مواضيع اليوم

هل .. ثـورة بـتـتـسرق .. ومـصـر بـتـتـحــرق .. وصف صحيح ..؟؟

رضا عبد

2011-04-03 22:18:49

0

هل .. ثـورة بـتـتـسرق .. ومـصـر بـتـتـحــرق .. وصف صحيح ..؟؟

 

سؤال مركب من عشرات الأسئلة لكنه يطرح نفسه ، ويدور في أذهان كل مواطن مصري شريف مؤمن بالتغيير وشارك وساهم في إنجاح ثورة 25 يناير ويخاف على هذا البلد ويدعم الثورة ويقف بجانبها ويدعو لمحاكمة الفاسدين والمجرمين ، السؤال المركب هو :: لماذا التأخير في محاكمة المجرمين أمثال العادلي واسماعيل الشاعر وأحمد عز والمغربي وجرانه ، وكل من نُسبت إليهم تهم واضحة بأدلة واضحة.؟ ، ولمصلحة من يتم تأجيل محاكمتهم.؟ ، ولماذا إلى الآن لا يتم القبض على مبارك ونجليه وحرمه ، وكبار مساعديه مثل سرور وعزمى والشريف ونظيف.؟ ، ولماذا الإصرار على تمرير قوانين تلجم المواطنين وتمنعهم من التظاهر السلمي والتعبير عن حقوقهم في تغيير وإصلاح هذا الوطن.؟ على الرغم أن هذا التغيير الذي حدث منذ 25 يناير كان نتيجة كسر الحواجز المقيدة للحريات ، و نجد في المقابل البلطجية وفلول النظام يفسدون في الأرض ليلا ونهارا لإجهاض الثورة دون مانع أو رادع ، ولماذا يترك المجلس العسكري ـ بصفته الحاكم الفعلي للبلاد ـ السلفيين بلا مانع أو رادع يعيثون في الأرض فسادا دون أن يسن لهم قانون يحجم من تطرفهم الذي سيحرق مصر عما قريب.؟ ، ولماذا التباطؤ والتلكؤ في اتخاذ القرارات والإجراءات في كل شيء.؟ ، ولماذا رفض المجلس العسكري إلغاء الدوري المصري لكرة القدم بعد أن أمر عصام شرف رئيس الوزراء بإلغائه.؟ هل مصر الآن في حاجة للدوري المصري لهذه الدرجة .؟ أم أنه سيبقى لأداء دورا هاما في الثورة المضادة كما حدث في مباراة الزمالك أمام الفريق التونسي تحديدا.؟ ، لإيجاد عمل للبلطجية والخارجين عن القانون الذين تمت صناعتهم على مدى عقدين داخل وزارة الداخلية ، الدورى المصري في حاجة لمزيد من أفراد الأمن ، والدولة في هذه الأيام العصيبة يجب الإهتمام بالأولويات ، وتأجيل أي شيء لا يفيد في إنهاء المرحلة الإنتقالية بدون خسائر ، بالإضافة لكل هذا غياب أفراد الشرطة بصورة واضحة ، ورمي الحِـمـْل كلية على المؤسسة العسكرية ، ناهيك عن عدم التعرض بشكل رسمي لملف الفساد الرياضي في مصر حتى هذه اللحظة.

أسئلة كثيرة جدا لن تنتهي::

الثورة المصرية العظيمة تعاني منذ بدايتها من ثورة مضادة قوية يشرف عليها متخصصون في الإجرام والتخريب ، وإذا لم تتخذ التدابير السليمة الواضحة الصارمة بسرعة ضد كل من يساهم في هذه الثورة المضادة مهما كان حجمه أو اسمه أو منصبه ستكون العواقب وخيمة على هذا البلد ، لأن هذه السلبية وهذا التباطؤ سيزيد من ثقة المخربين في أنفسهم وسيزيد من المساحات التي قاموا بتخريبها ، لأنهم لم يتوقفوا ، كل يوم نقرأ عن حريق في إحدى المباني الهامة في مصر وآخرها ما حدث اليوم (حريق مصنع للبلاستيك في العاشر من رمضان ، وحريق في برج مصر للسياحة) ، هذا من ناحية فلول النظام ، ومن جهة أخرى يشرف أمن الدولة على إدارة عملية حقيرة يقوم بها السلفييون ، وفيها يقوم السلفييون من وقت لآخر بهدم ضريح في إحدى المحافظات أو تكفير بعض المخالفين أو إصدار بيانات يوضوحون فيها أنهم قادمون وأن المستقبل لهم ، ونيتهم في تحويل مصر إلى إمارة إسلامية يحكمونها بشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(حسب مفهوهم للدين) ، والإعلام المصري بكل قنواته يساعد في تضخيم حجم السلفيين وإزاعة كل أخبارهم وتحركاتهم وعد أنفاسهم.

كما يحاول النظام الفاسد البائد جس النبض في الشارع المصري بنشر خبر عن احتمال تأسيس حزب (حزن) جديد برئاسة جمال مبارك لا علاقة له بالحزب (بالحزن) القديم ، ومجرد إشاعة مثل هذا الخبر ونشره يعتبر إهانة للثورة المصرية والتفريط في دم الشهداء بدرجة مخزية ، وكذلك يمثل إهانة واضحة للقوات المسلحة فمجرد أن يفكر مجرم سارق فاسد في إنشاء حزن جديد ، رغم أنه متهم في جرائم واضحة يستحق فاعلها الإعدام شنقا أو ضربا بالبراطيش ، فهو إهانة للمؤسسة الحاكمة لللبلاد ، والتي تقول أنها تستمد شرعيتها من الثورة ، كما أعتبر السماح لأحمد شفيق أن يعلن عن ترشحه للرئاسة إهانة أخرى ، لأنه متهم في قضايا فساد ، لم يتم التحقيق فيها حتى الآن ، فيجب أولا أن يتم التحقيق معه في ما هو منسوب إليه ، وأعتقد أنه ليس من حقه أن يرشح نفسه بهذه السهولة دون أدنى اعتبار لما قاله عن الثورة والثوار من قبل ، ودون النظر أنه كان ضمن رجال مبارك الفاسدين ، ولا ننسى ما قاله عن جهاز أمن الدولة ووصفه إياه بأنه يقوم بعمل وطني ولا يمكن إلغاؤه.

والسؤال الهام جدا :: إذا كان مبارك ونجليه وحرمه متهمون بالفساد السياسي والمالي فلماذا إلى الآن يقيمون في شرم الشيخ ويتمتعون بحياة كريمة تملؤها السعادة والرفاهية غير عابئين بما يحدث في القاهرة من مهاترات وصخب سياسي وإعلامي وينفقون من أموال هذا الشعب الثائر ـ أليس هذا تواطؤ واضح وغير مبرر ويجب أن يبين المجلس العسكري موقفه بوضوح من مبارك وعائلته وكذلك يبين موقفه من الثورة بكل وضوح ، فإذا كان المجلس العسكري مع الثورة والثوار فعليه القبض على كل المجرمين وعلى رأسهم حسني مبارك وعائلته ، إذا كان المجلس العسكري مع الثورة والثوار فعليه إصدار أوامر بسرعة محاكمة حبيب العادلي وأعوانه قبل أن تتم المؤامرة بتصفيتهم أو تهريبهم خارج البلاد.


الشيء الوحيد الذي يتم بسرعة هو اتخاذ القرارات التي تضر بالثورة وتضر بمصلحة البلاد وتجهض كل إصلاح كانت تبتغيه الثورة مثل تحديد موعد انتخابات مجلس الشعب بعد ستة أشهر من الإعلان الدستوري الذي لا يعبر عن الثورة ، ويصب في مصلحة النظام الفاسد البائد ، كما يصب في مصلحة الأخوان ، الذين يقومون بدور هام جدا يساند ويساعد الثورة المضادة ، وهو الإعلان عن استقالة بعض من أعضاء الجماعة البارزين ، وهذا يضر مصر والثورة
من ناحيتين:

الأولى : ضررها قريب ـ وهي المساعدة في زيادة المادة الإعلامية التي لا تفيد ولا تساعد في تحقيق مطالب الثورة كما يحدث في الإعلام ، وكما يفعل السلفييون والجماعة الإسلامية من تصريحات وفتاوى وأفعال إرهابية ، فكل هذا يصب في مصلحة الثورة المضادة حيث يساهم هؤلاء جميعا في تشويش عقول المواطنين بدلا من المساعدة في نشر حالة من الوعي والتثقيف السياسي الذي نحن في حاجة ماسة إليه في الشهور القليلة القادمة لتأهيل المواطنين لكيفية خوض مرحلة جديدة من الانتخابات ، والتي يمكن من خلالها إصلاح مصر أو تسليمها لطغاة جدد أو تحويلها لدولة دينية تحكمها جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الثانية : وضررها بعيد ـ سيتم زيادة عدد المرشحين التابعين للأخوان سواء من المنشقين عن الجماعة أو التابعين لها ، وفي النهاية هم جميعا يمثلون تيار سياسي مناهض للثورة ولا يبشر بمستقبل مشرق للبلاد ، ولا يمكن على الاطلاق التشكيك في أن استقالة بعض أعضاء الجماعة في هذا التوقيت هو مجرد تكتيك لحصد أكبر قدر من المقاعد في الانتخابات القادمة ، يكون بعضها تابع صريح للجماعة والبعض الآخر تابع لها سرا ، لكنه ظاهريا سيكون ضمن المرشحين المستقلين ، وهذا كله لا علاقة له بمطالب الثورة الحقيقية التي اتفق عليها الثوار والأخوان وقتما كان الأخوان يدَّعون إيمانهم بالحرية والديمقراطية والدولة المدنية والمواطنة ويهتفون يحيا الهلال مع الصليب.

إذن هناك جهات وفصائل متعددة تشن حربا شعواء ضد الثورة سواء اتفقوا فيما بينهم على ذلك أو لم يتفقوا.

ولذلك أهيب بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي علمنا أنه رفض منذ البداية إطلاق النيران الحية على المتظاهرين حين أمره مبارك ، أتمنى ألاّ يكون المجلس العسكري ضد الثورة والثوار و ألاّ يفاضل بين الحفاظ على ماء وجه مبارك الفاسد وبين حماية الثورة حماية فعلية وحقيقية واضحة نلمسها ونشاهدها بقرارات واضحة وإجراءات سريعة حقنا للدماء وحفاظا على ما تبقى من مصر ، لأنه إذا كان (الشعب والجيش إيد واحدة) فلابد من الإسراع في مواجهة ومحاكمة الأعداء حتى لا نحصد كل يوم مزيد من الخسائر وبمرور الأيام نقول أن الثورة فعلا سُـرِقَـت ومصر فعلا حـُرِقَـت.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات