مواضيع اليوم

هل يسير القذافي على خطى غباغبو؟.

محمد مغوتي

2011-04-12 11:48:12

0

    بعد أكثر من خمسة أشهر من التعنت و التنكر للشرعية، سقط الرئيس الإيفواري السابق لوران غباغبو في أيدي القوات الموالية للرئيس المنتخب " الحسن وترا " بمساعدة من القوات الفرنسية و الأممية العاملة هناك. و إذا كان سقوط غباغبو يمثل بداية لأمل جديد في هذا البلد الإفريقي الذي أنهكته الصراعات العرقية، فإن نهاية الديكتاتور الإيفواري يجب أن تكون درسا لكل متجبر متشبث بالكرسي ضدا على إرادة شعبه. و في هذا الصدد يفرض القذافي نفسه كواحد من أكثر المعنيين بدرس " غباغبو ".
    بين القذافي و غباغبو قواسم مشتركة كثيرة بالرغم من اختلاف السياقين اللذين يؤطران الأحداث الجارية في البلدين معا. فغباغبو فقد شرعيته عبر صناديق الإقتراع التي عبر من خلالها الشعب عن رغبته في التغيير. و لأن مفهوم الإنتخابات الرئاسية ليس واردا في القاموس السياسي الليبي ( و العربي عموما)، فإن القذافي لم يفقد شرعيته عبر العملية الإنتخابية، بل عبر استفتاء عفوي فرضه الشعب و خرج إلى الشارع أسوة بما فعله قبله الشعبان التونسي و المصري. و هكذا سقطت شرعية نظام العقيد الليبي استنادا إلى هذا الرفض الجماهيري الذي أنتج الثورة الليبية... و عندما لا يكون الرئيس مرحبا به من طرف شعبه، فإن الحكمة تقتضي أن يعلن الرحيل من أجل المصلحة العليا للبلد. لكن غباغبو و القذافي فضلا معا مصالحهما الشخصية و العائلية، و ضربا عرض الحائط إرادة الملايين من أبناء شعبيهما. و هذا قاسم مشترك آخر بينهما جعلهما يستخدمان نفس الأساليب القمعية من أجل فرض الأمر الواقع و البقاء في الحكم، بالرغم من كل النداءات و المطالب الدولية التي أجمعت على ضرورة رحيلهما. و هما بتعنتهما و ممارساتهما الوحشية يشتركان في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية ينبغي محاكمتهما بسببها.
    هذا التشابه إلى حد التماهي بين القذافي و غباغبو فرض على المنتظم الدولي التدخل بطريقة أو بأخرى في البلدين تحت يافطة حماية المدنيين حينا و فرض الشرعية حينا آخر. و بغض النظر عن طبيعة التدخل العسكري و خلفياته في ليبيا و ساحل العاج، فإن الرئيسين المغضوب عليهما هنا و هناك ساهما إلى حد بعيد في تحويل البلدين إلى مسرح للحرب. لكن نهاية غباغبو و تولي"الحسن وترا " مقاليد السلطة في ساحل العاج تعد بداية النهاية لأزمة سياسية جرت البلد إلى ما يشبه حربا أهلية مازال شبحها يطل برأسه؛ بالنظر إلى طبيعة الثقافة القبلية و العرقية التي تؤجج الصراع و الإنتقام... و تلك هي الحرب التي يريدها القذافي في ليبيا، حينما خير شعبه في كثير من خطبه " المهلوسة " بين بقائه في السلطة و بين الفتنة و تقسيم ليبيا. لذلك فإن ما ينتظره الليبيون و معهم كل أحرار العالم في هذه المرحلة هو أن يلقى ديكتاتور ليبيا نفس المصير الذي آل إليه غباغبو. و تلك هي مسؤولية قوات التحالف التي و إن أضعفت قدرات كتائب القذافي، فإنها لم تحقق طموح الشعب الليبي التواق للحرية و الإنعتاق من نظام جثم على أنفاسه طيلة 42 سنة. و هذا يعني أن رحيل القذافي لن يتم عبر فرض حصار جوي كما يحدث الآن، بل من خلال عملية عسكرية تحسم الأمر نهائيا، وتعمل على الوصول إليه و تقديمه للعدالة، حتى يكون بدوره عبرة لكل الذين لم يتعلموا بعد أن لا صوت يعلو على صوت الشعوب.
    إن القذافي لن يتعلم درس غباغبو، و هو في غمرة جنون العظمة الذي يعتريه، يعتقد أنه مختلف عن كل الآخرين من الحكام. لذلك فإنه بحاجة إلى من يفرض عليه تعلم هذا الدرس. و الكرة الآن في ملعب قوات التحالف التي بإمكانها إسدال الستار على مسرحية العقيد، و بعد ذلك يتفرغ الشعب لأمره.
            محمد مغوتي.12/04/2011.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !