هل نقيب الصحفيين الفلسطينيين فوق القانون ؟

بقلم:محمد أبو علان

http://blog.amin.org/yafa1948

وجه مجلس نقابة الصحافيين الفلسطينيين عبر البريد الإلكتروني دعوة لجميع الصحفيين، ولكافة وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية للمشاركة في الاعتصام الاحتجاجي على مذكرة التوقيف الصادرة بحق نعيم الطوباسي نقيب الصحفيين الفلسطينيين بتهمة (التشهير والقذف).
الاعتصام الاحتجاجي جاء حسب قول الداعين له لكون الدعوى المرفوعة ضد النقيب الطوباسي هي "دعوة كيدية"، ومن "أجل الحفاظ على وحدة النقابة واستقلاليتها ومكانتها التمثيلية، ومن أجل وضع حد لكل أشكال التدخلات في شؤون النقابة الداخلية".
المسألة الأولى غير المفهومة في موقف مجلس نقابة الصحفيين هو استباق الأمر والجزم بأن الدعوى كيدية دون انتظار قول القضاء الفلسطيني في هذه القضية، واحتجاج مجلس نقابة الصحفيين على مذكرة التوقيف ما هو إلا تشكيك مع سبق الإصرار والترصد بنزاهة القضاء الفلسطيني.

المسألة الثانية نقيب الصحفيين هو قبل كل شيء مواطن تسري عليه القوانين والأنظمة التي تسري على عامة البشر، وكونه نقيب الصحفيين هذا لا يعطيه حصانة، ولا يعني عدم تقديم شكاوى ضده، أو عدم إصدار مذكرات توقيف بحقه لحين قول القضاء كلمته في القضية، عندها يستطيع السيد النقيب ملاحقة كل من أساء له إن كانت الدعوى كيدية كما أُعلن في دعوة مجلس النقابة للاعتصام الاحتجاجي على مذكرة التوقيف.
أما المسألة الثالثة فمن هو المجلس الداعي للاعتصام الاحتجاجي؟، فالكل لا زال يذكر حملات التشكيك المتبادلة بين أعضاء مجلس النقابة أنفسهم في موضوع الشرعيات، وهنا أود تذكير من تناسى هذه الحملات بين أعضاء مجلس النقابة بما كتبه الصحفي حسن عبد الله عضو مجلس النقابة عن حال نقابة الصحفيين قائلاً "حال النقابة لا يسر صديق ولا يرفع ضيما عن صحفي تعرض لإجحاف من قبل الآخرين"، فما بال مجلس النقابة انتفض اليوم لرفع ما يعتقد أنه ضيم وإجحاف سيقع على نقيب الصحفيين.
وإن كان مجلس النقابة حريص على وحدة النقابة وعلى صحفييها كما هو حريص على السيد النقيب، لماذا لم ينظم مجلس نقابة الصحفيين الفلسطينيين ولو اعتصاماً واحداً ضد الاعتقالات التي يتعرض لها الصحفيين الفلسطينيين على يد الأجهزة الأمنية بالتوازي في شقي الوطن؟، ففي العام 2008 وحسب تقارير المؤسسات الحقوقية الفلسطينية اعتقل في الضفة الغربية وقطاع غزة (45) صحفياً، أم أن عمل مجلس النقابة واحتجاجاته تقوم على قاعدة "خيار وفكوس".
moh-abuallan@hotmail.com