرحلت ...وا ودعتني  في حاضري  حزن فاق احتمالي وفاق رقعة الجرح والأوجاع في قلبي الذي فضاعت به السبل لكنه اختار  درب حبها اللامنتهي...

اذكر جيدا إني كنت سعيدا أعيش حياة الشباب بكل اندفاعاتها حيث كنت كثيرا ما أشاغبها و كنت افتخر بها في كل الايام  في سري وعلني وانا مزهو حالما سعيدا ....

  حياتي تلك  وخلف الابتسامات المجروحة التي لا تكاد تفارقني غيرتها لحظة الموت المفرق  وجبلت قلبي على ترتيل ترانيم عشقي يؤدي طقوسها بابتهال وخشوع يعزف لايامي لحنا حزينا يرافق الاوتار بالجراح المثخنة يرتل قصائد الألم والاه ويبكي على أطلال القبور حنانا جف منبعه ويحلم بدنيا كل نساءها نسخة من أمي ويرسم بكل ألوان الطيف وجهها الباسم دوما كبسمة الأطفال وبراءتهم .

يامي الحنون يامنبع الحنان في روحك ياملهمتي فإنني الآن ارسم خرائط البوح بأسطر مضطربة بهموم الحزن استوقف اللحظات عبر الذكريات وطوق الحنين يغمر فؤادي وأتطرف في الوصف الى حدود المجهول... ..........

هي ذكراك تعود تغريني دوما وتجبرني وتلهمني أن اكتب الآن كلمات الشوق الذي يغتالني كما تغتال البسمة في وجوه الثكالى ومن ثنايا أحزانها أفتش عن الكلمات في خاطري وكياني كله لروحك الطاهرة يتعبد بطقوس غريبة ينزفها القلب عبر آهات الحزن للفراق وهي ترقب صور حياتك ترتسم عبر الخيال في أبهى الصور تلوح في أفقي تملئ سمائي بعبق الحياة السعيدة التي كنت احياها معك... ويمتزج الحاضر والماضي فلا اكاد افرق  ...انا في حلم.... ام كابوس............

حزينة ذكراك كالموت .... أراك فيها بين أطياف المساء كعروس الفردوس تجبرني على البوح على أجنحة أوجاعي والالامي أناديك يا جميل الروح يامي الحنون بكل لغات الحب والوجد والشوق كذلك ... واعلن اعترافي بانك قد أصبحت الآن إدمان... أحياه... بحبك وعشقك في رحاب إبحاري ... تهزني حين اراك وتكبر غربتي في اعماقي حين افتقدك... تعذبني في كل المرات ... تشتتني العبرات وتسبق دموعي شهقاتي وانا اكتب وارسم صورة اسمك ......’’الزهرة ‘’  ... زهرة ....وهو يلف كل جوارحي وأشجاني فاغوص في أعماقي ابحث عن كل شيئ جميل ارفعه شعارا في سماء ذكراك انير به صورتك البهية وهي تملئ فضاءات حياتي تعبر الأزمنة و تطل خلف ذكراك.... ومنها أعانق طيف روحك الطاهرة التي تسكنني واسكنها وأقراها السلام.

هي الذكرى وللمرة العاشرة تتكرر وتعود وككل المرات أجالسك حيث أدمنت الجلوس أمام قبرك جاثيا على ركبتي الأمس ترابه  احدثك  واسبح في  الذكريات واقف لاقرا فاتحة الكتاب  على روحك الطاهرة  وأدعو لك بالرحمة والمغفرة .

فسلامي إليك يامي الحنون دعاءا صادقا وابتهالا لله برحمتك وجنة الخلد أسكنك .

فاللهم يا ذو الجلال والإكرام ابسط على أمي من بركاتك ورحمتك اللهم اجعلها في جناتك وأمانك وإحسانك . اللهم آمين ............... أمين ......

. فأنت ياكل شيء قال فيك الشاعر : لن اسميك امرأة سأسميك كل شيء --محمود درويش--

أنت يازهرتي التي لا تذبل ...أنت ياحلمي الذي احن واوي إليه في كل اللحظات ... انت يا جميل الروح ياغالية ...  ادرك جيدا اني لا أراك حقيقة لكن قلبي يراك وكيف لا وأنت التي تسكنيه ويسكنك ...

زهرة
ز : زمن حياتك هو حبي الأزلي وذكريات سعادتي التي توقفت برحيلك.
هه: هواك هو سر حياتي الذي لا أضل به الطريق.
ر : رؤوم قلبك حنون بعطفه هو راس مالك الذي ورثته عنك .
ت : تلك هي أمي الطاهرة -------- الزهرة فليفله--------- .
بربكم إخواني وكل قارئ لكلماتي هذه استعطفكم الدعاء لامي بالرحمة والمغفرة وتقبل الله اجر الجميع.

واختم بقول شاعر :
سالت عن امي فقالوا قضت
فالموت حق حكمت به الاقدار
طفل بكيت وما علمت حينها
إن بعد الأم ليل لا يعقبه نهار

اماه طال ليلي ولم ينجل... ظلام الفراق الذي يملئ كل  ذكرياتي و سفري وابحاري  بل حياتي ...يدميني لكن بريقك في سواده يجعلني  احي على حبك الذي علمني كيف ارى  في ابتسامات الحرائرشبها لك فاقتنعت ورضيت بهذا القدر عساه ينسيني يتمي  واحي بهذا الفضل الذي تلون بكل  صورك وابتساماتك

عبد الباقي فكايري صالح باي سطيف الجزائر في 27/12/2010.