مواضيع اليوم

هل يصبح الاخ ((ابو بندر )) نائباُ في البرلمان العربي ؟؟

هاشم هاشم

2010-04-04 21:11:35

0




ان الذي دفعني الى كتابة هذا الموضوع هو الدعوة الساخرة التي وجها احد المدونين إلى ((الأستاذ سعود عايد الرويلي)) ليكون نائب في البرلمان العراقي بعد ان كتب واجاد وفك الكثير من عقد الواقع العراقي المعقد


فرد عليه الأستاذ والأخ ابو بندر انه يفضل ان يكون عضو في البرلمان العربي .فعلا نحن بحاجة الى برلمان عربي فعال يجمع الشباب العربي ويوحد أبناؤه وتطلعاتهم نحو الغد القريب واعتقد انا ويعتقد معي الكثير ان برلمان عربي من النخبة المثقفة لن يرى النورهو نوع من النوم بالعسل وا حلام هي نوع من أحلام العصافير
لكن السؤال الذي يطرح لماذا لا يحكم المثقف في العالم العربي .؟
اولا :ما هو المعنى الحقيقي لكلمة مثقف ؟

المثقف في اللغة هو العود الطري الذي يوضع في انبوبة مجوفة كي يتصلب وياخذ شكله المستقيم ومن هنا جاءت مثلا تسمية الرمح او عصا الرمح بالمثقف
المثقف ايضا هو الخيط المستقيم الذي يثقف به اي يمر عبر فتحة متعرجة ثم يخرج سليما كما كان
والمثقف في المفهوم العام هو ان يعرف شيء عن كل شيء اي المطلع ..........ويعرف كل شيء عن شيء أي ما يسمى المختص
والمثقف هو من اكتسب الخبرة من تجارب الآخرين وفشلهم ونجاحهم واخذ منها العبرة والدروس ..
وكما قال احدهم ساخرا خيرا لك ان تتعلم من تجارب فشل الآخرين لتأخذ منها العبر لان لو أفنيت عمرك في الخطاء والفشل لامت قبل تتعلم
لماذا لا يحكم المثقف في العالم العربي لكن هل يحكم المثقف في العالم الغربي المتحضر فالنلقي نظرة:
ديغول وروزفلت وإيزنهاور وجورج بوش وتشرشل هم من العسكريين والآخرين من رجال الاقتصاد والإعمال دخلوا السياسة من باب حماية مصالحهم واغلب السياسيون هم من النوع السياسي المحترف الذي يريك حنطة باليد اليمنى ثم يعطيك قبضة تراب باليد الأخرى
مرة بعد الصراع الفرنسي البريطاني والفيتو الفرنسي على دخول بريطانيا السوق الأوربية المشتركة في ستينيات القرن الماضي
قال رئيس وزراء بريطانيا ساخرا من ديغول بعد ان بدت تصدع داخلي ضده قال له :اعتقد ان السياسة امر خطير وديغول رجل عسكري لا يصلح للسياسة
رد عليه ديغول قائلا صحيح ان السياسة أمر خطير لدرجة انها لا يمكن تركها في يد مجموعة من السياسيين المحترفيين امثال رئيس وزراء بريطانيا..


هذا حال العالم الغربي واضيف عليه ومرة قال لنا استاذ في الجامعة انه لا توجد ديمقراطية في العالم وهي نوع الترهات فقط ,انه في الغرب يضربون الشخص على قفاه ويعطوه خبزا .وفي عالمنا العربي يضرب الشخص على قفاه ولا يعطى شيئا ً


والكثير من الشيوعيون اليوم يروجون الى الخديعة الرأسمالية الكبرى والفخ في انتخاب اوباما رئيس اسود لأول مرة لبلد عنصري أببض حتى النخاع !!بعد السقوط الأمريكي في جبال تورا بورا والمستنقع العراقي والازمة العالمية المالية ألكبرى


أي أنهم أرادوا تبييض وجوهم بوجه اسود!!!         
(كلنا خلق الله لكن هذا مثال فقط ))
اعتقد ان الشيوعيون معهم بعض الحق لكن الموضوع ليس موضوع اوباما والكثير من الكتاب كتب في هذا الأمر


لكن هل المثقف قادر على حل مشاكل العرب المستعصية من الجوع والتخلف والأمية والفقر والجهل وغيرها ام هو صدى كلمات في جدران فارغة ؟


وليس بعيدا نذهب إلى تونس في الماضي القريب حدثت مشكلة اقتصادية رهيبة وصاح الناس وضجوا وقلت الموارد وصاح الناس لو كان هناك أكاديمي مثقف لحل الأزمة الاقتصادية بيسر
وهنا قلب السياسي الكبير والداهية الحبيب بورقيبة في أوراقه وقال إليكم بالمثقف القادر على حل كل المشاكل بعصا سحرية !!


