هل يشارك الإرهاب فى صياغة مستقبل العالم ؟ !

تدور الآن فى منطقتنا حرب عجيبة غير واضحة المصير مما يندر  مثيله فى كل ما خاضته البشرية من حروب , فلأول مرة تجتمع القوى الرئيسة فى العالم لتشن حربا على بعض العصابات التى لا تملك سوى بعض الأسلحة الخفيفة البدائية ولكنها مع ذلك تحتوى ضربات أشد الأسلحة فتكا وأكثرها تطورا وتبطل تأثيرها , وأغرب ما فى هذه الحرب أن أحدا لا يعرف مصيرها , وأن القوى العالمية لم تحدد مؤشرات تدل على موعد نهايتها أو الطرف المنتصر فيها  وهذا أمر فى غاية الغرابة يبرر  قناعة البعض بأن هناك مؤامرة كونية ضد أمن الإنسان وسلامة وجوده . وأرى أنه على فرض  انتصار القوات العالمية ضد تنظيم داعش فإن هذا الانتصار لن يحسم المعركة  بل سيظل هذا التنظيم قادرا على بدء معارك جديدة والقيام بجولات متوالية وتأجيج الصراع فى بعض المناطق البعيدة بما فى ذلك اوربا إلى أن يتم إشراكه فى فى مفاوضات تستهدف وقف نزيف الدم فى المنطقة وعدم امتداده إلى مناطق أخرى فى العالم .  نعم أنا واثق أن الإرهاب بممارساته وفكره سيكون شريكا فى صياغة مستقبل البشرية وتحديد هويتها الثقافية  بعد أن صمدت فصائله  فى حرب طويلة ضد أعتى تقنيات الأسلحة الحديثة وبسبب هذا الارتباك الدولى وخاصة من قبل الدول الغربية التى لم تحسن التعامل مع ظاهرة الإسلام الراديكالى منذ البداية !