ماحققه الثوار على أرض الواقع و ميدانيا إنما هي إنجازات ضعيفة قد تتهاوى مع أي تقدم لكتائب القذافي و في غياب أي إسناد جوي للثوار من طرف التحالف الدولي، هذا ما أشارت إليه قيادة الأركان الأمريكية، قبيل مؤتمر لندن القذافي يريد أن يقول أنه مازال يشكل طرف تهديد لا يمكن تجاوزه.
هجوم الكتائب على مصراتة و تقدمها نحو بن جواد، قد يرافقه في الخفاء طرح القذافي لأجندة تسوية مع الغرب، أمر التسوية بات معروفا بعد أن تحدثت عنه هيلاري، وزير الخارجية الليبي مازال في تونس، بالعودة إلى الثوار و علاقتهم بالتحالف الدولي، الذي و في رسالته الأخيرة يظهر و كأنه يريد القول بأن ما يحققه الثوار رهين بما نقدمه نحن من ضربات محورية، و بالتالي فإن مكاسب المجلس الإنتقالي و المعارضة ميدانيا هي بيد التحالف، فهل يجعل هذا الأخير يلعب بهذه الورقة للضغط على الثوار في أي تسوية قادمة قد تبقي على نظام القذافي أو ابنه بشروط أقرب إلى تقاسم السلطة؟
ما يلاحظ في إجتماع لندن اللافت، هو أن التحالف الدولي إنتقل من دور حفظ المدنيين، إلى البحث عن حل سياسي للأزمة، و بالتالي هنا انتقل الغرب إلى الندخل سياسيا في الشأن الليبي المحلي، مع أن دول الغرب المشاركة أكدت في بادئ الأمر أن الصراع حول الحكم صراع دلخلي و أنها ليست بصدد تغيير النطام بالقوة، لكن لا ننسى أنها مع هذا تكرر أنها ساسلعد على إسقاط القذافي، الذي أصبح بنظر أوباما مثلا يمثل تهديدا لابد أن يزول، أوباما كان صريحا في خطابه حين قال إن تدخل أمريكا كان لحماية بنغازي و لمصالح استراتيجية، لا أحد ينكر ذلك، لكن هل ستجعل المصالح الاستراتيجية الغرب لكي يكون طرفا في إجهاض الثورة و الإنتقال بها إلى حالة الحرب الأهلية التي يجب وضع حل سياسي لها على إتفاق بين طرفين متصارعين؟
التعليقات (0)