تألفت حكومة محمود مزالي وهو شخصية أكاديمية مرموقة,
قام محمد مزالي بفرض ضريبة بخسة جدا على كل رغيف خبز توزعه الدولة على المواطن ,والناس تفهمت الأمر الضريبة زهيدة ومرت أيام دخل القرش فوق القرش خزينة الدولة التي انتعشت
وزالت بوادر الازمة الاقتصادية


هنا دخل الثعلب السياسي الكبير بورقيبة وأدار الدفة تجاه الوطنية والبكاء على قوت الشعب وخطب قائلا ان ضميره الوطني المخلص يابئ ان تفرض ريبة على رغيف الخبز وان سياسة الحكومة كانت خطيئة لا تغتفر وعزل محمود مزالي غير مأسوف عليه !!

 


...ذهب وفد من حزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة صلاح البيطار وميشيل عفلق الى القاهرة وحطوا في ضيافة الرجل العروبي والقومي العتيد جمال عبد الناصر لإقناعه بتبني نظرية البعث ومشروعه الوحدوي في الوحدة والحرية والاشتراكية واخرجوا له مجموعة كبيرة من المطبوعات حول الدولة العربية المقبلة والنظرية الاقتصادية لها وجملة أمور وقوانين سيعمل بها في إستراتيجية الحزب لقيادة الأمة العربية القادمة ,


سال جمال عبد الناصر محاوريه : هل قراءتم صحف اليوم قبل الحضور الى هنا؟
اجاب الاثنان :كلا,


قال ناصر : انا اقراء الصحف كل صباح وقبل جلوسي في مكتبي ,هذا الفرق بيني ويبنكم ((السياسي والمثقف )) انتم اصحاب نظرية ثابتة ((جامدة )) طويلة التطبيق وانا اتعامل مع الواقع يوما بيوم ((الفعل ورد الفعل ))((نظرية حيوية ))

 


إذا هناك دهاء سياسي مبطن او واضح في إقصاء إي محاولة لتبني مشروع أكاديمي راقي لحكم العالم العربي وحتى إن استطاعت النخبة العربية من تسلم مقاليد الحكم في العالم العربي ستواجه بحرب ضروس من قبل الغرب في الحصار وقطع المساعدات والتجارة ووسائل العلم والتكنولوجيا الحديثة ان يحاصر العرب ويجوعوه لإجهاض اي مشروع للنهوض في الواقع العربي


لكن هل القاعدة الجماهيرية العربية من النضج لتناصر المشروع القومي التنموي الذي يقوده المثقف ؟


اعتقد ان هناك غالبية جاهلة في ألامه العربية ,وللنهوض بالواقع العربي يلزمنا سنين طوال وأموال طائلة ومؤسسات ومعاهد ودراسات إستراتيجية معمقة للنهوض بالواقع المزري للمواطن العربي
في العراق مثلا ما هي الغالبية من الناس؟


وماهو توجهها ؟


هل نحو المثقف واصلاح الحال؟


ام هو الانجرار وراء ترهات وأباطيل أكل الدهر عليها وشرب ؟


في العراق اليوم مع الأسف الجاهل هو المتسيد ورائيه هو الماشي والمؤثر في الشارع العراقي
واما المثقف فلا يجرؤ على البوح بما يحمله لان العقاب والاستبداد الفكري الضحل سيكون مصيره لان الضمير الجمعي للغالبية تجاه الجهل والبحث عن الخوارق والمعجزات والعبارات الجاهزة واعتقد يقينا ان الجهلة الكثر في العراق


مثلا شخص ما لا يريد ان يتعلم او يتعب او يعمل ويريد في نفس الوقت ان يصبح مديرا ومحافظا ورجل أعمال ورجل دين مقدس بدون تعب ومن السراب يحوله واقعا حتميا ..


