هل يمزح العلماء وطلبة العلم ؟
هل يضحكون في مجالسهم ؟ .. وهم من هُم بعلمهم وقدرهم ووقارهم ! ..
سؤال محير .. ومن الصعب علينا استيعابه ! .. إلا أن كثرة المشاركات أثبتت لنا نقيض ذلك ! ..
فهم وإن كانوا أهل الوقار .. وحياتهم حياة الاجتهاد والجد .. ومجالسهم مجالس العلم والذكر .. فإنها لا تخلو من اللطائف العابرة غير المقصودة ! .. والطرائف النادرة التي تناسب الحال الذي وقعت فيه دون مشقة أو كلفة ! .. فتكون أشبه بالنكتة الجميلة التي يستسيغها العقل وتطرب لها النفس ! .. وتطير بها الركبان ! .. وتتناقلها الأجيال تلو الأجيال ! ..
ولنا في سيرة سيد العلماء وإمامهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..
فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح بلا كذب .. وتضحكه الطرفة الصادقة كما سيأتي معنا .
حديث البتة !
في مجلس علم لأحد الشيوخ الفضلاء فتحدث الشيخ في أثناء درسه عن مسألة فقهية وقال : لم يثبت فيها حديث البتَّة – يعني بتاتاً – وبعد انتهاء الدرس سأل أحد الحاضرين : يا شيخ اذكر لنا حديث البتة ، عندها لم يتمالك الحاضرون أنفسهم من الضحك ، فقام الشيخ بإيضاح الأمر للسائل .
صعوبة البداية
إحدى المعلمات قررت أن تلقي محاضرة على الطالبات في مصلى المدرسة وكانت المرة الأولى في حياتها ! وعند مجيء الموعد المحدد ازداد الخوف والتوتر ! وما إن جلست في المكان المخصص ويممت وجهها شطر الطالبات حتى تبخر كل شيء حضرته وجهزته ! ليحمر الوجه وتصفر الخدود ويبقى السبيل الوحيد للخروج من الموقف المحرج هو الهروب أمام دهشة وتعجب الحضور !
يا لها من شجاعة !
قبل تزويد جامعة الإيمان باليمن بشبكة تلفزيونية مغلقة لبث المحاضرات للطالبات كان العلماء يلقون دروسهم مباشرة على الطالبات بعد تحجبهن ، وذات مرة بينما كان أحد علماء السيرة من القطر السوري الشقيق يلقي محاضرته حول شجاعة الصحابيات ودورهن في الجهاد وأنه يأمل أن تقتفي المرأة اليمنية المسلمة سيرة الصحابيات في الشجاعة وقوة التحمل إذا بإحدى الطالبات الحاضرات تصرخ بأعلى صوتها وتجري بسرعة هائلة وقد تركت حذاءها وكأنها شبح أسود طائر في الهواء .. فعمّ الهدوء المكان واحمر وجه الشيخ مذهولاً مما حدث ! هل هو الحماس للماضي التليد والشوق للجهاد والجنة ؟ أم هو مسٌّ من الجن أصاب الطالبة ؟ وفجأة إذا بصوت الطالبة من بعيد يقطع الهدوء العجيب ! فأر .. فأر .. يا شيخ هناك فأر في القاعة !
أظن الشيخ قد تفاجأ بشجاعة المرأة اليمنية وقوة تحملها !
أخرجه ابن ماجه
روي أن جماعة من طلبة العلم ذهبوا ليحفّظوا الناس في إحدى القرى ، وحينما اجتمع الناس في المسجد وبدأ أحدهم يخطب فيهم وكان في أثناء كلامه استدل بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " وقال : أخرجه ابن ماجه ، فقال كل الحاضرين من القرية : بارك الله فيه ، بارك الله فيه .. فقد ظنوا أن المقصود أن ابن ماجه قد أخرج الضب من جحره !
عندها فقط أدرك الخطيب أنه في وادٍ والناس في وادٍ آخر .
عيوشة
تقول طالبة علم : بينما نحن في حصة مادة الحديث وقد كانت راوية الحديث السيدة عائشة رضي الله عنها ، فبدأت المعلمة بترجمة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وذكرت أنها كانت أحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وكان يداعبها ويدعوها باسم جميل غير عائشة فما هو ؟
تقول ألطلبة : فسكتت جميع الطالبات لأنهن لم يعرفن الإجابة ، فتشجعت أالطالبة وقالت بصوت عال مسموع : ( عيوشة ) !
فإذا بالطالبات ينفجرن ضاحكات وكذلك المعلمة التي بادرتها قائلة : استغفري الله ، كان يدعوها ويداعبها بـ ( الحميراء )
سنة رابعة لغة عربية
في احدى الجامعة وفي إحدى محاضرات مادة الحديث كتبت الدكتورة على السبورة الحديث الشريف : " المؤمن كيس قُطُن " ، وعم السكون الرهيب القاعة ! فطلب منها أن تشرحه بناء على قراءتها ، فكان جوابها الذكي : لقد شبه المؤمن في صفاء قلبه وطهارته بكيس القطن لشدة بياضه !
فانفجرت الطالبات ضاحكات لإعجابهن بمنطقها المقنع .
وأما لفظ الحديث : " المؤمن كيَّسٌ فَطِن " .
أم عبد الرحمن – الدمام
بعان أم جوعان
في إحدى ليالي شعبان كانت القاعة تنعم بالوقار والسكينة لأن هناك حفلاً أقيم لتكريم حفظة كتاب الله الكريم ، وعندما افتتح الحفل بدأ المقدّم بقوله : في هذا اليوم المبارك من شهر شبعان .. فضجت القاعة بالضحك .. أحدهم علق قائلاً : يمكن كان جوعان .
