كان هذا المساء مختلفا جدا و مفاجئا جدا و مكتنزا بالوجدانيات ، سهمت عينيّا باتجاه روحه الرقيقة و العذبة عذوبة أنهار الجنة ، الذّهول ...عشقا طريق أو فرصة نادرة لإجهاض النّجوم النّائمة و الصّبح المزيّف. أخذت مكاني بجانبك لم يكن يفصلني عنك سوى أنت ، كانت روحك الربيعيّة الخلاّبة منهمكة في مطاردة الفراشات الملوّنة بأريج المساء . امتدّت يدايا تقشّران برتقالة الليل بعناية كبيرة خشية أن تندلق أنوارها السّاطعة على لحاف السّماء الأرجوانيّ فتكشف عن سرّ شيء ما ،كم نسيء فهمك أيها القلب العنيد المستبد حين نتجاهل حقيقتك المتناقضة ، فكيف لك أن تكون مأوى الله و مملكته المقدّسة و جنّته المفضّلة و في ذات الوقت صليبا قائظا من الآلام يعجّ بأحزان الحبّ...كم هي مرهقة و باغية تلك الفراسخ المصطنعة وهي تحيك مؤامرات الفراق...صعب ...كلّ العواطف المغرّدة في نشوة غامضة مسافرة كلمح برق يقسم السماء نصفين تائهين من الألوان، الهجرة وطن و الرّحيل مستقرّ فهل علينا أن ننتظر عمر نوح كي ندرك بحدسنا البشري الضّعيف أن المسافات البعيدة لعنة و سخرية قدر؟
التعليقات (0)