همسات صباحية في أُذن الوطن

سجا شوكت العبدلي

ــــــــــــــــــــــــــــ

ها هي شمسك تُشرق من جديد على الرغم مما أصابك ، لكني التمسٌ مِنكَ المعذرة.. كل المعذرة ؛ لأني لم اكن بارة بما فيه الكفاية لأقبل ترابك الطاهر في هذا اليوم الجديد ، فيومكَ لمْ يعٌدْ يُشبهُ ما تعودتْ عيناي على رؤيته والتي اعتادت على رؤية كل ما هو جميلٌ فيكَ ، فلمْ يعُد صباحكَ كما عهِدناه.. صباحُكَ المُشرِقُ المليءُ بالتفاؤل والخير..فكل ما فيك قد تبدل .

أتيتكَ القي عليكَ تحية الصباح أتسائل.. لما أصبحَ صباحُكَ مليئاً بالخوف! والدم! والرعب!
فأين انعكاسات شمسك على دجلتك الجميلة؟ أين هي وجوهُ الاطفال البريئة الباسمة المتوجهة الى مدارسها؟ وأين هم اهلُكَ وابنائكَ المخلصين؟.

حتى فطور الصباح الشهي اضحى من محرمات طقوسك.. واصبح في سجل ذكرياتنا فيك.. ذكرياتُ وطنٌ ذُبحَ ولا يزالُ ينزفُ من كل من حوله بدءاً بابنائه وانتهاء باعدائه.
لكن مع كل عشقي لكَ..
لسمائكَ..
لنخيلكَ..
لأنهاركَ..
لنسائمكَ..
وبكل ما نطق باسمكَ.. أنا الانَ بعيدة عنكَ فلا تزد علي العتبَ واللوم؛ وأعلم بأن حُبي لكَ يفوقُ المسافاتْ و اجمل وارق واعذب من كل احاسيس العشق والغرام ،فعشقي لك ابدي لا يتبدل بتبدل الزمان او المكان فبجسدي انا بعيدة ولكن بروحي انا معك. فهل يجب ان اقدم لك تحليل دمي لترى ان ما يحتويه هو عبارة عن مزيج من الحروف التي ذابت فيه لتكون اسمك لعلك حينها تشعربحسرتي على فراقك ، حسرة تزداد في كل ليلة اغفو فيها وانا محرومة من الاستمتاع بجمال ليلك الساحر.

لكن مع كل اشراقة يوم جديد فاني ادعو الله بأن يعيدني الى احضانك، لكي اراك كما كنت شامخاً رافدا وجميلا ، فلم تر عيناي ما هو اجمل منك وإن رأت فستبقى انتا الاجمل فيها. اُحبكَ يا وطني رغمَ كُلِ جراحُكَ ، ورغمَ تغيرُ ملامِحكَ، اُحبكَ و سوف تبقى لي بلدي الذي احب واعشق حتى وان توقفت الارض عن الدوران بدموعي كتبت لك وسطرت هذه الكلمات لعلك تعلم بأنك بالنسبة لي اكثر من مجرد وطن . فصباح الخير والبركة لك في هذا اليوم وكل يوم يا حبيبي يا عراق.

Saja.abdeli@yahoo.com

كاتبه عراقية