لا عليك
تحدث أحد الشيوخ في محاضرته بعد صلاة المغرب عن الجنة ونعيمها ، فظهر الخشوع على الحاضرين جميعاً وكأن على رؤوسهم الطير .
قام أحد الأشخاص بغية تسجيل المحاضرة وكان على عجل من أمره ، فبدلاً من أن يفتح زر التسجيل أخطأت يده إلى زر الراديو ، وكانت أغنية صاخبة بصوت مرتفع جداً ، مما حدا بهذا الشخص إلى الارتباك وإصدار حركات عفوية مضحكة ليضحك جميع من في المسجد ! .. عندها قام الشيخ بتهدئة روعه واللطف به .
فكيف بالأسد ؟
كان أحد الوعاظ يلقي موعظة في مجموعة من الرعاة ، ومعروف أن الرعاة لديهم الكثير من الكلاب التي تساعدهم في رعي الأغنام ، فنبه هذا الواعظ إلى خطورة الكلاب وأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب .
فأجاب أحد الرعاة مستغرباً : ألهذا الحد تخاف الملائكة من الكلاب ؟ كيف بهم لو رأوا الضبع أو الأسد فماذا سيفعلون ؟
وأصبح صاحبنا في حيرة ، إذ كيف يفهم هؤلاء أن الملائكة لا تخاف ، حيث لم يكن لديه من العلم ما يعينه على التوضيح وإقامة الحجة .
مواقف طريفة مع الشيخ
الألباني رحمه الله
تجسس على الأحلام
يقول أحد أبناء الشيخ رحمه الله : مرة كان يتكلم وهو نائم ، فاقتربت منه لأسمع كلامه ، ففتح عينيه فجأة وقال : تتجسس علي
تعليم عجيب
قال الجاحظ : مررت بمعلم صبيان وعنده عصا طويلة ، وعصا قصيرة ، وصولجان ، وكرة ، وطبل ، وبوق .
فقلت : ما هذه ؟ فقال : عندي صغار أوباش فأقول لأحدهم اقرأ لوحك فيصفر لي بضرطة ، فأضربه بالعصا القصيرة فيتأخر فأضربه بالعصا الطويلة فيفر من بين يدي ، فأضع الكرة في الصولجان وأضربه فأشجه ، فيقوم إلي الصغار كلهم بالألواح فأجعل الطبل في عنقي ، والبوق في فمي ، وأضرب الطبل وأنفخ في البوق ، فيسمع أهل الدرب ذلك فيسارعون إليّ ويخلصونني منهم .
أصبت في صمتك
قيل : كان يجلس إلى أبي يوسف ( القاضي ) رجل فيطيل الصمت ولا يتكلم ، فقال له أبو يوسف يوماً : ألا تتكلم ؟
فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟
قال أبو يوسف : إذا غابت الشمس .
قال الرجل : فإن لم تغب إلى نصف الليل كيف يصنع ؟
فضحك أبو يوسف وقال : أصبت في صمتك وأخطأت أنا في استدعائي نطقك !
مصير الحصاة !
سأل رجل عمرو بن قيس عن حصاة المسجد يجدها الإنسان في خفّه أو ثوبه أو جبهته ؟!
فقال له : إرم بها ! فقال الرجل : زعموا أنها تصيح حتى ترد إلى المسجد .
فقال عمرو بن قيس : دعها تصيح حتى ينشق حلقها .
قال الرجل : أولها حلق ؟ قال : فمن أين تصيح إذن !
لا تفهم غلط
قال أبو إسحاق الحبال : كنا يوماً نقرأ على شيخ فقرأنا قوله صلى الله عليه وسلم : " لا يدخل الجنة قتَّات " وكان في الجماعة رجل يبيع القت – وهو علف الدواب – فقام وبكى ، وقال : أتوب إلى الله ، فقيل له : ليس هو ذاك ، لكنه النمام الذي ينقل الحديث من قوم إلى قوم يؤذيهم ، فسكن الرجل وطابت نفسه .
سحور بالأطراف
روى الشعبي رحمه الله حديثاً : " تسحروا ولو أن يضع أحدكم إصبعه على التراب ثم يضعه في فيه "
فقال أحدهم : أي الأصابع ؟ فتناول الشعبي إبهام رجله وقال : هذه !
حيلة ظريفة .. لكنها كذبة
فكر أحد الأدباء في طريقة للتخلص من زيارات الثقلاء فكان يحتفظ بعمامته وعصاه بالقرب من باب مسكنه ، فإذا دق الباب أسرع ووضع عمامته على رأسه وأمسك بعصاه ، ثم يفتح الباب ، فإذا ظهر أن الزائر غير مرغوب فيه قال : كم أنا سيئ الحظ لأنني خارج لمقابلة متفق على موعدها من قبل ، أما إذا كان الزائر محبوباً لديه فيقول : كم أنا سعيد الحظ ، لقد عدت من الخارج الآن !
بالإجماع
نُقل أن رجلاً جاء إلى أحد الفقهاء وقال له : أنا على مذهب ابن حنبل رحمه الله ، وإني توضأت وصليت ، وبينما أنا في الصلاة أحسست بشيء في قميصي ، فما الحكم ؟ فقال له الشيخ : هل خرج منك صوت ؟ قال : نعم ، صوت كصوت الغراب ، قال : هل له رائحة ؟ قال : نعم كمثل الأذى ، قال : هل له جُرم ؟ قال : نعم كثل الحناء ، فقال له الشيخ : عافاك الله .. لقد خريت بإجماع المذاهب .
مواقف طريفة مع الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
أول عمل
سئل الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله عن العمل بعد الانتهاء من الدعاء ؟ فقال : ينزل يده !
اكل طعامكم الابرار طعامكم فاعل لانه كان ساخن
التعليقات (0)