يقول الحكماء إن خير الكلام ما قل ودل ..أى أن الاختصار مطلوب جدا نظرا لسرعة العصر وضيق الوقت ...وهذان الشرطان (أى القلة والدلالة) هما جناحا نقل الفكر المكتوب أو المسموع فلو كان الكلام مسهبا ضاعت الفكرة وتاهت في زحمة الكلمات!!! ولو لم يدل الكلام على الهدف ويبين الحكمة من الحديث أو المطلوب من المقال المكتوب فلا خير فيه ويكون مجرد تضييع للوقت في كلام غير مفهوم !!! وحينئذ يكون الهدف مجرد إشباع شهوة الحديث بلا فائدة !! وعلى ذلك فإن وجود البيان الواضح والفكرة المفهومة هو الفرق بين الكاتب الهادف والكاتب (الهايف)....ومن ذلك ما يكتبه البعض في مختلف المواقع من الشعر الحديث الذي لا يحمل فكرة محددة مفهومة أو المقال الذي يسمى (فلسفيا) وتكون الكلمات فيه تركيبا لا معنى له!!! وذلك هو الدليل القاطع على خلو عقل كاتب المقال أو القصيدة من الفكر واختبائه وراء الألفاظ الغريبة وكأنه يخفى ضعف معلوماته وجهله وقلة محتوى ما يقول رغم تظاهره بالبلاغة!!!.... وماذا لمثل هذا من البلاغة؟ ....لا ينطبق هذا على استخدام الرمز في القصة أو تناول الواقع بشكل ذكي من خلال استبدال أبطال القصة بالحيوانات مثلا لإظهار معنى معين لا يريد الكاتب أن يتناوله صراحة لأسباب عديدة ولكن هذا فن عال لا يجيده إلا القليلون من الأدباء وبالطبع هم ليسوا المقصودين بالمقال
التعليقات (0)