هل يظن الرئيس مبارك أن البسطاء مازالوا يصدقون وعوده..؟

الرئيس مبارك وعد المواطنين في خطابة بمناسبة عيد تحرير سيناء بالمزيد من الرخاء والنماء، وذلك إستمرارا لبرنامجه الإنتخابي الذي بدأ منذ خمسة أعوام وحقق خلاله الكثير..!، في الوقت نفسه طالب نواب حزبة تحت قبة البرلمان بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وفي نفس الوقت أيضا قامت قوات الشرطة بتكسير عظام المتظاهرين جوعا في شوارع المحروسة..!!.

على مدار تسعة وعشرون عاما والرئيس مبارك يخطب في المواطنين بمناسبة أو بدون مناسبة، وخلال كل خطاب يبعثر الوعود على الطامحين في لقمة عيش بلا مهانة، وعود ووعود ووعود ولا ينفذ منها إلا القليل، وربما لا ينفذ منها شيئ.

في بادئ الأمر كان البسطاء يصدقون وعود الرئيس وحكومتة، وعام وراء الآخر فطن الغلابة لطبيعة خطاب الرئيس، وجربوا وعوده، فبات الخطاب بالنسبة للمواطن مجرد إطلاله يجبر عليها الرئيس إثباتا لوجوده فقط، دون تقديم أي حلول، أو حتى بذل القليل من الجهد لإظهار النية الصادقة في تنفيذ الوعود الوردية.

وبعد ثلاثة عقود كاملة من تلقي الوعود بلا جديد، أصبح المواطن لا يصدق الرئيس، بل وصل المواطن إلى هذه الحالة من عدم التصديق قبل أن يمر العقد الأول من عهده، لكن الرئيس لم يصل إليه من خلال شلة المحيطين به – بطانة السوء- أن المواطن أصبح لا يصدقه، فينصحوه ان يريح نفسه، وأن يوفر وعوده التي لن تقدر حكوماته الهشه المتتالية على تنفيذها، فيصبح في نظر المواطنين "رئيس لا ينفذ وعوده" وهذه في حد ذاتها كارثة لو يدركها الرئيس..!.