هل تسير انتفاضة الشباب المصري نحو النهاية؟ كل الدلائل باتت تؤكد أن هذه الثورة العظيمة مآلها إلى الفشل . وأن النظام المصري المتعفن أصبح قادرا على تجاوز أزمته. . واستعادة الإمساك بزمام الأمور.
لقد كادت ثورة الشباب المصري أن تحقق أهدافها قبل أيام قليلة . استطاعت أن تزلزل أعمدة النظام. ولكنها مع الأسف لم تنجح في تحيق النصر في الوقت المناسب . وذلك يعود إلى عدة عوامل نذكر منها:
افتقار حشود الشباب إلى منظرين في مستوى الحدث . لذلك دخلت الحشود الثائرة في نوع من الارتجال لم يمكنها من مواجهة نظام اكتسب خبرة كبيرة في قمع تحركات الشارع وفي تحدي حقوق الإنسان .
غياب قوى معارضة حقيقية ومنظمة . فالمعارضة المصرية وفي مقدمتها الأحزاب تفتقر إلى منهج وخطة عمل ولا تملك مشروعا ثوريا أو حتى إصلاحيا.
عجز الحركة الوطنية في مصر عن انجاب شخصية قوية يلتف حولها الناس وتقود الجميع نحو الثورة العارمة التي لا تبقي للنظام المتعفن من باقية. فهل يمكن أن نتحدث الآن عن شبيه بالزعماء المصريين التاريخيين أمثال سعد زغلول وغيره؟
لم تستطع حركة الإخوان المسلمين أن تحقق حولها نوعا من الإجماع الوطني رغم أنها التيار الأكثر حضورا في الساحة المصرية على مستوى المعارضة الطويلة للنظام وعلى مستوى ما قدمت من تضحيات وما تعرضت له طوال عقود من تضييق واعتقالات ومحاكمات. كما أن قيادات الجماعة لا تتمتع بأي بريق على غرار ما تمتع به زعيمها الأول الشهيد حسن البنا.
مراهنة الشباب المصري على تدخل إيجابي للجيش المصري بالانحياز إلى جنب الشباب المحتشد بميدان التحرير. متناسين أن قادة الجيش المصري هم من صنعوا نظام حسني مبارك . ومن هنا فلا يمكن تغيير النظام إلا بتغيير قادة الجيش المتواطئين مع أمريكا واسرائيل.
إن ما يمكن أن نلاحظه جليا في الأحداث الأخيرة هو أن ميدان التحرير تحول إلى قفص واسع تحتجز فيه حشود هائلة من الشعب المصري . لذلك لا يمكن التعويل كثيرا على ميدان التحرير.
يبقى الأمل معقودا على الاحتجاجات والتظاهرات المتواصلة في المدن الأخرى : الاسكندرية والسويس وغيرها من المدن المصرية . شريطة أن تلتف هذه المظاهرات حول شخصية محنكة ذات تجربة وذات رؤية صحيحة لمتطلبات المرحلة.......
التعليقات (0)