مواضيع اليوم

هل يمكن عقلاً ان نعيش في اوطان بلا اديان ؟

bladna alhabebh

2012-01-11 19:09:39

0


فكر معي اخي الكريم في هذا السؤال وهل يمكن ذلك منطقياً اننا نعيش في اوطان بلا اديان ؟

طبعاً هذا الأمر جائز منطقياً لأن الأمم اصلا كانت تعيش في اوطان بلا اديان والاديان انما جاءت متأخرة بعد الأوطان بمعنى انها موجودة قبل الأديان والأصالة كما يقول الفلاسفة للوجـود .

ففكر اولا في وطنك وصِنه واحفظه وكن حريصاً عليه وسخر كل شئٍ لأجله حتى شعائرك وطقوسك الدينية فلتكن كلها لوطنك فالأنبياء والرسل كلهم كانوا وطنيون محبون لأرضهم وبلادهم فالنبي ابراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام اول ما توجه الى الله بالدعاء قال اللهم اجعل هذا بلداً امنا ولم يقل احفظ مذهبي وطائفتي ولم يمارس اي دور قبل ان يفكر بتحرير البلاد من الطغاة لأنه كيف يكون هناك دين وشريعة والوطن مهتوك الستر مسلوب الكرامة ؟

اين تحل الأديان والاوطان مدنسة . كيف ترضى السماء لعباد وطنهم لا كرامة له تسوده الظلمة والطواغيت . فأي دين وشريعة وتدين ولا يوجد من يحس بالآم الوطن .

الم يكن كل المصلحين في العالم مواطنين مخلصين لأوطانهم ؟

الم يكن حب الأوطان اديان في نهجهم وسجيتهم ؟

اذن هل انكشف لك اخي وحبيبي وصديقي ان الأصل وكل الأصل هو وطنك وارضك هل صار جلياً لك إنتفاء الاديان دون الأوطان ؟

بعد ان صار بهذه الدرجة من الوضوح تعال نعرف ما دور الأديان ؟

ما هو عمل الاديان التي جاءت متأخرة على بعد الأوطان ؟

انها جاءت لتنظم حياة الجماعة التي تعيش في هذه الاوطان .

كيف يعيشون ، كيف يكون الحاكم وكيف يحكمهم ، كيف يتزاوجون ويتقاربون ، كيف يتعاملون فيما بينهم ، اذا حلّ الظلم والفساد ما دور عالِمَهم وما دونه من العوام ، كل هذه الامور وغيرها من العبادات والمعاملات التي تنظم شؤونهم تجئ الأديان بحلول لها واحكام تقنن هذه المواقف العملية في هذه الاوطان .

لكن لم نسمع بشريعة تحكم من يعيش ومن يُعدم او انها قالت ايها الناس ان الأرض وخيراتها - بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها وكل خيراتها هي للعصابة او الطائفة او القومية فلان وباقي الطوائف يجب ان تُكفّر وتُعدم وتفنى من الوجود !!

 

ذات يوم دخل الامام علي ابن ابي طالب عليه السلام الى المسجد وبعد ان اتم صلاته خرج فواجههُ شخص بصياح وهو يصرخ بوجه الأمام علي عليه السلام ويقول له :

انا لا احبك ولا اواليك ولا اتبعك ولا ادفع الخمس ولا الزكاة ولا اصلي خلفك فرد عليه الأمام بهدؤء ووقار وسكينة قال له اعمل ما شئت اهم شئ يكن المسلمين منك في امان ..

هذا هو المبدأ السليم والنهج القويم ايها الإنسان لك دينك وطقوسك وشعائرك ولكن نشترك معاً في وطن واحد لكن اقدس شئ واطهر شئ ان يكون كل شئ في خدمة وطنك وكما يقول الشاعر : ((ولي وطن آليت ألا أبيعه وألا أرى غيري له الدهر مالكا ))

مشكلتنا اليوم مع المتحجرين مصيبتنا معهم كبيرة حين صار ينظر الغرب وغيرهم الينا من خلالهم تصوروا كانت لي زميلة من اليمن الشقيق تدرس اللغة الإنكليزية في احدى الجامعات في فرنسا فقالت مرة لي وهي متألمة ان بعض الطلبة هناك يقولون لها : متى تفجرين مبنى الجامعة ؟

قالت لهم : ومن قال لكم اني ارهابية :

قالوا : لأننا لم نكن مسلمين .

انظر الى الرؤية تجاهنا كيف ينظر العالم من منظار اولئك المتحجرين اصحاب الفكر الإلغائي الذي يلغي الآخر ..

الآن لدينا الفرصة للنظر في هذه القضية وندع الحساب والكتاب في ذلك اليوم المشهود التي تشهد علينا جوارحنا ونلتفت الى امورنا وبلادنا التي ترزخ تحت نير الاحتلالات بكل اشكالها والوانها واذكرك بكلمة واحدة فقط ان الدين للفرد والوطن للجميع .. في امان الله

 

امير الدراجي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات