مواضيع اليوم

هل 24 ساعة تكفي في اليوم ؟ا

علي مسعاد

2010-11-24 21:36:48

0

هل 24 ساعة تكفي في اليوم ؟ا
علي مسعاد
Msaadali1971@gmail.com
37 يوما وتطل علينا 2011 ، حاملة معها أحلام وشجون سنوات مضت وأخرى ستمضي ، لا محالة ، فيما الأسئلة القديمة / الجديدة ، التي أثارت الكثير من الجدل والنقاش ، لغير قليل من الوقت ، لدى العديد من المفكرين والمثقفين العرب ، باختلاف مدارسهم الفلسفية وتوجهاتهم الفكرية ، ستظل هي هي ، وإن اختلفت في أسلوب طرحها و درجة عمقها ، حول الأسباب العميقة ، التي تجعل الإنسان العربي من الماء إلى الماء ، يشعر باللذة و الاسترخاء ، و هو يجلس بالساعات الطوال أمام ، متنقلا بين القنوات الفضائية على شاشة التلفاز أو على مواقع الدردشة والخلاعة .
دون إحساس بالخجل أو بالذنب أو بفداحة ما يقدم عليه في حق نفسه ، وفي حق مجتمعه و أمته ، وهي علاقة خصام وتنافر ، تكاد تكون المشترك الأكثر حضورا ، لدى العديدين في الكثير من البلاد العربية ، حيث لا إحساس بالزمن و لا بقيمته الرمزية أو المادية ، أوليس " الوقت من ذهب " كما يقولون .
الآخرون ،الدين سبقونا بسنوات ضوئية ، في العلوم والتكنولوجيا وفي كل مجالات الفن والأدب والفكر ، لم يتطورا ، هكذا ، بمحض الصدفة ، أو لأنهم من طينة أخرى غير طينتنا أو أن لهم عقولا غير عقولنا أو أن ليس لديهم ، مثلنا 24 ساعة في اليوم، و168 ساعة في الأسبوع، و8766 ساعة في السنة ؟ا
بل ، لأنهم أدركوا قيمة الزمن وأهميته ، في التقدم إلى الإمام ، عوض " قتله " في النميمة ، الغيبة والحروب الصغيرة ، التي تغذيها مشاعر " الحسد ،الغيرة و الانتقام " من الموهوبين والمتميزين ، في مجتمعاتهم ، وفي نشر ثقافة سطحية بلا عمق ، تعتمد أساليب حقيرة ك" المحسوبية " و" الوصولية " و" الوساطات " لتسلق المناصب والمسؤوليات والترقي الاجتماعي ، ضدا على الكفاءات والطاقات والمواهب الحقيقية .
ولماذا ليس لدينا أسماء كالعقاد ، ابن خلدون ، طه حسين ، جبران خليل جبران وغيرهم من العلماء و الفلاسفة والمفكرين والعباقرة ؟ا وشبابنا لا يهتم إلا بالرقص والغناء والترفيه ؟ا
هل لأن الزمن غير الزمن ؟ أم أن هناك أسبابا أخرى أعمق من كل ذلك ؟ا
لكن الأكيد، أن الأمر لا علاقة له ، البتة ، بأن 24 ساعة لا تكفي في اليوم ؟ا
مشكلتنا ، كعرب ، بالنسبة لي على الأقل ، أنه في الوقت ، الذي يستغل فيه الآخرون " الزمن " لصالحهم ، في الدراسة ، البحث و التكوين وتعلم اللغات و الخبرات ، عبر الشبكة العنكبوتية الأنترنيت ، ليكونوا صالحين لأنفسهم ولمجتمعاتهم ، نضيعه نحن ، كهذا بدون إحساس بالذنب أو بأننا ارتكبنا جريمة في حق أنفسنا ، في الجلوس لساعات ، أمام الحاسوب في نقاشات سطحية و عقيمة ، عبر مواقع الدردشة و المنتديات الإلكترونية.
وفي أحسن الحالات في التحرش بالنساء والمراهقات في الأسواق والمتاجر أو في مقاهي الشيشة ، التي انتشرت للأسف كالنار في الهشيم ، في الكثير من الأحياء الراقية كما الشعبية .
الإنسان العربي ، اليوم لأسباب لا يعرفها غير هو،مستعد ولو بالمقابل وفورا لتلبية أي دعوة إلى الرقص والغناء وكل ما من شأنه أن يدغدغ لديه مشاعر الكسل والخمول ، حتى ساعات متأخرة من الليل .
وليس لديه ، أي استعداد لتوظيف " الزمن " ، المبعثر هنا وهناك ، في مجال الاختراعات و العلوم والتكنولوجيا والبحث والدراسة وكل ما من شأنه ، أن يعيد الحياة إلى خلياه ، التي جمدت وتكلست ، بسبب شعارات زائفة مغرضة ، تحمل أسباب موتها في ذاتها ، تدعو شباب أمة " أقرا " ، إلى مزيد من سنوات الضياع و الدعة وترك الأمور لخالقها ، عوض إعمال فكره وعقله ، فيما ينفع ويعود عليه بالفائدة ، لنفسه و لمجتمعه.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !