عيناه قالت كل الكلام، فاكتفى ثغره الماكر بالابتسام.
أفرج- آهٍ، أخيرًا- عن لوعاتٍ أحرقت شمائله.
أطلق شرارات ضجّ فيها المكان،
لكن تنهيدته، دكّت جدران قلبه اعتمل،
أبقاها حبيسته لئن تفضح مقامًا أو تفسد عمل.
عيناي رفضت لقيا عينينه.
يعوذها ان تردّ شرًا بغيضًا،
أتسدل حاجبيها في وسط النهار؟...
فتّشت عن مشهد آخر يشغلها.
ادّعت أن الرسالة لم تصلها، ضاعت في الهواء تبعثرت،
مع الشرارات التي انسحبت
هالها أن تكون سلاحا مسلّطًا في وجه حواء
الضعيفة، منذ الأزل، كانت لها لسان وعنوان الدهاء.
ارتعدت كل فرائسي، فقد اختارني فريسته.
لم تفته لواعجي، أتراه لم يفهم؛
قلبي تقرّص خوفا ووجعا، لا حبا وولها.
الشرارات اختفت، لم ألمحها مجددا، اطمأنّ قلبي القصة انتهت؟!
لكنها كانت البدابة، أو فصل من فصول كثيرة.
أخذ استراحة المحارب وعاد في الهجوم.
أنزل الشرارات سلاحا لم يطاوعه.
هذه المرة استشرش في العمل الطيب الكبير.
ظننته يريد أن يكون لي صديقا بعد أن وجد فيّ أم الفضيلة،
ساندني، أمطرني مديحا.
ارتحت له، ونسيت...
فإذا به يذكرني بعد حين...
---------
لا تقولي سيعود،
ألم يكن رحيلُهُ لسبب؟
اطمأني، غدُكِ سيَطرِبُ لغيرِ هذا العود
ألَم يَكُن هو مجرّدُ حَدَث؟
تخشيَنَ الوعود،
لا تخافي، سماؤك ستمطر ورودا وقُبَل
انسي ولكن،
لا تقولي ماتَ، ادفنيه وهو حيُّ
هو، وحبُّه، وكلماتُه الكاذبة
فإن عادت تؤذيكِ، كبَّلَها الكَفَنُ
لا تحوِّليهِ مَسخا
لا تتنكّري لماضٍ كانَ، في ساعَتِهِ، حلوا
وإن عادَ يعتذرُ عن ساعاتِ الحزنِ، بالمِرَر
أشكريهِ على الفراق
قولي له كنتَ طيّبا، ولكنني الآنَ أختارُ الأفضَل
اختَبَرتُ الموتَ، وصِرتُ حليفةَ القيامةِ، بالأمَل
ولكن قبل لك كلّه، وعند الفراق
قولي له أحبّك، قوليها ثلاث
وبحرارة الحبِّ الذي ولّى ورَحَل
لا تتركي الشكَّ يريحُهُ
فليعلِّمهُ اليقينُ درسا ينخُرُ جسدَهُ
حَمَلَ قلبَهُ ورَحَل... لسبب
حسنا فَعَل، وتَرَك المَكان لحبٍّ أكبر
التعليقات (0)