لذا من البديهي ان تواجه الدعوات الى حكومة تنكوقراط بالرفض والصراع والقتال وحتى لا تبقى اي فكرة لكذا فكرة وهذا ما يريده الغرب الكافر في استعباد الشعوب من خلال حكم الجهلة واشباه المتعلمين لكي يتشبثوا بالكراسي مهما كان الثمن والغرب ينهب ويسرق براحته


اليوم في العراق هناك امرا وضحا وضوح الشمس وهو انهيار التعليم في العراق بكل مستوياته من الابتدائي والثانوي والجامعي وحتى التعليم العالي اي مابعد البكالوريوس وبشكل منهجي مبرمج لان الجهل عدوه العلم ولكم ان تتصوروا ان دولة ميزانيتها تصل الى 70 مليار دولار سنوي وأطفال المدارس يعطى لهم دفتر ورقي واحد في العام الدراسي الواحد !!


الحديث عن الواقع التعليمي والبيئة التعليمية في العراق طويل وطويل جدا وهو معروف للجميع لكن ليست هذه المشكلة لا ن العراقيون تكيفوا مع هذا الواقع المرير لكن المشكلة عندما تأتي نهاية السنة ويكون النجاح مئة بالمئة !!!


بل وصل الأمر من الدناءة مؤخرا بوزارة التربية العراقية عندما كانت نتائج امتحانات لطلبة من طائفة 100% ولطلاب طائفة اخرى 0% !!

 

ولتوضيح الامر بشكل اخر حول استفحال الأمية في العراق اسوق المثال الاتي:
قبيل الانتخابات الحالية العراقية كنت في حوار مع احد أقاربي وهو استاذ في احد الجامعات العراقية متخصص في احد التخصصات العلمية وقال لي او طلب مني انا ومن اؤثر عليه التصويت لقائمة أياد علاوي


قلت له ان علاوي لن ينجح لان إيران ضده وأمريكا ضده أيضا لان أمريكا لا تريد شخصية يكون عليها أجماع وطني وعربي و إقليمي بل هم يريدون المزيد من الخراب والدمار للعراق من خلال حكم الطائفيون الجهلة في العراق وتخويف العرب منهم من خلال السماح لايران بالتوغل في العراق ولو كانت امريكا على الأقل حيادية في موضوع الانتخابات لفاز علاوي او غيره من المعتدلين من زمان
قال محدثي مقاطعا :الأمر مختلف هذه المرة فعلاوي أصبح سياسي محنك من خلال اللعب على الوتر الإيراني لعلهم لايزورا الانتخابات هذه المرة .


فقلت :أني اكتب في مواقع عديدة في الويب وأناقش وعلق على مواضيع الشان العراقي بل إني دخلت في صراعات مع الكثير من مخالفي الرأي لكني أؤكد ان تركت صدى طيب لدى الكثير من القراء والمتابعين وان العراقيون ربما أكثر نضجا بخصوص مستقبل وطنهم .


قهقه محدثي عاليا وقال :كم هم العراقيون الذين يتصفحون ألنت ويقرؤون لك ولغيرك هل هم الف؟ الفان؟ مائة الف؟ ,هم لاشيء بالقياس بالملاين من أصحاب العقول المغلقة ((هوش الله بارض الله ))
هم سقلبون نتيجة اي انتخابات ركضا وراء فتوى من هنا وتخويف بمنع الزيارة من هناك وغير ذلك ..
وبالفعل كانت كلماته عين الصواب واصابت كبد الحقيقة


اذن لا حكم لمثقفي الوطن العربي مع هذا الكم الهائل من الجهل
ولا سياسي محترف يقبل بحكم المثقف
ولا القوى العظمى تسمح بذلك


لكن هذا لايعني الاستسلام بل هي خطوة في خطوات الاف ميل واعتقد بعد ألف عام ربما سيصبح احد أحفاد(( الاخ ابو بندر ))عضوا في البرلمان العربي ان بقي الى ذلك الوقت شيء يسمى مجازا ارض العرب وامة يقال لها مجازا امة العرب






التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات