هل هناك من يعتقد ويؤمن بقيام دولة فلسطينية بجانب دولة اسرائيل !
ألمقدمة
تم قبول اسرائيل في الامم المتحدة عام 1949 تحت قرار 273 بعد ان قبلت الشروط الكاملة الواردة في ميثاق الامم المتحدة وتطبيقها ومن بينها واهمها قرار تقسيم فلسطين الذي اقرته الجمعية عام 1947 وقرار حق العودة عام 1948 اي عودة الفلسطينيين الى ديارهم . بينما قبلت فلسطين عام 2012 كعضو مراقب اي ليس لها حق التصويت والنقاش واعطاء الحلول . اسرائيل استخدمت التكتيك المنطقي العقلاني مع دول العالم ليتم قبولها كعضو كامل الحقوق في الامم المتحدة لتعترف بها غالبية دول العالم وتصبح دولة مستقلة لها سيادة وامن قومي تدافع عنه , بينما الفلسطينيون رفضوا منذ البداية جميع القرارات ورفعوا شعار البندقية والسلاح والقتل والاغتيالات وخطف الطائرات والتفجيرات وغيرها من العمليات التي ادت الى ضياع الهدف الرئيسي وهو قيام الدولة الفلسطينية بحدود 1948 وهو قرار التقسيم , هذه التصرفات الغير مدروسة والمبرمجة على طريقة اللعصابات والمافيات التي لا يستخدم فيها العقل والفكر والتامل ولو لساعات , في النهاية ادت الى الفشل الذريع دون تحقيق اي هدف من الاهداف المرسومة في عقول حاملي السلاح باسم المقاومة الارهابية , بينما النضال السلمي هو الطريق المشروع والصحيح وبعيدا عن العنف والاجرام هو القادر فقط على ايصال الشعوب في نضالها الى اهدافها , غاندي ومارتن لوثر وغيرهم خير دليل على تلك التجارب .
لا يلام الشعب الفلسطيني كله بل الذين ورطوا الشعب ونصبوا انفسهم كقادة للمنظمات الفلسطينية اليسارية والراديكالية والدينية التي ادت الى اسلمة القضية الفلسطينة , هؤلاء القادة ادخلوا القضية الفلسطينية في كهف ونفق مظلم اسود عندما اوكلوا قضيتهم الى رؤساء وحكام وملوك وشيوخ الدجل الاسلامي من الشيعة والسنة , من هنا بدات الكارثة وضياع الهدف الاستراتيجي وهو قيام وانشاء دولة للفلسطينيين , من منا لا يعرف بان القضية الفلسطينية دخلت سوق المزايدات والتجارة في جميع الدول العربية وصولا الى بعض الدول الاسلامية التي دخلت على الخط الايديولوجي الديني لامة شعارها انصر اخاك ظالما او مظلوما , وفي مقدمة هذه الدول تركيا وايران وبعض الانظمة العربية التي تدعي بان اجدادها تنحدر من سلالة رسول الاسلام كالمغرب والسعودية والاردن وصاروا اولياء على فلسطين وشعبها ومستقبلها حفاظا على القبلة الثانية المسجد الاقصى , ولهذا تاجروا بالقضية الفلسطينية واصبحت قضية دينية وعربية واسلامية , يا أمة ضحكت من جهلها الأمم ,
اشكاليات ودجل الانظمة العربية والاسلامية
من اضر وخان ودمر القضية الفلسطينية هم العرب اولا , جميع الانظمة العربية دون استثناء استخدمت القضية مع شعوبها خاصة للهيمنة والسيطرة وتكريس النظام المنزل والوحيد والمنقذ تحت غطاء الشعارات والعناوين المزيفة والكاذبة / لا صوت يعلو فوق صوت البندقية / والتخويف من الاستعمار والامبريالية والمؤامرات والجاسوسية والخيانة والعمالة وغيرها , بينما هؤلاء الحكام هم اسوأ حكام العالم بصفاتهم المعروفة في الدكتاتورية والحكم الاحادي الفردي والقتل وانظمة المخابرات والامن الخاص والسجون والمعتقلات والقتل والاغتيالات وسرقة المال العام , الانظمة العربية والاسلامية يبيعون هذه الشعارات لشعوبهم بينما هم كانوا يبنون افضل واحسن العلاقات مع اسرائيل علنا وسرا وينفذون ما يطلب منهم من جرائم ضد الفلسطينيين وفي عقر دار مخيماتهم . غالبية الدول العربية شاركت في المجازر واهمها كان النظام السوري نظام التصدي والمقاومة والممانعة / ولا ننسى مجازر ايلول في الاردن ومقتل عشرات الالوف من الفلسطينيين .
من كان يمول قادة واعضاء بعض المنظمات الفلسطينية بالمال والسلاح ! اليسوا حكام العرب والمسلمين ? هل كان ذلك حبا بفلسطين وشعبها ? , لا بل كان لهدف واحد لاغيره وهو / ديمومة وبقاء هذه الانظمة في الحكم على حساب ومستقبل قضية فلسطين , شوهوها اضروا بسمعتها الى ان اصبح العالم ومعهم بعض الشعوب العربية يكرهون سماع اخبار فلسطين , حتى الارهاب والعمليات الاجرامية كانت بسبب تشجيع وتمويل ومساعدة الانظمة العربية والاسلامية , خطف الطائرات ونسف المطارات والسفارات والاغتيالات واتخاذ مواقف متشددة جميعها كانت باوامر من الانظمة العربية والاسلامية ومخابراتها , هذه العمليات شوهت القضية الفلسطينة اكثر مما نفعتها .
الانظمة العربية والاسلامية اوهموا قادة المنظمات الفلسطينية والشعب الفلسطيني المتحمس لقيام دولته بان لا حل في فلسطين دون محو اسرائيل ورميها في البحر , وهم يعرفون جيدا ان هذا الحل غير ممكن وخيالي والعالم لا يسمح به مطلقا وابدا وسيتم محوهم هم من الوجود اذا حلت كارثة تضر باسرائيل ومصالح الغرب في المنطقة , بينما قرانا في التاريخ بان اول مفاوضات ومنها وقف اطلاق النار مع اسرائيل بدات عام 1949 مع العرب في جزيرة رودس وبرعاية الامم المتحدة , حتى في المفاوضات مع اسرائيل لم يفاوضوا العرب كفريق واحد بل كل دولة ونظام لوحده كان يفاوض اسرائيل , وهذه هي طبيعة العرب والغباء المشترك بينهم لان شعار العرب هو / اتفقوا على ان لا يتفقوا / وهذا ما تتمناه اسرائيل , راينا اسرائيل تفاوضت مع الاردن كطرف ولبنان كطرف ومصر كطرف وسوريا ايضا , اضافة الى تفاوضها مع الدول العربية والاسلامية بنفس الطريقة لاقامة علاقات دبلوماسية او تجارية او تعاون امني واستخباراتي ومخابراتي او السلام الابراهيمي في هذه الايام , لهذه الاسباب استبعدت او لم تقبل التفاوض مع الفلسطينيين لانها عرفت ان من يقرر مصيرهم هذه الانظمة والدول وليس شرذمة قادة بعض المنظمات الفلسطينية الارهابية التي كانت منشغلة في تشويه السمعة وضياع الهدف الرئيسي وملئ الجيوب باموال النفط المسروقة من الشعوب .
العرب اعترفوا باسرائيل وهو ما يعرف بالخط الاخضر , مصر كانت اول دولة عقدت هدنة مع اسرائيل عام 1949 والنقب جزء من اسرائيل , واوجدوا منطقة منزوعة السلاح , وتلتها لبنان , والاردن وتنازله عن منطقة وادي عربة والمثلث مقابل ضم الضفة الغربية الى الاردن , وبعد ذلك سوريا في نفس العام 1949 باخلاء الاراضي شرق بحيرة طبريا . ايران كانت اول دولة تعترف باسرائيل عام 1948 في زمن الشاه , وفي زمن خميني والثورة الاسلامية ايضا ساعدت ايران اميركا في دخول افغانستان وفي عام 2003 ساعدت اميركا في دخول العراق , وبعدها تلتها دول اسلامية كثيرة واعترفت باسرائيل كتركيا عام 1948, واليوم نراها بقيادة الاخواني الاسلامي الدكتاتور اردوغان يتاجر بالدماء الفلسطينية والسورية والعراقية اكثر من باقي الدول لغايات واهداف لا مجال ذكرها الان .
منظمة التحرير واسرائيل ولعبة الجري
بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1988 توقع الجميع بان الدولة الفلسطينية على الابواب وما هي الا مسالة وقت قصير ويتم اعلان الدولة , هذه التشكيلة لم تختلف عن المنظمات السابقة منذ عام 1947 الى عام 1988 هي وليدتها ومن ارحامها خرجت , نفس الفكر ونفس القادة ونفس الارتباطات كل منظمة مع دولة ونظام عربي واسلامي , مع الاختلاف البسيط وهو قيام الدولة بالطرق السلمية وتجنب السلاح , هذا الموقف تبنته منظمة واحدة فقط وهي فتح برئاسة الراحل عرفات , الاختلافات والانقسامات كانت واضحة في قرارات ومواقف منظمة التحرير الفلسطينية , لان كل قائد ومسؤول في هذه المنظمات مرتبط باجهزة مخابرات الانظمة العربية والاسلامية ويتلقون الاوامر والتعليمات منها , والا ستقطع كافة المساعدات والاموال والدعم والخ .
لعبة الجري بين منظمة التحرير ومعها الانظمة العربية والاسلامية واسرائيل بدات منذ اعلان قرار مجلس الامن 242 عام 1967 , من هنا اعطت دول العالم التي لديها العضوية الدائمة وبيدها الحل والربط مرونة اي تسويف ومماطلة في ايجاد حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية , هذا القرار نزل على صدر اسرائيل كالثلج وعلى صدور حكام العرب والمسلمين كالماء البارد , لا اسرائيل ولا العرب ولا قادة المنظمات الفلسطينية يريدون ايجاد حل لهذه القضية ! , هذا القرار جاء تحت الفصل السادس وليس السابع , اي هو قرار فاشل يندرج في اطار الاوامر والتوصيات ليس الا , الاطار الثاني الفاشل كان كامب ديفيد 1979 بين السادات واسرائيل واعتراف مصر بدولة اسرائيل , وجاء بعده مؤتمر مدريد 1991 بمشاركة اشخاص من الفلسطينيين تحت امرة الوفد الاردني وادى الى عقد معاهدة سلام بين الاردن واسرائيل عام 1994 , ثم تلتها محادثات اخرى مع المجرم حافظ الاسد ولبنان لكنها توقفت .
لكن تحت الطاولة وفي الغرف والسراديب المغلقة كانت تجري مشاورات ومحادثات سرية بين منظمة التحرير واسرائيل في اوسلو وبرعاية النرويج وسميت اتفاقية اوسلو 1993 ووقع عليها الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين وبحضور الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون , نصت الاتفاقية على انسحاب اسرائيل من الضفة وغزة وقيام سلطة فلسطينية لمراحل مدتها خمس سنوات بناء على القرار 242 وقرار 338 , في هذا الاتفاق لم تكتب فقرة فيه / قيام دولة فلسطينية / ! , عرفت اسرائيل بان هذا القرار سيؤدي الى عملية شرذمة وتمزيق وشرخ في القرار الفلسطيني من قبل بعض المنظمات خاصة الراديكالية الاسلامية واليسارية المعروفة , رفض هذا القرار من قبل اخوان المسلمين – حماس الارهابية – ومعها مجموعات اخرى , تلتها بين حين واخر اتفاقيات فردية كاتفاقية طابا 1995 ووادي ريفر 1998 وشرم الشيخ 1999 وما تم تسميته كامب ديفيد 2000 , كلها فشلت وادت الى قيام انتفاضة شعبية , بعد ذلك تلتها خطط فاشلة اخرى من الانظمة التي اصلا لا تريد حلا لهذه القضية وطبعا تشاركها اسرائيل في هذا التوجه , مثل خطة السلام السعودية 2002 وخارطة الطريق 3003 واتفاقية جنيف 2003 وانا بوليس 2007 ومباحثات 2010 برعاية باراك حسين اوباما , وتفاوضات 2011 و2012 و2013 التي تدخلت فيها الجامعة العربية بان يسمح بتبادل الاراضي بين الفلسطينيين واسرائيل .
اللعبة الامريكية والاوربية ومعها اسرائيل هل هو غباء ام حالة مقصودة ?
اكثر من سبعون عاما مرت على مهزلة وقصة ومسرحية الحل السلمي والقضية الفلسطينية دون ايجاد ولو حل بسيط يقبل به الفلسطينيون , البعض يعتقد بان اميركا هي الدولة الوحيدة القادرة على فرض حل بين الاسرائيليين والفلسطينيين , وهناك من يعتقد ان اوربا هي الاخرى قادرة ايضا اذا ارادت فرض حل بينهما , القسم الاخر يعتقد ان الحل هو فقط بيد اسرائيل دون سواها , لكن نحن نعتقد بان هذه الاطراف مجتمعة ومعها الانظمة العربية والاسلامية لا تريد ايجاد حل وقيام دولة فلسطينية ! , الجانب العربي والاسلامي والفلسطيني قد تم تم شرحه , مرة اخرى نقول وهذا هو اعتقادنا بان اسرائيل هي الوحيدة التي لا تريد اي حل مع الفلسطينيين , اذا اعطت اسرائيل الضوء الاخضر لاميركا او اوربا لقيام دولة ووضع نهاية وخاتمة لهذه المعضلة غدا سينتهي هذا الصراع وتقام الدولة الفلسطينية , هل التغاضي الامريكي والاوربي وعدم ممارسة الضغوطات على اسرائيل وغيرها واصدار قرار يتم تنفيذه بالقوة اي تحت الفصل السابع هو غباء ام حالة مقصودة ! , نعتقد انه غباء وفي نفس الوقت مقصودا باوامر من اسرائيل .
