حين تتغرب عن أرضك إلى أرض أخرى لسبب ما كالعمل أو الدراسة أو حتى للسياحة ، وتلتقي بإنسانٍ تعرفه لأنه من أرضك التي تفتقدها...وحتى لو كان هذا الشخص لايعجبك في بلادكم فإنك ستأخذه بالأحضان في بلاد الغربة..؟!
ولأنه من معارفك فمكانته ستكون خاصة ومنذ تلك اللحظة....هذا مدخل لمعنى التحيز واللامصداقية ...حيث أني أوافق كل ما يتماشى وأهوائي وميولاتي..وأشجع كل من يذكرني بشيء أرغب في تحقيقه فكفاني عناء ذلك بتحقيقه لي....وكل ما ينافي غروري ومنهج تفكيري أرفضه حتى وإن كنتُ أعلم علم اليقين أنه منهج سليم وأكثر قيمة من الأول.
هذا هو القمع الذي يمارسه علينا حكامنا في الواقع..فلجأنا إلى عالم التدوين لأنه متنفس لنا ولأننا نعبر فيه عن أصدق ما يختلج صدورنا من أحاسيس وكل مايحاكي أفكارنا من آراء...وأثناء تواجدنا في زحمة العالم الإفتراضي وقع إختيارنا على إسم (إيلاف)....
وصدقوني أن أول ما جعلني أختار هذا التجمع بالتحديد كان الشكل الموحد للمدونات ،ووجود قالبين لاغير ...مايعني أن لايفكر المدوِّن في الشكل ، حيث لا وجود هنا (للتنافس الشكلي)...بل هناك تنافس فكري وفقط...عليك أيها المدون أن تركز على إنتاجك الفكري حيث أنه السلعة الأغلى هنا...شيءٌ جميل شجعني على الإنخراط...لكن....إكتشفت مؤخرا أن مصداقية (الشكل) موجودة فعلا لكن مصداقية (المضمون) أصبحت تزعجني ...ليس لأن مستواي بلغ أعلى درجاته...وليس لأنني أدون أحسن من غيري أسلوبا ومُحتوى...لا...بل لأن لكل إنسانٍ يقين بمستوى ما يقوم به...فالإنسان السيء يعرف بأنه سيء دون حاجة ليخبره أحد بذلك ، والإنسان الجيد كذلك....ومادام الأمر كذلك فأنا (وكغيري من المدونين) نبحث عن المصداقية في تقييم كتاباتنا ، يعني نريد نقدا بناءا لا ...أن نأتي يوميا فنجد في (فسحة الكتابات المختارة) أسماء مُحددة لاتتغير (مكانتها) مهما تغيرت كتاباتها و(ساءَتْ)...
هل هذه مصداقية ؟..وإذا كان المشرفون على الموقع يملكون هدفا محددا في إنتقاء الكتابات التي تُحققه فليخبرونا لنُصبح نكتب على أهوائهم !.. أو على الأقل لنعرف أي توجه نحن مُنزَوُون تحت لوائه؟!...
في الأخير أقول صدق القائل : القشة تطفو على سطح الماء والحجر الكريم يغوص في الأعماق.
التعليقات (0)