هل يمكن لصواريخ حماس ان تعيد الحقوق المغتصبة للشعب الفلسطيني
نحن نعلم والكل يعلم انه من المستحيل ان تقبل امريكا والغرب ان تسقط اسرائيل بالضربة الفلسطينية او العربية او الاسلامية لا اليوم ولا غدا ولا بعد غد ...ونحن نعلم ايضا اننا اليوم لانملك مقومات القوة التي تجعلنا نفرض شروطنا على اسرائيل وامريكا والغرب ومن الواضح اننا لن نملكها قريبا ونحن نعلم ايضا ماكان مصير كل من حاول اسقاط هذا الكيان منذ نشوئه ولحد الان فعبد الناصر دفع حياته ثمنا لمعاداته هذا الكيان ومصر انتزعت من امتها العربية لانها خيرت بين "جنة" امريكا واسرائيل وبين نارهما فمصر لو لم تتفق مع اسرائيل في كامب ديفد لالقيت في نار امريكا واسرائيل اما بعد الاتفاق فانها دخلت "الجنة" الامريكية الاسرائيلية هي صحيح جنة "مش ولا بد "كما يقول الاخوة المصريين عندما يريدون ان يصفون شيئا بانه قليل الفائدة تشوبه الشوائب لكنها قطعا هي من جعلت مصر تعيش في استقرار سياسي وانتعاش اقتصادي نسبي كل هذه الفترة .... اما العراق فلانه رفض كل العروض الامريكية والغربية للاتفاق على سلام مع اسرائيل والكف عن معاداتها حذف في النار الامريكية التي اولا اشعلت شمال العراق حربا اهلية استمرت لسنوات بعد ان دفعت اصدقائها الاكراد المستعدين لخدمة الدولار الى حد بيع كل شيء في سبيله لم تنتهي الا بعد ان انهك الجيش العراقي واضطرت الحكومة العراقية لتقديم التنازلات لشاه ايران ذراع امريكا الداعم للاحزاب الكردية للخروج من هذه الحرب بعد ان وقعت اتفاقية الجزائر 1975 بعد ذلك اشعلت ضد العراق الحرب العدوانية الايرانية استمرت لاكثر من ثمان سنوات بعدها خرج العراق منتصرا بعد ان تجرع الخميني السم لم يرق للغرب وامريكا خروج العراق بهذه القوة فادخل في دوامة الضغط الاقتصادي الى ان انفجرت احداث اب 1990 وتبعتها الحرب الامريكية على العراق وبعد حصار قاتل استمر 13 سنة جاءت امريكا بكل نارها لاحراق العراق ومنذ تلك اللحظة الى الان العراق يحترق في النار الامريكية دون امل بالخروج منها بعد ان سلط عليه من لايرعى دينا ولاعرفا ولا اخلاق .. من كل هذه المقدمة نعلم انه مادام الغرب وامريكا واسرائيل يملكون كل هذه القوة وما دمنا نعاني كل هذا الضعف فانه من المستحيل ان تهزمهم اعمال بمستوى اعمال حماس وصواريخ بمستوى صواريخ القسام ولاحتى صواريخ بمستوى الصواريخ التي تملكها الحكومات العربية اذا لماذا تصر حماس على اعطاء هذه الذريعة لاسرائيل والغرب لقتل الاف الفلسطينيين الابرياء البسطاء اللذين كل جريمتهم انهم وجدوا في بقعة من الارض تسيطر عليها حركة قدمت نفسها ورقة بيد ايران خصم امريكا واسرائيل المعلن بثمن بخس هو الحصول على حكم هؤلاء الفلسطينيين المساكين والاستمرار في الحصول على امتيازات السلطة المغرية حتى وان كانت هذه الامتيازات لاتقارن حتى بامتيازات حكومة من حكومات جمهوريات الموز .....
السؤال الكبير هل يمكن للشعب الفلسطيني في غزة تحمل حربا اسرائيلية حماسية اخرى تدمر ماتبقى من بنايات غزة وتقتل ماتبقى من شعبها وتشرد من تكتب له النجاة من الموت وهل يمكن ان تكون حماس اذا ما قامت حربا اخرى ضد الغزاويين بسبب تصرفاتها الصبيانية بعيدة عن الحساب وهل يمكن لاموال الحرس الثوري الفارسي ان تعادل حزن طفل يفقد اسرته في حرب خاسرة تشن لخدمة الفرس ومصالحهم على حساب الفلسطينيين والعرب ومصالحهم ... نحن نطالب حماس اما ان تنضم الى المشروع العربي المقاوم بالطريقة التي تجلب السلام للشعب الفلسطيني مع الحصول على الممكن من حقوقه في الوقت الحالي والعمل على اكمال الحصول على الحقوق الاخرى مستقبلا .. او ان تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ماسيحدث للشعب الفلسطيني اذا ما ادت تصرفاتها الصبيانية الى اعطاء ذريعة لاسرائيل لشن حربا تدميرية جديدة على الشعب الغزاوي الاعزل وعندها عليهم ان يعلموا ان المحاكمة ستنتظرهم عند ذاك .....نحن طبعا وقطعا مع النضال والمقاومة في سبيل الحصول على الحقوق المغتصبة لكن على ان تكون الخسائر المقدمة في سبيل الحصول على هذه الحقوق مقبولة شعبيا وعقليا عندها يمكن ان نامل بانه سيبقى في النهاية شعب فلسطيني يستلم هذه الحقوق فما الفائدة عندما نحصل على هذه الحقوق ونفقد اصحابها ......
نحن العرب كنا طوال الفترة السابقة نطالب بحقوق الشعب الفلسطيني بالتمني والترجي فنحن نتمنى ان يكون الصهاينة اكثر انسانية لكي يعطوننا حقوقنا في فلسطين , ونترجى المجتمع الدولي المحكوم بكارتلات الصهاينة الاقتصادية ولوبياتهم السياسية وامبراطورياتهم الاعلامية نتوسل هذا المجتمع الدولي لكي يضغط على اسياده الصهاينة علهم يعطوننا حقوقنا ونحن في التمني والترجي خاسرون والدليل على ذلك اننا لم نحصل على اي من حقوقنا طيلة فترة تمنينا وتوسلنا هذه فنحن رفضنا قرار التقسيم الاممي الذي اعطا الفلسطينيين اكثر من نصف ارض فلسطين ليقيموا دولتهم عليها مقابل دولة لليهود على المتبقي من الارض ..وبعد ان خسرنا هذا الخيار وخسرنا ارضا كبيرة في حرب ال1967 بدائنا نطالب باعطائنا الارض حسب حدود ال1967 دون ان نحصل عليها واليوم لانحصل الا جزء يسير من ارض فلسطين مطاردين فيه ومحاربين فيه ومتحاربين عليه بيننا فعلى ماذا سنحصل في المستقبل اذا مابقينا على هذه الحال من "المقاومة "...عندما ندخل الحرب ونحن غير مستعدين لها وتكون النهاية معلومة وواضحة نكون عندها لسنا مقاومين بل مغامرين على ثمن باهض جدا فالثمن هو الشعب والارض والمستقبل وهذا ماعلمنا التاريخ ..
اذا مالحل؟ الحل يكمن في وقفة جدية لدراسة واقعنا نعيد فيها حساباتنا لننطلق بفكر مقاوم جديد يقوينا ولا يضعفنا فقد اثبتت الوقائع ان الزمن يعمل لصالح اعدائنا لاننا اصررنا على نموذج من المقاومة اضعفنا وقوى اعدائنا .. نحن طبعا لا نطالب الفلسطينيين ان يدخلوا "الجنة" الامريكية دون شروط او دون مكاسب لكن علينا ايضا ان لانبقى في النار الامريكية بثمن باهض ..فالدخول الى "الجنة" الامريكية بشروطنا هو حتما افضل كثيرا من الدخول الى النار الامريكية بشروط اعدائنا .......انا اعتقد ان الدخول في المجتمع الدولي سيعطينا فترة من الهدوء نستطيع خلالها ان نبني مقومات القوة التي تعيد لنا حقوقنا في المستقبل ... فنحن هدفنا من المقاومة هو الحصول على حقوقنا فاذا كان هذا الاسلوب في المقاومة يفقدنا حقوقنا علينا اذا ان نبحث عن اسلوب اخر يعيد هذه الحقوق لنا دون خسائر قاصمة للظهر ..........
التعليقات (0)