اذن لماذا لا تريد اسرائيل كلما مرت سنوات اكثر على القضية الفلسطينية ان لا تقبل بحلول وسلام او بقيام دولة للفلسطينيين ? , هذا السؤال لا يمكن الجواب عليه بهذه السهولة , هناك عوامل واسباب ومترتبات ونتائج في المستقبل القريب والاستراتيجي تترتب عليه , اضافة الى تاريخ اليهود قبل اكثر من ثلاثة الاف عام الى مجازر هتلر والهولوكوس , يضاف اليها تاريخ العرب قبل 1431 عام ومن الجزيرة العربية ونهاية اليهود والنصارى في تلك الارض على ايدي احفاد عرب اليوم , هذا لا يعني نحن ضد قيام الدولة الفلسطينية .
لا بالعكس نحن مع قيام هذه الدولة اليوم قبل غدا ونباركها ونؤيدها وندعمها , هنا نحلل وندرس الحالات والاخطاء للطرف الاسرائيلي والعربي والاسلامي والامريكي والاوربي والفلسطيني على حد سواء ونعطي لكل حق حقه , منذ ان كنا صغارا قلنا لا يمكن بالقوة والعنف والارهاب والقتل ان تحقق الهدف المرجو , يجوز او قد يتحقق هذا في بعض الحالات الخاصة , لكن هنا الحالة مختلفة تماما , وجود شعب ودولة معترف بها دوليا سواء كانت على حق او باطل , لا يمكن الا التعامل معها باللاعنف والاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات السلمية الى ان تصل نحو الهدف المنشود , في اعتقادنا ان القضية الفلسطينية لن ولم تحل على الاقل خلال السنوات القادمة خاصة بعد دخول حماس وحزب الله وبعض المنظمات الارهابية وايران والحوثي والميليشيات العراقية الارهابية التي تستخدم بين حين واخر ساحة مزاد الفلسطينيين باسم المقاومة عفوا المقاولة , لهذه الاسباب وغيرها واهمها ما ينتظر المنطقة والدول العربية وبعض الدول الاسلامية من تغييرات جيوسياسية وترتيبات شرق اوسطية جديدة اي بالقلم العريض الذي يريد اكثر المعرفة هناك تقسيم آت لا محال , تنتهي دول وتقام دول على انقاضها وسيجرف هذا السونامي دول المنطقة جميعها وعلى مراحل وسنوات , اي خارطة سايكس بيكو جديدة بعد مرور 100 عام عليها , البداية ستكون من العراق وشماله وقيام دولة كوردستان ونحن مع قيام هذه الدولة وهي تستحق من العراق وايران وتركيا وسوريا ولا يمكن ان تقف خاصة الدول العربية والاسلامية ضد قيام دولة اسلامية كردية , ولماذا هذه الدول المنافقة تدافع عن افغانستان والشيشان وكوسوفو وغيرها ولا تدافع عن الدولة الاسلامية الكردية ?, وتقسيم العراق وسوريا واليمن نزولا الى الباقي وهم يعرفون انفسهم قبل غيرهم قادم لا محال وهذا ما نتمناه لهذه الدول بعد ان هجرنا واضطهدنا وحوربنا دينيا وقوميا وعرقيا من هذه الانظمة الفاشية والنازية والساقطة اخلاقيا ونتمنى للجميع الموت الى مزبلة التاريخ .
اخيرا نتمنى للفلسطينيين وفي مقدمتهم من يمثلهم استغلال الفرصة والقبول بالحلول التي اتفق عليها في المفاوضات والاتفاقيات السابقة لقيام دولة فلسطينية تعترف بها اولا اسرائيل وليس الاعترافات الوهمية لقيام الدولة من جانب وطرف واحد ! , لان جميع المشاكل الموجودة الان بين فلسطين واسرائيل ستبقى الى النهاية دون اعتراف اسرائيل بهذه الدولة , وعدم السماح لاي حزب او منظمة او نظام التدخل في الشان الفلسطيني , لان هؤلاء كانوا السبب الى ما وصلت اليه القضية وهذا الطريق المسدود والخطير .
..............
بعض المصادر المهمة
تاريخ المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية http://www.bbc.com/arabic/middleeast/2013/07/130729_timeline_history_mid_east_peace_talks
................
التعليقات (0)