هل هو هلال شيعي ام جدار ناري ؟

هل هو هلال شيعي ام جدار ناري ؟
يبدو ان العالم اصبح في القرن الواحد والعشرين يتكون من ثلاث اقطاب هي امريكا ومعها الغرب وايران ومعها بعض الدول التي تدور في فلكها وتنهج نهجها في السياسة الخارجية والتوجه الديني والطرف الثالث هو القاعدة ومن معها من الحركات الدينية الراديكالية التي تؤمن بالعنف طريقا لتحقيق اهدافها , اما العرب فهم خارج المعادلات العالمية فهم دائما على الهامش تحتل بلادهم ويقتل ابنائهم وتستباح حرمات شعوبهم من قبل هذه الاطراف الثلاثة دون ان يحركوا ساكنا كانهم جسم ميت لاحراك ولا روح فيه ولهذا فهم اصبحوا الساحة التي تتصارع فيها هذه الاطراف الثلاثة وتصفي حساباتها على جثث شعوبهم المنكوبة , بل ان ايران التي كان العرب يخشون ان تحيطهم بهلال شيعي قد احاطتهم بجدار ناري يقتلهم كل يوم دون رحمة فالنار اوقدتها ايران في العراق واوقدتها في اليمن واوقدتها قبلا في لبنان وفي فلسطين واوقدتها على حدود السعودية وستوقدها قريبا في الكويت والامارات واوشكت ان توقدها في البحرين اذا هي احاطت العرب بجدار من اللهب والموت والدمار والفتن وليس بهلال شيعي ان تفتيت الدول المحيطة بايران هو قوة لها و وانكفاء هذه الدولة على مشاكلها الداخلية هو ظهور لايران قوة اقليمية كما يحلم ((اياة الله)) فهل يبقى العرب غافلين على كل مايحدث انها كارثة كبيرة اذا ما استمر السكوت طويلا فقد نستيقض يوما لنجد اننا عبيدا (( لاياة الله ))فهل هذا يرضي العربي صاحب النخوة والكرامة والعزة التي كان ينفرد بها عن سائر خلق الله ............

اليمن اصبح بقدرة قادر وبفترة زمنية قصيرة ساحة لصراع جديد بين هذه الاطراف الثلاثة فايران حركت الحوثيين ليشنوا حربا على السلطة في اليمن وفي نفس الوقت تحركت القاعدة لتهاجم المصالح الغربية منطلقة من اليمن فوجدت امريكا فرصتها لتدخل الصراع لتشتعل المعركة على ارض العرب في اليمن الغريب في الامر هو تحرك الجنوبيين الذي جاء متزامنا مع تحركات الحوثيين والقاعدة فمع من ياترى هؤلاء هل هم مع القاعدة ام مع الحوثيين ام هم انتهازيين لايفكرون في وحدة شعبهم وكيان دولتهم فانتهزوا فرصة ضعف الدولة فانقضوا عليها ليفتتوها , ان من اكثر الجرائم التي يمكن ان يقترفها هؤلاء هي تفتيت دولتهم وكيانها لخدمة مصالحهم الشخصية او مصالح من دفعهم للتحرك الان و لااستبعد ان يكون من دفعهم لذلك ايران وليس غيرها , فعلى الجنوبيين وعلى كل اليمنيين ان يعلموا ان الدولة هي التي تحفظ المجتمع اي كيان الدولة هو الذي يحمي كيان المجتمع ولهذا فعلى اليمنيين حتى لو كانوا يعادون القيادة اليمنية ولايرضون على نهجها في الحكم عليهم ان لا يقتربوا من الدولة ولا يحاولوا ان يمسوا التراث الذي يحمي وحدة المجتمع اليمني فانه لاوحدة لمجتمع دون وجود دولة واحدة قوية تحافظ على المجتمع , على الجنوبيين وعلى اعضاء القاعدة في اليمن ان يختاروا بين ان يكونوا مع شعبهم ومع تاريخهم ومع دولتهم او يكونوا جزء من مؤامرة الفرس والامريكان على العرب وارضهم ومقدساتهم , الخيار لهم لكن التاريخ لن يرحم من يخطيء في خياراته .........

السؤال المهم والخطير الذي على العرب ان يفكروا في جوابه هل اليمن هو هدف امريكي جديد ليتحول الى قاعدة عسكرية لمواجهة الخطر الايراني في بحر العرب وعندها عليهم ان يقفوا مع الامريكان ليوقفوا زحف الفرس على سواحلهم وارضهم , ام الهدف هو تحويل اليمن الى قاعدة عسكرية امريكية لتتحول المهمات العسكرية الامريكية في سواحل الصومال لمواجهة القرصنة الى احتلال فعلي لهذه المنطقة تكون اليمن القاعدة الاساسية فيه وعندها على العرب ان يفكروا في حكم التاريخ قبل ان يقفوا مع امريكا في هذا ....... نتمنى ان يكون العرب على قدر المسؤولية التي حملها لهم اجدادهم اللذين سادوا العالم وعلموا الامم معنى الحياة والانسانية والعلم ويكونوا خلفا صالحا لسلف صالح لكي لايضيعوا في متاهات السياسة العالمية الجديدة التي لاترحم ولا تحترم الا الاقوياء ........