غشاوةٌ بيضاءَ تغلِّفني هي جدرانُ نفسي
قفص أغرِّد فيه، أضحك، بروحٍ عن الكره أعرضت
سجني جميل، فيه فرحٌ وبهاء بأحلام حبٍّ وخيال
سجني أوسع من رحاب حياةٍ ضاقت بجبروت أسبابٍ قاهرة حكمت
أواجه مرارة الحياة ببسمة الشفاه، لم يرضوا
اتهموني بفرحي، قالوا هذا تصنع ورياء لا يجوز
الحياة تتابع لليل والنهار
لا وحده الليل يشفى، بدون النهار الأملُ لا يجدي.
أيتها الشمس أين أنت، أين أشعتُك تكوي تقرحاتِ قلبي
القمر نرسيسي كذّاب أغراني رسَم لي وهما أسرني
سِجني جميلٌ بأملٍ لن يرى النور
أملٌ بات بجماله يعذبني، هو جلادي وحاكمي
قررت الرحيل
فالأسباب، من دينٍ ومجتمع، وعقلٍ ونفس، طاغية لا تنكسر ولا تساوم على بديل
-------------------
ممنوع عليك الكلام
لا تقولي أحبّكَ، لا تتنهّدي
صراخك إهانةٌ لحبّي لك،
هو أعلى وأسمى من الوجع
هو صامتٌ جبّار
يعيش في دهاليز قلبي
كُتِبَ له أن يكون
كُتِبَ عليه أن يبقى ساكنًا هناك أبدًا
في كل حياة من حيواتي المستقبلية.
هل كنت أيضا في ماضيَّ؟
كأنك كنت هناك،
في كل روحٍ عشتها،
في كل أرضٍ زرتها.
هل ينتهي الحب؟
هل تنتفي هذه السطور؟
هل أبالغ في الوصف؟
ربما!
حبّي لك كُتِبَ عليه الجماد
رسّخَ نفسه في أزمنةٍ راحلة
لا كيان له في الأوقات الراهنة.
يتنكّر ليبقىـ يتحوّل... عملاقًا جبارًا
بل قولي... مسخًا، ينفث لهيبًا ونارًا
تحرق ما قبلها، وبعدها، وحولها
لتعيش هي وتبقى.
أتدرين؟
أنا لم أحبّك يومًا.
ادّعيتُ نارًا أبقيها مستعرةً في قلبي،
نارًا ليست لك،
لغيرك هي، لامرأةٍ سبقتك إلى قلبي،
احتلّتهُ، تركت ضحكتها وعطرها
ورحلَت عنّي.
أحببتك لأحيي ذكراها الطيبة في قلبي،
قدّمتُك أضحيةً على مذبحِ حبّيَ الشهيد،
ادّعيت النبلَ، قلتُ: أخشى عليكِ،
لك نُتَفًا من حاضري، مستقبلي محظورٌ عليك.
أنسحبُ حينًا، أعود أحيانًا أو أجعلك تقتربين،
أسير في لعبتي،
في نار هوى سابق،
مزّقني،
أردت الانتقام.
هل أنّ حبّك طمأنني؟
أما زلت أحبّها أم أنني احبك أنت؟
أم أنني لم أنتظر نارًا لتهدأ
فأشعلتُ نارًا فوق نارِ،
لست أدري!
أحببت من قبل... سأحبّ من جديد
ولكن لن أكون أنا، يجب ان أولدَ من جديد.
رفضت حبّك لأتحدّى الأقدار الحلوة المكتوبة،
وأكونَ رجلَ الأصولِ والجذور المحمودة.
... ربما كانت كلّها أعذار،
ربما لست سوى جبانٌ غدّار.
----------
التعليقات (0)