أقرأ في حديث وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز اليوسف لصحيفة عكاظ المنشور اليوم نبرة الواثق من عدم إثبات التقصير حيث يقول : سأستقيل لو ثبت تقصيري ! واعتقد أن سعادة الوكيل نسي أن مجرد ثبوت حالات التعنيف والتعذيب لبعض نزلاء دور وزارة الشئون الاجتماعية من قبل القائمين على خدمتهم إثبات قطعي لتقصير رؤسائهم ورؤساء رؤسائهم إلى رأس هرم الوزارة ، ليس هذا فحسب بل هناك من يشتم رائحة أخرى في شروطكم التعجيزية لصرف سيارات المعاقين لتقليل العدد وذلك بخلاف ما أمر به الملك حفظه الله (سيارة لكل معاق سعودي) !! فالتقصير ثابت يا سعادة الوكيل - كما تنشر وسائل الإعلام التي لم تعودكم أو قل فاجأتكم بما لم يكن في حسبانكم بعد أن كانت وما تزال تدللكم - (والمفروض) ألا تستقيل وحدك بل معك الوزير ووكلاء الوزارة ! ولكن يا سعادة الوكيل من الصعب أن يطالب أحد بتطبيق ثقافة بنيت على أن كل شيء ممكن الحدوث للمستفيد من الخدمة العامة ، أما المسؤول عن تنفيذها والقيام عليها فهو محاط بحصانة ينسجها النظام ويصبغها الإطراء والتبجيل لتجميل المسؤول وجهازه في نظر الآخرين ٠ أما وقد رسخت هذه الثقافة في وعي المجتمع كله حتى المتضررين من لا مبالاة هذا المسؤول أو ذاك ومن تقصيره وإهماله والأنكأ من ذلك نظرته لمن أبتلاهم الله بالجوء لخدمات وزارته كالنظر لأرذل الحيوانات فأن من الصعب أن يطالب مسؤولا في هذه الثقافة الراسخة بالإستقالة حتى يتم تغييرها لتحل محلها ثقافة تجعل من تعامل المسؤول مع المواطن على أساس أن أن المواطن إنسان ومواطن من الدرجة الأولى له حقوق وعليه واجبات ! عندها سيتعامل المواطن مع المسؤول أيا كان موقعه بكل أحترام وتقدير حقيقين لا نفاقا أو مداراة أو مجاملة ولكن حينما يرى منه إنحراف ثابت يسقطه من على كرسيه لأنه وبكل بساطة هو من أوصله بشكل من الأشكال إلى ذلك هذا الكرسي أو ذاك ٠
تركي سليم الأكلبي
http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20120602/Con20120602507537.htm
التعليقات (0)