وفي عالم مزدحم ومتسارع غدونا مثل الآلات لا وقت لدينا للتأمل في ذواتنا وفي الطبيعة من حولنا، وهل تأملنا قليلا في الانسان الذي يقذف كنطفة في رحم الانثى ليخلق خلقا بعد خلق عظاما ولحما ثم ينفخ فيه الروح ليخرج الى حيز الوجود باكيا ليلزق في امه غير ان الطفل المدلل يكبر ويصبح يعي ما حوله فتمتليء نفسه طمعا بالمال والجاه والمجد " فيركض مع الراكضين نحو المستقبل لعل هناك المجد والمال,, فيتحقق مراده من خلال القليل من المال او الكثير ولكن لا مجد هناك ولا جاه بل يجد امامه الفطرة الانسانية تفرض عليه الاقتران بالانثى.. فيقترن بالانثى ليقذف النطفة في الرحم ليخرج النجل الى حيز الوجود فيشق بعدها طريقه نحو الكهولة ثم الرحيل بلاعودة !!
اليس ذلك نهاية كل انسان ؟ إذن لماذا كل هذا الخوف على المستقبل ولماذا تطفو مفردة المستفبل فوق كل مفرداتنا لماذا يصوروا لنا المستقبل على انه شيء خالد, ننعم فيه للأبد او نشقى فيه للأبد.
لست ادعوا الى الركون في الحاضر والتخاذل في صناعة المستقبل, ولكن يجب علينا ان لانعطي المستقبل اكبر من حجمه ولاسيما نحن المسلمين يجب علينا ان نعي اننا لم نخلق من اجل صناعة مستقبل دنيوي زائل فحسب, بل نحن يجب علينا ان نتطلع الى الحياة هناك وايما حياة في جنة عرضها السماوات والارض حيث النعيم بلا انقطاع حيث الحياة بلاموت حيث نجتمع مع احبابنا على الآرائك ونتجاذب اطراف الحديث عشرات السنين لاشيء يعكر صفونا فلا وقت ينتهي ولا مرض يداهم.
يا الله اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنى عذاب النار
التعليقات (0)