مواضيع اليوم

هل يمكن ان تكون إيران البديل لتحقيق البعد القومي للأمة العربية ؟

سـامي جلال

2009-03-16 10:39:13

0

الدبلوماسية الإيرانية تحاول ان تعطي انطباعا خاصا للشارع العربي من خلال نشر ثقافة ولاية الفقيه بانها بديل للسياسة العربية في متعلقاتها و حقوقها القومية في صراعها مع أسرائيل و الغرب المؤيد لأسرائيل.

مما لا شك فيه ان إيران يمكن ان تكون عاملا مساعدا مهما في تقوية العمق العربي في مواجهة تحديات الصراع العربي ضد اسرائيل , لكن هل من المفروض ان تكون البديل لها؟ ذلك ما نلمسه من مؤشرات التحرك الإيراني و كأنها تريد ان تكون المحور الرئيس في الموازنة السياسية ضد الخصوصية العربية في ذلك الصراع, و مما لاشك فيه ان تفكك الصف العربي ساعدها في ذلك و الصراع العربي العربي ولّد ثغره كبيرة في توحيد الألتزامات السياسه العربية اتجاه القضية الفلسطينية و هذا ما يدعوا للتساؤول إن كانت إيران تنظر للقضية الفلسطينية كقضية عربية أو قضية اسلامية؟

فاذا اخذنا مصلحة إيران الأسلامية في تحرير القدس, فتلك المصلحة لا يمكن لإيران ان تنفرد فيها دون المصلحة المشتركة لكل دول العالم الأسلامي و هناك عمل اسلامي سياسي مشترك تقوم فيه الدول الأسلامية المنضوية تحت راية منظمة الدول الأسلامية, و من خلال هذه المنظمة يمكن لإيران ان تدعم توحيد الخطاب السياسي و العمل المشترك و المساهمة في توحيد المؤسسات العاملة بهذا الأتجاه و التعامل مع جموع هذه الدول بشكل يقوي التكامل السياسي و الأقتصادي و الأجتماعي معها و ليس فرضها او ربطها بولاية الفقيه.

و إذا كانت مصلحة إيران هي رد الجميل للعرب كونهم أدخلوا الأسلام لإيران , فالعرب اليوم بحاجة كبيرة للتكامل الأقتصادي و العلمي مع إيران أكثر من التكامل العسكري ولو في هذه المرحلة على الأقل. و نجد ان التعامل و التدخل في الشان العربي من قبلها لا يخدم وحدة الصف, و من خلال الدعم القوي الذي تقدمه إيران لمنظمات و ميليشيات غير حكومية تعزز بذلك الصراع العربي العربي و لا تحسب في سياساتها الخصوصية العربية كأمة عربية  أو الخصوصية الوطنية و المكونات السياسية لتلك الدول بشكل منفرد.

ماذا لو كان المشروع النووي الإيراني مشروعا مشتركا مع الدول العربية ؟ ماذا لو كان التصنيع العسكري مشتركا ؟ و ماذا لو كان الخطاب السياسي مشتركا ؟ ماذا و ماذا و ماذا ..  والخ

لكن تقوية الأتجاه الطائفي في هذا البلد على حساب الطائفة الأخرى و نزاعات حدودية و احتواء اراضيهم لآ اجدها سوى انتقام من العرب كونهم ادخلوا إيران في الخارطة الأسلامية و ربما من الطبيعي ان نفكر بأنه لا دليل أخر على عكس هذا المفهوم.

ربما نؤيد وجهة النظر الإيرانية ان موقف الحكام العرب هزيل و ليس هناك برنامج عربي موحد , لكن هذا لا يعني ان تكون إيران أو غيرها مثل تركيا هي البديل....     




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات