أوسلو في 28 مارس 2009
المتابع لفكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لا يخطيء رؤية المشهد التفصيلي لمحاولة الاصلاح وتحقيق توازنات في المجتمع السعودي تتنساب طرديا مع التطور الذي يحاول ابعاد سطوة المؤسسة الدينية على صناعة القرار ليصبح بأيدي أبناء المؤسس الأكبر.
ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز في مرحلة حرجة، والأعمار بيد الله، لكن المرض وتقدم العمر يعطيان كل الاشارات الواضحة على أن الرجل الذي يجمع أكثر السعوديين على محبته هو في العد التنازلي قبل وداع الدنيا ولقاء الله عز وجل.
في السعودية لا يطرح كثيرون الأسئلة التي تدور بين الجدران الأربعة، ويفضل السعوديون الصمت على أن تغضب منهم السلطة.
تعيين الأمير نايف بن عبد العزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء سيساهم كثيرا في حل مشكلة الأمن، وهو رجل ذكي ومحنك وله خبرة في بسط السيطرة الأمنية على ربوع المملكة، لكن تظل مشكلة ثنائية العرش بين آل سعود والمؤسسة الدينية قائمة، ويظل المطاوعة كشرطة دينية أكثر قوة من رجال وزارة الداخلية، ومن يمسك المصحف ويرفعه يضع الوطن كله تحت جناحيه.
حتى عندما تجرأ كاتب وأديب ووجه كلمة شكر للأديبة حليمة مظفر تم اصطحابه فورا إلى رئاسة الهيئة، فكيف يرتكب جريمة توجيه كلمة شكر لامرأة كتبت له اهداء في مقدمة كتابها.
كيف يفكر القائد؟
أغلب الظن أن الأمير سلمان بن عبد العزيز سيصبح ولياً للعهد بعد وفاة الأمير سلطان، وربما يتم تعيين الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع والطيران والمفتش العام لتحقيق توازن سعى إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله.
تعيين الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد سيقابله السعوديون بفرح شديد، فهو الرجل الذي سيتمكن من تحقيق التوازن بين آل سعود و .. المؤسسة الدينية، فإذا رحل الملك عبد الله بن عبد العزيز وأصبح الأمير سلمان ملكاً فإنه قادر على تكملة المسيرة، وعلى اطلاق ثورة الاصلاحات، فضلا عن أنه الأمير الأكثر شعبية في كل الأوساط، خاصة بين المثقفين والإعلاميين والأكاديميين والمفكرين.
متابعة دقيقة وموضوعية وشفافة لفكر خادم الحرمين الشريفين ستؤدي حتما إلى الاستنتاج المرادف لشبه اليقين أن الأمير سلمان سيصبح ولياً للعهد والرجل الثاني بعد الملك، وخادم الحرمين الشريفين القادم، أطال الله في عمر الملك عبد الله بن عبد العزيز.
ليس من المعقول أن يتم التعامل الداخلي مع الدولة على أنها مملكة الصمت، وينتظر السعوديون أخبارهم من الخارج، ويتابعون محلياتهم من الاذاعات العالمية والنت.
سيحزننا فراق الأمير سلطان بن عبد العزيز، وسيسعدنا أن يختار خادم الحرمين الشريفين ولي عهده الأمير سلمان بن عبد العزيز فهو الأكثر قدرة على إدارة دفة الحكم في الوقت الحالي، والرجل الذي سيجمع السعوديون عليه إن أراد الله وأصبح ملكاً و .. خادما للحرمين الشريفين ولشعبنا السعودي الكريم.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو النرويج
التعليقات (0)