س / هل هناك تصوف سنى نرجوا توضيح ذلك ؟؟؟...
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الذى أكرمنا بحبيبه ومصطفاه وجعله أسوة طيبة وقدوةََ حسنة لنا فى الدنيا وشفيعاََ لنا يوم نلقاه ونسأله عز وجل أن يتم علينا النعمة فيرزقنا جواره فى الجنة إن شاء الله ... والصلاة والسلام على الحبيب المحبوب الذى نزهه مولاه عن الذنوب والعيوب وسقاه من لدنه طهور المشروب وجعله صلى الله عليه وسلم فاتحا وخاتما وهاديا إلى الحق وإلى الطريق المستقيم والخلق الكريم الذى وصفه ربه بأنه بالمؤمنين رءوفٌ ورحيم صلى الله عليه وعلى آله الطيبين وصحابته المباركين وكل من إهتدى بهديه إلى يوم الدين وعلينا معهم أجمعين آمين آمين يا رب العالمين ، إخوانى وأحبابى بارك الله فيكم أجمعين
قبل صلاة العشاء طلب منى بعض الأخوه الأفاضل وقالوا أنهم سمعوا ورأوا حديثاََ يتكلم صاحبه عن التصوف السنى فيقولون هل هناك تصوف سنى نريد توضيح هذا ؟ التصوف فى الحقيقة وجلية الأمر باختصار شديد هو العلم أولاََ بشرع الله ثم العمل وفق الأسوة الطيبه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علم الإنسان ثم عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يكن يعلم {علم ثم عمل والعمل إقتداء وإقتفاء وتأسّى بالإمام الذى نصبه الله لجميع الأنام وهو الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم السلام}ولذلك فإن نهج الأئمة المعتمدين فى طريق الله سيدى عبد القادر الجيلانى وسيدى أحمد الرفاعى وسيدى عبد الرحيم القنائى وسيدى أحمد البدوى وسيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى أبو الحسن الشاذلى وسيدى أبو العباس المرسى كل هؤلاء الأئمة الكبار ومن على شاكلتهم كان لهم طريقة فى جهاد أنفسهم وطريقة فى تربية أبنائهم وأحبابهم ...
فى تربية أنفسهم كان الواحد منهم أولاََ يحفظ كتاب الله ... وثانياََ يتعلم شرع الله من فقه وأحكام الصلاة والصياموالزكاة والحج والمعاملات والأخلاق الإسلامية وبعد ذلك يتفرغ للعمل بما علم فكان يدخل فى خلوه كى يطبق العلم ولكى يصحح العمل وكان يبحث لنفسه عن إمام سبقه فى هذا الميدان ... علم وعمل وبعد أن علم وعمل جاءه الفتح من عند الله بالعلم اللدنى أوالفراسة التى يعرف بها ما فى صدور الناسأو وهبه الله التوفيق فى كل أقواله وأفعاله وأحواله أو وهبه الله إ طاعة المبعدين والضالين له ويستطيع أن يأخذ الواحد منهم ويدخله الى طريق الله عز وجل أو وهبه الله التأليف بين القلوب عندما يرى المتشاحنين ويذهب لهم يخضعون له على الفور ويصطلحون فى الحال أو وهبه الله البركة فالشراب الذى يشربه يبارك الله فيه والشيئ الذى يلمسه يبارك فيه الله والشيئ الذى يلبسه يبارك فيه الله وما على شاكلة ذلك من الفتوحات والكرامات...
وعندما يرى الناس ثماره يقولون أن هذا الرجل قد طبق العلم وصحح العمل وأريد أن أتعلم منه لكى أصل إلى ما وصل إليه وهذا هو السر فى إقيداء الناس بالصالحين ..لماذا يقتدون بهم؟؟؟... رأوا أن الله قد فتح عليهم فيريدون أن يعلموا الكيفية اليى بها يفتح الله عليهم ..... مثل أى مهنة أو حرفة ..... هل يوجد من يستطيع أن يتعلم حرفة بمفرده ؟؟؟... نعم يستطيع ولكنه سيكون عشوائى أما إذا أراد أن يتعلم مهنة يتقنها ويصبح ماهرٌ ومجوّد فيها يبحث عن واحد سبقه مشهور فى هذه المهنة ليتعلم منه ... وإذا أتم التعليم يقول له معلمه لقد إنتهيت إذهب وافتح دكان مثلى ومارس المهنة كما أمارسها لأنك تعلمت الهنة وأصولها من الخبير بها والعارف بشأنها {وهذا هو منهج الصوفية أجمعين السابقين والمعاصرين واللاحقين} ....
والإمام الجنيد رضى الله عنه كان أول من قعَّد قواعد الصوفيه وقد قال {طريقتنا هذه مبنية على الكتاب والسنه فكل من لم يقرأ الكتاب (أى القرآن) ويطالع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس له نصيب فى هذا الأمر} وقد مشوا جميعاََ على هذا المنهاج...
فالإمام أبى اليزيد البسطامى رضى الله عنة قد سمع عن إمام بلدة كذا أنه إشتهر عنه أنه رجل صالح فقال لأحد أحبابه هيا بنا نزور هذا الرجل الصالح وعندما دخل المسجد لم يكن الإمام موجودفسأل أين يجلس ؟؟؟ فقالوا له أنه يجلس فى القبله فاتجه إليها فوجد فيها نخامة (وهى الترجيع الذى يرجع من الأنف إلى الفم ويتفله الإنسان) وعندما وجد هذه النخامة قال لصاحبه هيا نرجع فقال لماذا؟؟ ... فقال{ إذا كان هذا الرجل غير مأمون على شرع الله فكيف يأتمنه الله على ولايته} لاحاجة لنا بلقائه ولا مقابلته . فشرط الولى أن يكون عالماََ عاملاََ وهذا الشرط متوفر فى كل الصالحين السابقين واللاحقين وأحرص ما يكون هؤلاء الفوم على فرائض الله وذلك لأن حضرة النبى صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا عبد الله ابن مسعود رضى الله عنه عندما سأله : ما أحب الأعمال إلى الله يا رسول الله ... قال الصلاة لوقتها ...
{فهل يوجد واحد من الأولياء يجلس أثناء آذان الظهر ويقول إن الصلاة ممدوده فلنصلها عندما يقترب العصر} إن فعل هذا يٌعدٌّ ولاية شيطانيه الا إذا كان هناك قضية ضروريه تستوجب عدم الإنتظار ولا بد من الإنتهاء منها قبل الصلاه كى لا تتدخل فيها الشياطين والأشرار فهى أعذار شرعيه مثال على ذلك أنه يصلح متخاصمين ولو ترك مجلس الصلح وقاموا إلى الصلاه فلن يجتمعوا ثانية فيمكث إلى أن ينتهى مجلس الصلح وهو هنا له نية وطويه خالصة يعلمها رب البريه عز وجل لكن لا تجد واحد من الصالحين يجلس خالى أثناء الآذان ولا يلبى داعى الله وذلك لأنهم هم الذين يقولون لكل الناس {يا قومنا أجيبوا داعى الله} ....
بل إن الحرص قد بلغ بهم مبلغه (فهذا واحدٌٌ منهم إسمه الشيخ خيرى النساج رضى الله عنه) بلغ منه الحرص أنه عندما جائه ملك الموت {والصالحين منهم من يرى ملك الموت عند قبض روحه ومنهم من يرى رسل الله الذين جائوا إليه لإستقباله ومنهم من يعلم الميعاد قبلها بأسبوع ومنهم من يعلم قبلها بشهر ومنهم من يعلم قبلها بدهرعلى حسب يقينه فى ربه عز وجل} دخل عليه ملك الموت أثناء آذان المغرب فقال له قف عافاك الله فما أمرت به لن يفوتك وما أمرت به يفوتنى فانتظر حتى أصلى المغرب... وصلى المغرب ثم تمدد ونام وخرجت روحه إلى الله عز وجل...
وقد يقول قائل وهل يتركه ملك الموت ؟؟نعم وذلك لأنهم { لهم ما يشائون عند ربهم }فهل يقول لملك الوت انتظر حتى آكل أو أشرب أو حتى أنتهى من توزيع التركة ؟؟؟,,,لا ولكنه يريد أن يؤدى فرض الله جل فى علاه ...
وكذلك الإمام الجنيد فى اللحظات الأخيرة كان يختم القرآن فقد كان له ورد من القرآن يقرأه كل يوم فقال له من حوله : حتى فى هذه الساعة فقال ومن أولى بذلك منى وها أنا تطوى صٌحفى فخير ما أختم به هذه الصحف كتاب الله عز وجل وأنهى الختمة {(ختمة القرآن) وكانوا يعملون بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه :خيركم الحال المرتحل ... أى الذى ينتهى من ختمة القرآن ويستفتح بعدها فوراََبالفاتحة وما تيسر من سورة البقرة} فاستفتح بالفاتحة وقرأسبعين آية من سورة البقرة ثم خرجت روحه إلى الله عز وجل ...وهذه هى أحوال الصالحين ...
والإمام الشبلى رضى الله عنه وكان رجلاََ من المجاذيب لكنه المجذوب الحق إذ لابد من أن تحضر حالته وهيئته الكاملة عند أداء الصلاه وكذلك شهر الصيام فلا تفوته فريضه من الفرائض أو يفطر يوماََ فى رمضان إلا لعذر قهرى ..بل إنهم فى الأعذارالقهرية أشداء على أنفسهم أيضاََ عندما جائته اللحظات الأخيرة والروح تخرج من القدمين ثم من الساقين ثم من الفخدين وبعد أن كف لسانه عن الكلام أشار إلى واحد بجواره بما معناه أن يوضئه فوضأه وأثناء ذلك نسى تخليل اللحيه (أى وصول الماء إلى جلد الوجه) فأمسك يد الرجل ووضعها فى لحيته فقال من حوله سبحان الله حتى فى هذه الساعة لاينسى تخليل لحيته عند الوضوء ...
ذلك كله لأنهم هم الرجال الذين يقول فيهم الله {رجالٌٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} محافظين على شرائع الله وعلى فرائض الله جل فى علاه كذلك سيدى أحمد البدوى رضى الله عنه وهو إمام المجاذيب حفظ القرآن الكريم وهو إبن سبع سنين وتعلم الفقه على مذهب الإمام الشافعى وغاص فيهحتى ألف كتاب إسمه { المنهاج } ثم أراد أن يطبق العلم فذهب إلى غار حراء الذى كان يتعبد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك لأنه كان فى مكه ومكث فى الغار سبع سنين ىذكر الله ويقرأ كتاب الله وكانت عبادته بعد منتصف الليل تلاوة القرآن إلى أن تحين صلاة الفجر ومع أن غار حراء فى أعلى الجبل والصعود والهبوط من الجبل شاق والمسافة من الغار إلى مكه سبعة كيلو مترات إلا أنه كانت لاتفوته فريضه واحدة فى بيت الله الحرام فى الجماعة الأولى... وانظر إلى الجهاد ... بعد السبع سنين صفت نفسه وقلبه وبدأ فى تلقى الهبات والفتوحات من ربه وبعد أن تلقى الهبات ونزلت عليه الفتوحات وجهه النبى صلى الله عليه وسلم وقال له يا أحمد إذهب إلى طنطدافى بلاد مصر فإن لك بها حالاََوستربى بها رجالاََعبد العال وعبد الرحمن وفلان وفلان وأعطاه كشفاًً بأسماء هؤلاء القوم وكان ذلك مناماََ وهكذا دائماََ طريق الصالحين ولا طريق غير هذا ...
مثله سيدى عبد القادر الجيلانى الذى هاجر فى سبيل العلم لأنه كان من بلاد فارس مع أنه عربى ومن آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم إلا أن آبائه وأجداده كانوا قد هاجروا إلى بلاد فارس ..وبعد أن حصل علم بلاد فارس قالوا إن بغداد هى كعبة العلم فى هذا العصرفاستأذن أمه فى السفر وأعطته أربعين ديناراََ ليستعين بهم فى طلب العلم وخاطتهم له فى الجلباب من الداخل خوفاََ من قطاع الطريق وأخذت عليه العهد أن لا يكذب لا فى لهو ولا فى جد ولا فى أى أمر من الأمور فعاهدها على ذلك وانتظر قافله سافر معها وفى الطريق إعترضهم قطاع الطريق فأخذوا كل شيئ من الجميع وعندما جاء عليه الدور سألوه ما الذى معك ؟؟؟... قال أربعين ديناراََ فقالوا أتركوه يبدوا أنه مجنون وبعد أن جردوا القافلة مما معها عرضوا أمر سيدى عبد القادر على كبيرهم فقال لهم هاتوه لى وعندما جاءه قال له ما الذى معك ؟؟ قال أربعون ديناراََ قال أين هم قال إنهم فى الجلباب من الداخل فقال له إن أحداََ لم يراهم معك فلماذا لم تكذب قال أخذت أمى علىَّ العهد ألا أكذب فقال الرجل لأتباعه إن أمه قد أخذت عليه العهد أن لا يكذب ولم يكذب وفاءاََ لعهد أمه ..ألم يأخذ الله علينا العهدأيضاََ أن لا نكذب هيا بنا نتوب إلى الله على يد هذا الصبى وتاب الله عليهم على يديه مع أنه صبى ولا يزال يطلب العلم وذهب إلى بغداد وحصّل العلم الشرعى من فقه وتفسير ثم العلم اللغوى من نحو وعروض وأدب وشعر ثم بعد ذلك نزل إلى الصحراء ليطبق العمل على العلم إلى أن جاءه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك فكلهم على هذه الشاكله{وداعياََ إلى الله بإذنه} لابد أن يأخذوا إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم لايتكلمون من أنفسهم ... وقال له صلى الله عليه وسلم يا عبد القادرحدث الناس بما فتح الله عليك لينتفعوا بك قال قلت يا سيدى أنا رجل أعجمى ولا أستطيع أن أنطق بالعربية إلا بصعوبة فقال إفتح فاك فتفل فيه سبع مرات ... فنزل الشيخ عبد القادر على أحد المساجد مع صلاة الظهر ومع أن صلاة الظهر قليل روادها إلا أنهم إذا أقاموك أعانوك وما إن صلى الظهر مع الناس حتى أتوا له بكرسى وقالوا له إجلس وحدثنا بما فتح الله عليك والمسجد مملوء عن آخره فجلس على الكرسى متعداََ من الهيبة قال فإذا بى أرى الإمام على بن أبى طالب رضى الله عنه وكرم الله وجهه واقفاََ أمامى فى اليقظه وقال يا عبد القادر حدث الناس بما فتح الله عليك فقال نفس الكلام الذى قاله لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إفتح فاك فتفل فيه ست مرات فقال يا سيدى لما لم تتفل السابعة قال تأدباََ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدأ يتكلم الإمام عبد القادر ولم يسكت بعدها وكان يحضر فى مجلسه علماء التفسير كى يستفيدون من تفسيره وعلماء الفقه كى يستفيدوا من المسائل التى يفتحها لهم فى الفقه الشرعى حتى أن واحداََ منهم سأله ذات مره عن الموانع التى تمتنع عن المرأة فى المحيض وأراء العلماء فيها فرد عليه أن الشافعى يقول كذا وأبو حنيفة يقول كذا ومالك يقول كذا وإبن حنبل يقول كذا وسرد آراء العلماء جميعاََثم قال وأقول من فتح الله علىّ زيادة على ما سمعت كذا وكذا وكذا ...
وهكذا يا إخوانى حال الكمل من أولياء الله رضوان الله عز وجل عليهم أجمعين ولو تتبعنا أخبارهم يلزمنا وقت طويل فقد كانوا .جميعاََ على هذا المنوال ...
فكيف كانوا يربون المريدين ؟؟؟...
على نفس المنهاج فقد كان المريد عندما يأتى لأول مره لسيدى أبو الحسن الشاذلى يقول يا بنى هل قرأت القرآن ؟؟ ..فإن قال لا يقول إذهب وتعلم القرآن أولاََ ثم تعالى ولما كثٌر المريدين إختار واحداََ من تلاميذه يحفظ القرآن جيداََ ويجوده ليعلم المريدين المبتدئين ... وبعد أن يفرغ المريد من كتاب الله يعلمه من شرع الله ما يحتاجه ليؤدى العمل على منهج حبيب الله ومصطفاه صلى الله عليه وسلم ...
ولا يقولون تعلّم كى تجادل وتناقش وإنما تعلّم ما تحتاجه فما الذى تحتاجه فى الصلاة كى تصح الصلاه منك لله فهو الذى عليك أن تتعلمه أما الزيادة فلتتركها للعلماء وكذلك ما تحتاجه ليصح لك الصيام ... وبعد أن يعلمه الشريعة يقول له تعالى كى نطبق معاََ العمل بما علمت فيبدأ معه فى الأورادوفى الأحزاب وفى الأعمال التى بها ينال فتح الواحد المتعال عز وجل وكان على ذلك سيدى إبراهيم الدسوقى وسيدى عبد الرحيم القنائى وكذلك كل الصالحين كانوا على نفس الكيفيه / قرآن / شريعه /شيخ خبير فتح عليه العلى القدير يدلنى على المسير الذى يؤدى إلى الفتح الكبير وذلك لأن العبادات كثيره فما العبادة التى أسير عليها كى أنال الفتح ؟؟ وقد قال الله فى هؤلاء القوم : قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿108﴾ سورة يوسف ...
معهم البصيرة التى يعلمون بها أن الباب الخاص بهذا الرجل هو الذكر فيلقنه الأذكارالتى ترقق الحجاب وتٌصفى الفؤاد وتجعله يرى نور الله بلا حجاب ... أو يعلم أن هذا الرجل لن يأتيه الفتح إلا عن طريق مدارسة العلم ومزاحمة العلماء والتنقيب فى كتب العلم ومراجعه فيقول له هذا طريقك ... أو يعلم أن هذا الرجل لن يأتيه الفتح إلا عن طريق الخدمه فيشير عليه أن يبحث عن جماعة من المرضى المساكين الذين لا عائل لهم ولا أحد يخدمهم ليعولهم ويخدمهم ليأتيه الفتح عن طريقهم ...
وكان الفتح الخاص بسيدنا أبى بكر الصديق فى هذا المجال فقد كان يبحث عن المساكين فى المدينه المنوره ويتفقدهم فيجد عجوز ليس لها أحد فلا زوج ولا ولد مقعدة تجلس فى البيت بمفردها فيذهب إليها يوميا يكنس البيت ويرشه بالماء ويغسل لها ملابسها ويأتيها بالطعام ويرعاها رضى الله عز وجل عنه وعندما رأى سيدنا عمر رضى الله عنه الفتوحات التى نزلت على سيدنا أبى بكر حتى بلغ الأمر أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما صب فى صدرى شيئ إلا وصببته فى صدر أبى بكر} فأراد أن يعمل مثله ليصل إلى ما وصل إليه فعثر على هذه المرأة العجوز وكان كلما ذهب إليها وجد البيت مكنوس ومرشوش وملابسها نظيفه وطعامها موجود وبعد عدة مرات سألها عن من يعمل لها ذلك فقالت لا أعرفه لكنه يأتينى كل يوم قبل الفجر لكى لا يراه أحد فانتظر سيدنا عمر على أول الطريق قبل الفجر فوجده سيدنا أبى بكر الصديق فعاتب نفسه قائلا {تباََ لك يا عمر أتتبع عترات أبى بكر إن أبى بكر عندما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم من منكم عاد مريضاََ اليوم قالوا يا رسول الله إننا قد فرغنا الآن من صلاة الفجر قال أبو بكر أنا يا رسول الله فإنى قد سمعت أن أخى عبد الرحمن بن عوف مريض فعرجت عليه فى طريقى وزرته (وكان ذلك قبل صلاة الفجر) فقال صلى الله عليه وسلم من منكم شيع اليوم جنازه فقال أبو بكر رضى الله عنه أنا يا رسول الله فعندما كنت فى طريقى إلى المسجد رأيت الأنصار يشيعون رجلاََ منهم ليدفنوه فى البقيع فحضرت معهم فقال صلى الله عليه وسلم من
منكم أطعم اليوم مسكينا فقال أبى بكر أنا يا رسول الله فعند قدومى إلى المسجد خرج خلفى إبنى عبدالرحمن ومعه رغيفاَ َمن الخبز وعند باب المسجد وجدت مسكيناََ يسأل فأخذتالرغيف من عبد الرحمن وقسمته نصفين أعطيت نصفه لعبد الرحمن والنصف الآخر للسائل وقال صلى الله عليه وسلم من منكم أصبح اليوم صائماََ فقال أبى بكر انا يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم : لا تجتمع هذه فى رجل إلا وخٌيّرفى أى أبواب الجنة يدخل ...
وعندما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {إن لله تسعة وتسعون خلقاََ من تخلق بواحد منها دخل الجنه } فقال سيدنا أبى بكر أفىّ واحداََ منها يا رسول الله قال : بل فيك كلها يا أبا بكر } ...
