اليوم أعلن مجلس الشعب المصرى الذى يسيطر عليه التيار الدينى عن تشكيل اللجنة التى ستضع دستور البلاد بنسبة 50% من أعضاء البرلمان , وبالطبع فإن النصف الباقى الذى لا أعرف كيف سيتم اختياره ستكون أغلبيته من التيار الدينى , محصلة القول أن هذا التيار يشعر بالاستقواء بعد أن مهد له العسكر القفز على مقدرات البلاد بعد ثورة لم يصنعها ولم يبدأ بها ولم تكن شعاراته الطائفية فى ميادينها , والمتوقع من هذا التيار أن يصوغ لمصر دستورا دينيا , وبالطبع توضع فيع بعض المواد التى تتحدث عن حرية العقيدة كنوع من التغطية على باقى المواد التى بالقطع ستضع مصري على طريق جديد ومخيف . إننى متأكد أن مصر بتراثها الحضارى وبنهضة شبابها الواعى لن تقبل بدولة دينية , كما لن تقبل بمشروع القانون الذى يعده هذا المجلس بتجريم التظاهر ووضع قيود عليه , قيود يتصور أنها تحول دون قيام ثورة جديدة , ولكن الثورة الشبابية قادمة حتما , والقوى الليبرالية الشبابية تتخلق الآن فى الشارع , والمفكرون والفنانون لن يتنازلوا عن تراث الوطن , من هنا فإننى أخشى أن تقوم فى مصر ثورة بسبب قصر نظر أصحاب مشروع الدولة الدينية , وأن يدفعهم تعصبهم إلى الدفع بكوادره للتصدى لهذه الثورة بدعوى الدفاع عن الدين , وهنا يمك أن تحدث مواجهات دموية تؤدى إلى حرب أهلية بسبب أن استبداد العسكر سلم البلاد للاستبداد باسم الدين .
التعليقات (0)