هل هنالك مدينة فاضلة ؟
لعل الغالبية منا يعرف بالتأكيد المدينة الأفلاطونية أو ما يسمى بالمدينة الفاضلة
فهل فعلا من الممكن أن نحصل على مدينة فاضلة ؟
كتب الفيلسوف العربي أبو نصر الفارابي كتاب سماه ( آراء أهل المدينة الفاضلة )
وقد وضع لهذه المدينة الفاضلة المزعومة عدة نقاط مثالية ورائعة جدا ولخصها في عدة بنود إذا لم تنطبق هذه الشروط على حاكم مدينته الفاضلة فهي في نظره ابعد ما تكون فاضلة بل قال ستؤول هذه المدينة إلى الهلاك !
وقد ركز الفارابي على الحاكم , من باب انه إذا صلح الراعي صلحت الرعية , أنا طبعا قرأت شروط الفارابي أو بنوده إلا ثنى عشر ولا أود نقلها هنا حتى لا يطول الموضوع وتأخذ حيزا كبيرا وعلى العموم جميعها رائعة جدا ومذهلة ولكنك تشعر أنها من المستحيل أن تنطبق هذه الشروط على حاكم بعينه ومن فصيلة البشر !
وهنا تقع إلاشكالية عندما نحاول أن نضع بنود تنظيرية مستحيلة التطبيق
فأن هذه البنود على جمالها تظل عقيمة وغير مفيدة , لسبب بسيط هو اننا لانستطيع تطبيقها , طبعا كما هو معروف ان التنظير من أسهل الامور التي ممكن للانسان ان يدلي بدلوه فيها ولكن يظل التطبيق صعب جدا لاننا اختصرنا اشكالياتنا الحياتيه في عدة بنود متى ما طبقناها تنتهي كل الاشكاليات , لكننا أغفلنا الطبيعة البشرية التي لانستطيع تغييرها بمجرد وضع عدد من البنود او الشروط المبالغة في المثالية!
لعلي هنا استشهد بقصة ( من يعلق الجرس ) والتي تقال احيانا في بعض المواقف , يقال :
أن هنالك مجموعة من الفئران اجتمعوا ليجدوا الحل والطريقة المناسبة لاتقاء شر القط الذي يتربص بهم دائما , فأقترح فأر منظر او فيلسوف فكرة رائعة جدا جدا وتكفيهم شر مخاطر القط ؟
قال الفأر نعلق جرس في رقبة القط فيصبح لنا هذا الجرس انذار بالخطر
هل هنالك شك بانه اقتراح رائع وفعال متى ماتم تطبيقه ؟
لكن بقية مشكلة كبيرة جدا وهي من يستطيع من الفأر ان يذهب للقط ويعلق الجرس على رقبته دون ان يكون ضحية ووجبة شهية للقط هنا برزت مشكلة ( من يعلق الجرس ؟ )
فهذه القصة تريد ان تذكرنا , أننا عندما نقترح حلول رائعة وفعالة تنظيرا ومستحيلة تطبيقا فأننا لاريب لسنا ببعيد عن قصة من يعلق الجرس ؟
تحيااااتي
ابوزياد
التعليقات (0)