إذن فقد كان سيدنا أبى بكر يجاهد فى خدمة الفقراء والمساكين ... والجيران الذين كان يذهب إليهم جميعاََ ليحلب لهم أغنامهم وإبلهم فى الصباح وعندما تولى الخلافة وجد مسحة الحزن على وجوه جيرانه وعندما سألهم عن ذلك قالوا لقد أصبحت خليفة ولن تحلب لنا ماشيتنا بعد الآن فقال لهم لا بل سأواظب على ذلك حتى وأنا خليفة للمسلمين ...
إذن هناك من لا يأتيه الفتح إلا عن طرسق الخدمة لوجه الله عز وجل وهذا هو منهج الصوفية السليم فى كل زمان ومكان ولقد تكلم الناس عن التصوف السنى لأنهم رأوا بعض الناس يدعون التصوف مع أنهم منحرفين عن شرع الله مثلاََمنهم من يدعى التصوف ومع ذلك يجلسون لشرب الشيشهوالمخدرات وعندما يسألونهم عن ذلك يقولون نحن نجذب العصاه بذلك لكى يتوب الله عليهم ... فهل هذا هو منهج الله ؟؟؟... إن منهج الله غير ذلك ... ومنهم من يعملون حلقات الذكر التى يحضرها النساء مع الرجال وهذا لايجوز ولا شأن لهؤلاء بالتصوف لأنهم أدعياء ومنهم من جعل التصوف لجمع الأموال فيطلبون من فلان كذا من المال إلى الساحه ومن فلان كذا من المال للساحه وهذا ليس من التصوف فى شيئ لأن الأولياء على منهج الأنبياء الذين يقول لهم الله {قل لا أسألكم عليه أجراََ} ولذلك الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاََ ولا شكوراََ}...
إذن فهم أدعياء إختلط عليهم الأمر وقالوا إننا متصوفه لذلك قال بعض العلماء أن هناك متصوف ٌسٌنّى وتصوف غير سنى وما يفعله الأدعياء ليس من التصوف فى شيئ ... لأن التصوف كله سٌنّى على منهج الله وعلى شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وغير ذلك لا يمت للتصوف بصله وإنما هم مبتدعين أو أدعياء لأنهم لا شأن لهم بطريق الله ...فطريق الله هو منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه أصحاب رسول الله وما كان عليه السلف الصالح من الأولياء والعلماء العاملين والحكماء الربانيين إلى يومنا هذا أما النماذج التى ذكرنا بعضها وغيرها نماذج كثيره منهم الذى يستخدم الحيات ويقول أننى أمسك الثعابين وغيرها ولا شأن لنا بذلك فالإمام أبى العزائم رضى الله عنه قد ذهب يوماََ إلى دمياط فجاءه بعض هؤلاء وقالوا إننا نمسك الثعابين فهل تستطيع ذلك ؟؟؟ فقال أنتم تفعلون ذلك فكم واحد هديتموه إلى الله يا من تمسكون الثعابين ؟؟؟ فلم يردوا فقال أنا أمسك ثعابين الحقد التى فى القلوب وأخرجها وأمسك عقارب الحسد التى فى النفوس وأخرجها وأجعل النفوس صافية والقلوب سليمه وأهدى الناس إلى الحق وإلى الطريق المستقيم ..,
إذن لا شأن لنا بالشعوذة والخزعبلات التى يفعلوها وهى ليست من الدين ولا من منهج سيد الأولين والأخرين ولا كان عليها الصحابة الهادين المهديين رضى الله عز وجل عنهم أجمعين ... وإنما المنهج كما قلنا وكما وضحنا ...
وأكتفى بهذا القدر خوفاََ من الإطالة ... أسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يرزقنا علماََ نافعاََ ونوراََ فى القلب ساطعاََ وإيماناَ َصادقاََ وأن يرزقنا ألطافه الخفيه وأن يواجهنا بفتوحاته الوهبيه وأن يتفضل علينا فيمنحنا كل عطيه وأن يجعلنا ممن يشرب من يد المصطفى شربة هنية مريه فى الحياة الدنيوية قبل الأخرويه وأن يجعلنا ممن يتملى بجمال محياه ويكشف لنا كل حجاب حتى نتهنى برؤياه ........ آمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
التعليقات (0)