مواضيع اليوم

هل هناك من فلسقة للملابس؟

إدريس ولد القابلة

2012-06-06 23:30:37

0

 

غريب من أمر اللباس في أيامنا هاته. فهناك من الألبسة ما أضحت تشوه الأنثى والذكر على حد سواء، وتبدي مرتديها أيشع ما يكون شكلا وهنداما. نلاحظ اليوم ملابس صممت خصيصا لإبراز مساوىء المرأة بفضاعة لم يسبق لها مثيل في عالم "الموضة". ومع ذلك تصر بعض النساء على ارتدائها والتباهي بها في الشوارع أمام العام والخاص بدعوى أنها "آخر موضة وآخر تقليعة".


نعم، إن غرض الملابس في أيامنا الحالية هو – أولا وقبل كل شيء – الزينة والتباهي، لا المنفعة والستر. وأضحت "موضة آخر التقليعات" تتمحور حول فكرة واحدة لا ثاني لها، وهي أن الملابس صممت لإظهار وإبراز جمال الجسم لا لستره وحفظ مفاتنه وعيوبه. إلا أن "الموضة" اليوم خالفت هذه الفكرة، إذ أن الملابس أصبحت تسعى لإظهار مساوىء جسم المرأة أكثر مما تخفيها، ونعني هنا بالمساوىء، فضاعات البنية الجسمية وعدم انسجامها وتناغمها، وليس العورات. وبذلك أضحى المرء يعاين بشاعات تتحرك أمامه على قارعة الشارع العام.


ورغم ذلك تصر الكثير من النساء اللواتي لا يناسبهن إطلاقا لباس "الموضة" الحالية، على استعماله. علما أن ملابس "الموضة" اخترعت لإخقاء القبيح من الجسم وليس للستر والعفة كما تدعو إليه الشريعة الإسلامية تحسبا لكل فتنة الداعية لكل نزوة شيطانية، دائمة أو عابرة.
يعتقد الكثيرون أنه من المفروض أن تعين الملابس على العصمة والعفاف، عوض أن تكون مجلبة للفساد ومعوانا للغواية، كما هو حال الملابس اليوم، - سيما النسائية منها – وأصحاب هذا الرأي يذهبون إلى القول إن "الموضة" الحالية، تدعو إلى الإعتزاز بالجمال المموه. إنها لا تسعى للوقاية الصالحة ولا هي زينة تعف عن الغواية والإغواء.


وقال أحد التقات إن للشيطان يدا طولى في صنع "الموضة". وإبداع أزياء آخر تقليعة، ومن اللباس ما يدخل مرتديه الجنة التي وُعد المتقين، وما يُذهب به إلى النار التي يصلاها الكافرون.


أكثر الملابس النسائية تجعلك تلمح الجسم بكل تفاصيله الدقيقة، ودمامة الثديين وسمنة ونحافة كل جزء، واهتزاز الردفين، كأن لا يسترها ثوب.


ومهما يكن من أمر، إن الأخلاق كلها، لا بد أن تكون على صلة مكينة بما يلبس النساء والرجال في زمان تجلى فيه أن طريقة الملبس زادت من عوامل الإغراء.


فهل ملابس النساء اليوم تقمع الشهوات، أم أنها على النقيض من ذلك تؤججها وتهيجها؟


قال الحكماء، إن لباس الأمم المجبولة على العزم والإقدام والشجاعة والحرية والإحترام غير لباس الأمم المجبولة على الكسل والجبن والهوان. إنها (أي الملابس) كفيلة بأن تكشف الشخصية والمزاج ودواخل الطبع. وفد تشف الثياب عن الجسم أو لاتشف، وقد تثقل عليه أو تخف، ولكنها على جميع حالاتها تشف عن النفس في الجماعة والفرد. لكن اليوم، في زمن العولمة، ضاعت الخصوصية.


ففي القديم، قلما اختلفت الأمم والشعوب في شيء اختلافها في الثياب والأزياء، فإنه ما من شيء تختلف به أمة عن أمة إلا وله أثره في لباس أبنائها. إن تباين الزي ينطوي فيه تباين الإفليم والصناعة ونمط المعيشة والعادة والدين والتفكير.


إن ملابس اليوم بعيدة، بُعد السماء عن الأرض، عن هذا التصور، لكنه يا له من استصغار عندما نرى الكثير من الفتيات والنساء من جهل وبُعد عن هذا المنطق.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات