مواضيع اليوم

هل يشارك مشعل في القمة العربية؟

حسام الدجني

2010-03-09 07:09:10

0

 

هل يشارك مشعل في القمة العربية؟
بقلم/ حسام الدجني
أعلن أكثر من قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بأن الحركة لم تتلق حتى اللحظة أي دعوة رسمية من الجماهيرية الليبية لحضور القمة العربية.

وكذلك أعلن مصدر مقرب من الرئاسة الفلسطينية، أن الرئيس محمود عباس اشترط مشاركته في القمة العربية باعتذار من الرئيس الليبي معمر القذافي، على خلفية عدم استقبال القذافي لعباس أثناء زيارته الأخيرة الى ليبيا ، فضلاً عن اشتراطه عدم مشاركة خالد مشعل في أعمال القمة.

تنعقد القمة العربية في ليبيا في بيئة سياسية تلامس الانقسام العربي، حيث انقسم العرب إلى محورين، وكل محور يعمل جاهداً على إفشال المحور الآخر الذي يستضيف أعمال القمم العربية،حتى أنها أصبحت سمة من سمات القمم العربية.

وقد تتوقف دعوة خالد مشعل ومعه قادة فصائل المقاومة الفلسطينية على مجموعة من المحددات والتي قد تدفع الرئيس الليبي معمر القذافي لاتخاذ قرار مشاركة فصائل المقاومة من عدمه.

ومن هذه المحددات:

1. المحدد الليبي:
قد يكون المزاج العام في ليبيا على المستوى الشعبي والرسمي مع مشاركة فصائل المقاومة الفلسطينة وعلى رأسها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، كون النظام السياسي في ليبيا يستند على الشرعية الثورية، حيث رسخت ثقافة الثورة التي قادها القذافي، حب وتقدير ودعم الليبيين للمقاومة، وإلى حركات التحرر الوطني في مشارق البلاد ومغاربها.

2. المحدد الإقليمي:
تأتي قمة ليبيا في بيئة سياسية عربية وإقليمية بالغة التعقيد، حيث تأتي بعد قرار لجنة متابعة المبادرة العربية بإجراء مفاوضات غير مباشرة مع (إسرائيل) لمدة أربعة شهور، وتحفظ سوريا على القرار.

حيث يشكل هذا القرار سحب البساط من تحت القمة العربية في قضية تعتبر من أهم القضايا، وهي قضية فلسطين ومقدسات فلسطين التي تشهد تهويداً غير مسبوق في تاريخ القضية الفلسطينية.

وتأتي القمة بعد محاولة ليبيا لعب دور في المصالحة الفلسطينية، ورفض مصر لهذا التدخل كونها الراعي الحصري للمصالحة الفلسطينية، وانسجام عباس مع موقف مصر.

أيضاً تأتي القمة العربية في ليبيا بعد وقت قصير من قمة دمشق، والتي جمعت قادة محور الممانعة، وما تحمله القمة من إرهاصات حرب فاصلة سيكون لتداعياتها الأثر الكبير على العديد من الأنظمة العربية، لذلك اتخذت دول (محور الاعتدال) خطوات تنسيقية بينهم لمواجهة التحديات التي قد تواجههم في حال قامت حرب إقليمية في المنطقة.

خلاصة ما سبق، سينقسم المحدد الإقليمي بما ينسجم مع طبيعة كل محور في المنطقة، حيث سيرفض محور الاعتدال مشاركة مشعل في القمة العربية إذا لم توقع حماس على ورقة المصالحة المصرية في القاهرة قبل القمة، وهذا أمر يحتاج إلى جهد مشترك بين جميع الأطراف ذات الصلة، وقد يهدد بعض زعماء هذا المحور بعدم الحضور، وهذا سيضغط على ليبيا، وسيزيد من الشرخ والانقسام العربي.

2. المحدد الدولي:
المجتمع الدولي يصنف حماس كحركة (إرهابية)، لذلك هو لا يرغب بمنحها شرعية عربية، ويرغب في زيادة الضغط على الحركة الاسلامية لحثها على القبول بشروط الرباعية الدولية.

ومن جانب آخر، قد يستغل المجتمع الدولي هذه القضية للضغط على دول محور الاعتدال من أجل تفريغ القمة من محتواها السياسي، وتمثيلها الدبلوماسي، وبيانها الختامي، وذلك كرد أولي من المجتمع الدولي على إعلان الرئيس الليبي الجهاد ضد سويسرا لحظرها بناء المآذن، كما أعلن القذافي في خطابه الشهير.

أعتقد أن القمة العربية المزمع عقدها هذا الشهر في الجماهيرية الليبية ستواجه تحديات كبيرة، وستصطدم بعقبات، ولكن طبيعة النظام الليبي هو نظام ثوري عنيد، لذلك على الرغم من هذه التحديات أعتقد أن الزعيم الليبي ، قد يقرر دعوة مشعل الى القمة العربية، لأن ذلك سيدعم شعبيته(القذافي) على الصعيد المحلي، لأن المقاومة الفلسطينية ونخبها السياسية لها وزنهم في قلوب الأمة العربية والاسلامية، والشعب الليبي على وجه الخصوص.

حسام الدجني
كاتب وباحث فلسطيني
Hossam5555@hotmail.com

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات